ختان الإناث يؤدي لعسر الولادة والتهابات المهبل الناسور الشرجي واحتقان الحوض من مضاعفات ختان الإناث "ختان الإناث".. ممارسة تقليدية ضارة تنطوي على إزالة جزء من الأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية أو إزالتها بشكل كامل، وعلى الرغم من تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أضرار الختان التي قد تودي إلى الوفاة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن عدد الفتيات والنساء اللاتي أجرى لهن الختان حول العالم يتراوح بين 100 و140 مليوناً. وحذر الدكتور عمرو حسن عضو الجمعية الأمريكية للخصوبة والعقم واستشاري النسا والتوليد بمستشفي القصر العيني، خلال حواره مع "محيط"، من إجراء عملية ختان الإناث، مؤكداً على عدم وجود أي فوائد لها بل إنها تضر بصحة الفتاة. وإليكم نص الحوار.. هل هناك فوائد صحية لعملية ختان الإناث؟ قال حسن إن ختان الإناث عملية ليس لها فوائد صحية على الإطلاق، بل إنها تؤدي إلى العديد من العواقب الصحية الوخيمة التي تستمر مدى الحياة مثل، الالتهاب المزمن والآلام المبرحة أثناء التبول والدورة الشهرية وخلال الاتصال الجنسي، فضلاً عن الصدمة النفسية التي تصاب بها الفتاة. هل هناك دواعٍ طبية لإجراء ختان الإناث؟ أوضح أنه لا يوجد على الإطلاق أي احتياج لعملية ختان الإناث، مشيراً إلى أن الدعوة للقيام بفحص الفتاة بواسطة طبيب لمعرفة ما إذا كانت تحتاج إلى ختان الإناث أم لا هي دعوة خاطئة، تفتقد إلى المصداقية. وأضاف أن بعض الفتيات قد تعاني من بعض الأمراض التي تؤدي إلى كبر الأعضاء التناسلية، موضحاً أنها أمراض نادرة الحدوث لها أعراض أخرى تظهر في سن الطفولة وتشخص مبكراً، ويتم علاجها عن طريق الأدوية والتدخل الطبي دون الحاجة للختان من الأساس. ما هي المضاعفات الصحية لعملية ختان الإناث؟ أفاد استشاري النسا والتوليد بأنه من الخطأ بأن يعتقد البعض أن هناك أنواعًا من ختان الإناث لا تؤدي إلى حدوث مضاعفات، مؤكداً أن ختان الإناث بأنواعه المختلفة له مضاعفات، حتى لو قام طبيب بإجرائه. وقد سجلت الدراسات الموثقة حدوث مضاعفات مثل، النزف الشديد والصدمة العصبية والتي قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، بالإضافة إلى حدوث التهابات حادة وناسور بولي أو شرجي، وذلك على المدى القريب. أما على المدى البعيد، فيقول حسن أنه قد تعاني الفتاة من مشاكل جنسية وعدم القدرة على الإنجاب، التهابات بالمهبل وقناتي فالوب، إلى جانب تعسر عملية الولادة نتيجة لضيق فتحة المهبل والعجان مما يؤدي إلى حدوث نزف وتهتك بأنسجة العجان. كما يسبب الختان ضرراً للجنين أثناء عملية الولادة مثل زيادة نسبة حدوث مضاعفات في الجهاز التنفسي، والتي قد تسبب إلحاق الأطفال حديثي الولادة بالرعاية المركزة، كما تؤدي أيضاً إلى زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة. ماهى وظائف الأعضاء أو الأجزاء التي يتم إزالتها أثناء عملية الختان؟ وما أضرار إزالتها؟ أشار حسن إلى أن هذه الأعضاء تعتبر عوامل مساعدة لإتمام علاقة جنسية سوية تحقق الرضا للزوجين، وهذه العوامل هى: - تكامل الأعضاء التناسلية، حيث أن وجود الأعضاء التناسلية الظاهرة كاملة مثل "البظر" وهو أكثر أعضاء المرأة حساسية، و"الشفران الصغيران" اللذان عند إثارتهما أثناء أثناء العملية الجنسية يؤدي لزيادة شعور المرأة بالنشوة، و"الشفران الكبيران" حيث يعملان كوسادتين لينتين تجعل الإيلاج مريحاً للطرفين، وغدد "باثولين" التي تفرز مادة مليئة عند الاستثارة، وكلها عوامل تسهل عملية الجماع وتؤدي لعلاقة زوجية ناجحة. لذا أكد استشاري النسا والتوليد أن استئصال أي جزء منها أو كل الأجزاء يؤدي لتأثر العلاقة الزوجية وتذبذبها بدرجة كبيرة. - التوازن الهرموني، وذلك لأن التوازن الهرموني والحالة النفسية بينهما علاقة وثيقة، فكل منهما يؤثر على الأخر، حيث يساعدا المرأة على القيام بوظائفها الإنجابية والجنسية بصورة طبيعية. - سلامة الجهاز العصبي والحسي، نظراً لأن التروية الدموية الطبيعية تتأثر بصورة شديدة في حالة استئصال الأعضاء التناسلية الظاهرة. - التوازن النفسي الاجتماعي، فالعملية الجنسية تمر بمراحل متتالية، وهى عملية معقدة تتدخل فيها عوامل كثيرة وحواس مختلفة مثل، البصر والشم والسمع، وكل ذلك يصب في مراكز المخ المسئولة عن إثارة الرغبة الجنسية وتصعيدها إلى مستوى الاستثارة حتى إتمام العلاقة الزوجية الحميمة بنجاح. لذا يدعو حسن إلى التحكم في الرغبة الجنسية التي مصدرها المخ ليس بواسطة استئصال الأعضاء التناسلية، ولكن بغرس القيم الفاضلة في العقول. كيف تؤثر عملية ختان الإناث على العلاقة الحميمة بين الزوجين؟ أكد استشاري النسا والتوليد أن ختان الإناث يؤثر على العلاقة الجنسية بين الزوجين كالتالي: - توهم القذف المبكر، حيث يعتقد الأزواج في أغلب الحالات أنهم يعانون من القذف المبكر، بينما هى مجرد حالات بطء أو ضعف استجابة بسبب ختان الإناث، وليست حالة مرضية تتطلب العلاج. - ضعف في التجاوب الجنسي، وفي هذه الحالة توجد رغبة جنسية تؤثر تأثيراً مباشراً على الجسم والعقل، وتسبب احتقاناً في الحوض دون إرتواء جنسي كامل عند الأنثى، كما أن تكرار عدم اكتمال التجاوب الجنسي يؤدي إلى احتقان مزمن في الحوض وآلام البطن والظهر، فضلاً عن وجود إفرازات مهبلية وتوتر عصبي ونفسي عام نتيجة استئصال الأعضاء الخارجية للجهاز التناسلي الخاص بالأنثى. - البرود الجنسي، حيث تعاني بعض الزوجات من البرودة الجنسية، نتيجة الشعور بالألم أثناء الجماع، مما يؤثر على نفسيتها ويؤدي إلى عدم تجاوبها مع الزوج وكرهها للعلاقة الحميمة، مما يؤدي لصعوبة أكثر وآلام أشد أثناء الاتصال الجنسي. - تشنج العضلات، نتيجة لضعف أو سلبية التجاوب أثناء الاتصال الجنسي بين الزوجين، تصبح العلاقة الحميمة بالنسبة للزوج عملية قذف للسائل المنوي فقط، الأمر الذي يؤدي لضعف الانتصاب وسرعة القذف، ولذلك لأن بعض السيدات اللاتي أجرى لهن تشويه في الأعضاء التناسلية يحتجن وقتاً أطول للوصول إلى الارتواء، فضلاً عن قيام بعض الأزواج بتناول المخدرات اعتقاداً منهم أن هذا يطيل العملية الجنسية، ما يوثر بالسلب على العلاقة الزوجية والحياة الأسرية، ويتفاوت أثر الختان على العملية الجنسية باختلاف درجته وعمق الصدمة النفسية التي تعرضت لها النساء والفتيات اللاتي أجرى لهن الختان. قليلاً ما تشكو الزوجات من المشاكل الجنسية، فلماذا إثارة هذه القضية؟ أوضح حسن أنه بصفة عامة يوجد العديد من الأسباب التي تقلل من الاهتمام بالخلل الوظيفي الجنسي لدى النساء مقارنة بالرجال، وهذا لا يلغي معاناة النساء ولكن يجعلها إحدى القضايا المهمشة، وتتمثل هذه الأسباب فيما يلي: - أن وجود هذا الخلل الوظيفي لدى الأنثى لا يمنع إقامة العلاقة الحميمة مقارنة بحدوثه لدى الرجل، نظراً لأن القصور في مرحلة الاستثارة لدى المرأة لا يمثل مشكلة، على عكس عدم حدوث الانتصاب لدى الرجل، وكذلك عدم حدوث الارتواء لدى الأنثى لا يمنع حدوث الحمل. - في كثير من الأحيان تنشأ الفتيات في بيئة مجتمعية تمنع التعبير عن الرغبة الجنسية حتى بين الزوجة وزوجها، ما يجعل الزوجة تحتفظ بمشاعرها ولا تعبر عن مآساتها أو تطلب المساعدة، مما يهدد استقرار العلاقة الزوجية. - إن إجراء الختان للأنثى لا يمنع الرغبة الجنسية لديها، ولكنه يؤثر على درجة المتعة، وبالتالي يحرم بعض النساء من الاستمتاع بالعلاقة الزوجية، وهو حق أعطاه الإسلام لكل النساء المتزوجات، كما أنه يؤخر ويطيل الوقت للتحقق الاستجابة مما يؤثر حتماً على الزوج. لو تم إجراء الختان بواسطة طبيب ماهر فهل تحدث مضاعفات؟ أكد حسن أن الطبيب الماهر يلتزم بالأخلاقيات الطبية فلا يقوم بمثل هذه العملية لما لها من أضرار على المدى القريب والبعيد، خاصة وأنها محرمة طبيًا وقانونيًا. ماذا عن خضوع بعض الأطباء لرغبة الوالدين في ختان الإناث؟ في هذا الصدد، دعا حسن الأطباء إلى تقديم المشورة الطبية الصحيحة إلى الأب والأم، وتوعيتهم بأضرار هذه العملية، وأن يدعم كلامه بميثاق شرف الأطباء وقرار وزارة الصحة اللذان يمنعان ويجرمان القيام بعملية ختان الإناث، كما أن قانون العقوبات المصري يجرم القيام بها. ما هو رأي الجمعيات الطبية العالمية المتخصصة حول ختان الإناث؟ أوصى الاتحاد العالمي لجمعيات أمراض النسا والتوليد بأن ختان الإناث يعتبر انتهاكاً لإتفاقية حقوق الطفل وإتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، مطالباً ببذل كافة الجهود والإجراءات بهدف التخلص من الممارسات التقليدية التي تحتوي على عنف ضد الأطفال والنساء، وكذلك أوصت الجمعية المصرية لأطباء أمراض النساء والولادة بنفس التوصية في عام 2012.