أكد الدكتور عبدالله شاكر رئيس جماعة أنصار السنة السلفية ورئيس مجلس شوري السلفيين في حوار مطول لجريدة روز اليوسف أن هناك اختراقا فكريا تتعرض له الجماعة السلفية في الفترة الأخيرة داعيا المسيحيين الي الهدوء وعدم الانصياع وراء الدعوات المتطرفة. وفيما يتعلق بتأييد السلفيين للدولة الدينية من عدمه ، أكد شاكر أن الدولة الدينية مفهموم أن تكون قائمة علي الشرع ولا يعني ذلك أن تكون لها سياسات مستبدة او خارجة عن الحق أو يكون لها موقف معاد للآخرين او من اصحاب الديانات الأخري ومع ذلك نقول إنه لاحرج أن تكون مصر دولة مدنية قائمة بالدين. وبشأن مفهوم السلفية للدولة المدنية أكد شاكر أن الدولة المدنية تعني أن تضم كل أطياف المجتمعات ولكن صبغتها ومنهجها قائم علي كتاب الله وهدي رسول الله "ص" وهو أمر مقبول للجميع نظرا لوجود أناس في مصر لا يدينون بدين الاسلام ولكن سينالون فى حكم الاسلام حظا أكبر وأوفر من الاحترام والتقدير بالتعامل الحسن واعطائهم جميع الحقوق وحمايتهم فنريد مصر دولة مدنية مرجعيتها اسلامية. وبشأن الفكر السائد لأنصار السنة بعد الثورة ، أكد شاكر أن فكر جماعة انصار السنة منهج قائم لا يتغير وهي جماعة دعوية أسست لرد الناس الي الأمر الأول الذي كان عليه الرسول"ص" وأصحابه الكرام وبالتالي الفكر والمعتقد لا يتغيران ولكن ما يتغير هو التعامل مع الاحداث الجارية وفقا للأولوية التي يمكن ان تقدم فى كل مرحلة . مؤكدا ان هناك انفتاحا دعويا لابد الاستفادة منه وتوجيه الشباب الي الحق والتركيز علي وسطية الإسلام الذي يجمع بين الحق والهدي والرحمة والنفع .مشيرا أن جماعة الفكر السلفي وجماعة أنصار السنة قائمة علي نهجها الذي أسست عليه قبل الثورة وبعدها. وفيما يتعلق بتعاون قريب بين جماعات إسلامية أخري كجماعة الاخوان المسلمين أو الجماعة الاسلامية باعتبار أن مرجعيتهم سلفية ، أكد شاكر أنه بعد أحداث الثورة وبعد تباين الآراء بين العلماء فكرت جماعة أنصار السنة المحمدية أن تجمع شتات العلماء في مصر كلها من كل اتجاه وعقدت مؤتمرا لهؤلاء أطلقت عليه مؤتمر لجمع الشمل ، تواصلنا فيه مع الدعوات الموجودة علي الساحة وطلبنا من الجميع أن نلتقي ونتحد ونتشاور فيما بيننا حتي إذا وقع للمسلمين نازلة أو حدث شئ نفكر في كيفية مواجهته ونفكر في الاسلوب الامثل في توحيد الصفوف ونجتمع جميعا علي الحق ونواجه الناس بفكر ورأي ومعتقد صحيح قائم علي مرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية. وأشار أن التعاون دعوي ولكن إذا كان هناك اتجاه بعمل حزب لن نشارك مع أحد في حزبه .وبشكل عام أعلن السلفية عدم تأسيسهم لأحزاب أو المشاركة فى أحزاب سياسية في المرحلة الحالية ونحن نعتبر أن تأسيس الاحزاب خطوة لأمور قد لا تفيدنا في المرحلة الحالية ولكن عندما يتبلور قانون الاحزاب وتتضح الرؤية والواقع الذي ستؤول اليه البلاد نستطيع أن نحدد موقفنا النهائي. وأكد شاكر أن أنصار السنة عرضت علي السلفيين مساعدتهم فى خوض انتخابات مجلس الشعب والشوري ولكننا أكدنا اننا لا نشارك فى الحياة السياسية ولن نترشح فى الانتخابات المقبلة وسننأي بأنفسنا كدعاة عن خوض ذلك في الوقت الحالي. وفيما يخص مرشحي الرئاسة أكد رئيس جماعة السلفية إنهم لم يؤيدوا حتى الآن مرشحا بعينه مؤكدا أن الجماعة فى انتظار مرشح لديه نضج سياسي وثقافي وله ارتباط بالدين ولا يكون لديه عداء للدين ، ونفي شاكر إقبال السلفيين علي ضرب البرادعي مشيرا أنهم ليس لهم علاقة وأن الزج بالسلفيين في هذا الأمر سببه أصحاب التوجهات التي لا ترضي بوجود السلفيين في المجتمع. وحول تأييد الشيخ عبد الله شاكر لجمال مبارك من قبل كمرشح للرئاسة، أكد شاكر أنه عندما سئل عن رأيه فى ترشح جمال للرئاسة أكد أنه لامانع لأي شخص من الترشح ولكننا سننتظر لنري برنامج المرشحين وسنختار بعدها الاصلح. وحول صعود حركة السلفية في الفترة الاخيرة واعتبارها خطرا علي المواطنين ، اكد الشيخ شاكر ان الخوف من السلفيين علي المجتمع لا أصل له فالسلفيون موجودون في المجتمع المصري منذ القدم ولم يصيبوا أحدا داخل المجتمع المصري بسوء موجها رسالة للجميع بأن الامن عندما انسحب من الشارع المصري لم يحدث شيئ. وحول تعليق الشيخ شاكر عن الحادثة الاخيرة لقطع اذن ديمتري القبطي اكد رئيس جماعة السلفيين ان هذه الامور تفتعل وكل هذه الحوادث باطلة ولا نؤيدها ويتبرأ منها كل سلفي ، وفيما يتعلق بتغيير المنكر بالقوة وهو مانسب للسلفيين مؤخرا ، أشار الشيخ شاكر ان تغيير المنكر بالقوة له مراحل وخطوات حسب استطاعة الانسان ، فالإنسان في بيته يستطيع ان يغير المنكر بيده ، فمن كان تحت سلطان المسلم وله ولاية عليه يكون تغيير المنكر فيه بالقوة حيث ينتقل الانسان في تغيير المنكر الي اللسان ، بل لو ترتب علي محاولة التغيير باللسان مفسده فيجب التوقف ، ويكفينا إنكار المنكر بالقلب ، وعليه فدور الجماعة السلفية في تغيير المنكر داخل المجتمع لايكون باليد وينحصر فى اللسان او القلب. وحول مجلس شوري السلفيين اكد الشيخ عبد الله شاكر ان هذا المجلس تم تأسيسه نتيجة حدوث خلافات في وجهات النظر بين العلماء واهل الدعوي وكان الغرض منه توحيد الصف والتشاور والخروج برؤية موحدة وحرصنا في البداية ان يضم السلفيين وبالفعل تم توجيه الدعوات لمشايخ السلفية فى مصر منهم الشيخ محمد اسماعيل المقدم وهو من كبار الدعوة السلفية في الاسكندرية وايضا الشيخ محمد مختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية بجانب عدد من الدعاة السلفيين في مصر. وأشار أن المجلس سيقوم فى الفترة المقبلة علي إيجاد دور مؤثر له في الساحة خاصة ان المجال اصبح متاحا ويحتاج الي العمل كثيرا وإخراج بيانات مختلفة ومتعددة تواكب مايحدث في المجتمع.مؤكدا أن المجلس سيعمل علي الرد علي مايقال ضد السلفية بعد الاجتماع والتشاور مع أهل السلف.