الهجوم الصيوني الأخير على السودان وتدمير مصنع للسلاح قرب العاصمة الخرطوم ليس هو الأول ولن يكون الأخير الذي يقوم به العدو الصهيوني على البيت العربي، فنحن نتذكر كيف استباح هذا العدو حرمة وسيادة وشرف الدول العربية حتى وصل إلى المفاعل النووي العراقي ودمره بالكامل، ونتذكر أيضا كيف وصل هذا العدو إلى منشأة صناعية في دير الزور بسوريا ودمرها أيضا بالكامل، ونتذكر أيضا كيف أن هذا العدو تمكن أيضا من الوصول إلى عدة عواصم عربية ومنها بيروت وتونس واغتال بعض القيادات الفلسطينية والعربية أيضا. هذا الاختراق الصهيوني للبيت العربي يتم دون الاعتراض أو الاشتباك أو حتى معرفة وصول طائرات هذا العدو إلى أهدافها وتعود هذه الطائرات الصهيونية سالمة إلى قواعدها ويعود المجرمون الصهاينة إلى مواقعهم بعد كل عملية اغتيال أيضا. العدو الصهيوني يسرح ويمرح في البيت العربي، يدخل متى يشاء ويخرج متى يشاء، ويضرب ما يشاء ويدمر ما يشاء، ولم نسمع أن أي رادار عربي كشف هذه الطائرات، ولم نسمع أي رصاصة توجهت نحو هذه الطائرات، نسمع بهذه الأخبار بعد أن ينفذ هذا العدو غاراته وينفذ اغتيالاته، وكأن البيت العربي بلا حدود أو أسوار أو نوافذ أو أبواب، وهذا يعني أن هذا العدو يمكنه الوصول إلى أي هدف في أي بلد عربي، بل إنه وصل إلى عدة عواصم عربية وحلق فوقها بدون أي مقاومة تذكر. وكلما قام هذا العدو بهذا العدوان، وكلما استباح الأرض العربية ودمر وقتل نسمع من بعض حكامنا العرب أنهم سوف يردون عليه بالمكان المناسب والوقت المناسب، وتمر الأعوام ولم نر أبداً رداً من هؤلاء على هذا العدو لا بالمكان المناسب ولا بالوقت المناسب. إن عدم الرد على هذه الاعتداءات الصهيونية يشجع هذا العدو بالاستمرار في العدوان والإرهاب ضد البيت العربي لأن من أمن العقاب أساء الأدب. وعقاب هذا العدو يأتي من خلال تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك واعتبار الاعتداء على أي دولة عربية اعتداء على الأمة العربية ولابد من الرد على هذا العدوان، ففي حالة السودان مثلاً وعدم قدرة السودان على الرد الفوري على هذا العدوان لافتقاره لسلاح الجو الحديث والمتطور يمكن أن تعوضه بعض الدول العربية التي تملك من الطائرات والأسلحة ما يوازي أو يضاهي سلاح العدو وإلا لماذا نسمع هذه الصفقات الضخمة من الأسلحة لبعض الدول العربية وهي بالمليارات دون حماية البيت العربي من العدوان. لابد الآن من ردع هذا العدو وعدم السماح له بانتهاك حرمة وسيادة البيت العربي والأمة العربية تملك هذه القوة لكنها تحتاج إلى إرادة.. فإلى متى يبقى البيت العربي بلا بواب؟! نقلا عن صحيفة الشرق القطرية