قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية: إن ثورات الشرق الأوسط ألقت بتأثيراتها على الأوضاع في جمهورية كازاخستان والتي تشهد غدا الأحد انتخابات رئاسية وسط مقاطعة من معظم أحزاب المعارضة. وأشارت المجلة إلى ما شهدته كازاخستان من تطورات تشير إلى خشية الرئيس نور سلطان نزارباييف من أن يكون مصيره مشابها لما حدث لقادة عدد من دول الشرق الأوسط مثل زين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر. وأشارت المجلة إلى أنه استباقا لهذا الوضع بادر أنصار الرئيس نزارباييف في البرلمان في فبراير الماضي إلى الدعوة لإجراء استفتاء بمد فترة رئاسته الحالية حتى عام 2020 وعدم إجراء أي انتخابات رئاسية حتى ذلك الحين. غير أن المعارضة رفضت هذه الدعوة ما دفع بالرئيس إلى الدعوة لانتخابات مبكرة نحو عام عن ميعادها الأصلي. يشار إلى أن نزارباييف يتولى مهام الرئاسة في بلاده منذ نحو 21 عاما وقد استطاع خلال هذه الفترة تحقيق قدر من التقدم الاقتصادي فيما فشل في تحقيق أي تقدم على طريق الاصلاح الديمقراطي. وقد نفى يورموخامت ييرتيسباييف مستشار الرئيس الكازاخي للشئون السياسية أن تكون التطورات السياسية في بلاده مرتبطة بثورات الشرق الأوسط مشيرا إلى أنه لا مجال لمثل هذا الحديث حيث تبعد بلاده عن المنطقة بنحو عشرة آلاف كيلو متر مربع. وأضاف إذا كان هناك مجال للحديث عن تأثير فإن الأولى التأثر بما حدث في الجارة قيرقيزستان حيث تم الإطاحة برئيسين من خلال ثورتين دون أن يكون لذلك أي تداعيات على بلاده. وأشار إلى أن الحديث عن مثل هذا التأثير يأتي في ضوء طول فترة الرئيس الكازاخي في الحكم. غير أنه اشار إلى وجود تجارب أخرى طال فيها بقاء الحاكم دون أن يترك ذلك تأثيرات سلبية مشيرا إلى مثال تجربة رئيس سنغافورة السابق لي كوان يو والذي حكم بلاده لمدة 30 عاما. وأضاف أنه رغم أن يوان ليس على رأس الحكم الآن إلا أنه ما زال يلعب دورا مؤثرا معتبرا أن موقف رئيس بلاده نزارباييف يشبه تجربة سنغافورة وليس الشرق الأوسط.