ليلة القدر هي أفضل الليالي، وقد أنزل الله فيها القرآن، وأخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر وقال سبحانه: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:1-5] وأوضحت الباحثة الاسلامية سميرة عبدالمنعم : إلى أن نتحرى ليلة القدر في شهر رمضان كله، وفي العشر الأواخر منه خاصة، وفي أوتارها على أخص الخصوص، ومعنى تحريها: الحرص على إدراكها بعمل الخير والطاعة حتى يكتب للمرء ذلكم الأجر العظيم المعد لقائميها، الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». ولا منافاة بين غفران ما تقدم من الذنوب بقيام ليلة القدر وغفرانها بصيام رمضان؛ لأن الذنوب مثل الأمراض فكما أن لكل مرض دواءً، فكذلكم الذنوب، لكل ذنب ما يناسب تكفيره، ومن أعظم المكفرات إحياء ليلة القدر بالقيام بين يدي الملك العلام بمناجاته وحسن التبتل بين يديه، لا أن تأتي على المسلم وهو في غفلة معرض، فذلك من الحرمان والخسران المبين، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يحرص على إدراكها ويبين لأمته كيف يكون التحري، وذلك بالاعتكاف والقيام كما روى أبوسعيد الخدري -رضي الله عنه وقد كان الصحابة رضي الله عنهم أشد الناس بحثاً عنها وتحرياً لها، حتى أنهم تراءوها في منامهم، كما روى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر». علامات ليلة القدر من علامات ليلة القدر تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها قال صلى الله عليه وسلم (صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع) مسلم. وقيل لكثرة نزول وصعود وحركة الملائكة فيها فتستر بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها. و تكون ليلة القدر معتدلة لا حارة ولا باردة ، قال صلى الله عليه وسلم (ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة). و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة) . وقال صلى الله عليه وسلم {إنها ليلة بلجة -أي: منيرة- مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم} . بم ندعو في هذه الليلة المباركة؟ وسألت عائشة رضي الله عنها فقالت: يا رسول الله: إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها، قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. وكان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، وكان السلف بعدهم، يعظمون هذه العشر ويجتهدون فيها بأنواع الخير. فالمشروع للمسلمين في كل مكان أن يتأسوا بنبيهم عليه الصلاة والسلام وبأصحابه الكرام وبسلف هذه الأمة الأخيار، فيحيوا هذه الليالي بالصلاة، وقراءة القرآن، وأنواع الذكر والعبادة، إيمانًا واحتسابًا، حتى يفوزوا بمغفرة الذنوب، وحط الأوزار، والعتق من النار، فضلًا منه سبحانه وجودًا وكرمًا. وقال النبي عليه الصلاة والسلام: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر