بعد خطاب محمد مرسي رئيس مصر إلى شيمون بيريز رئيس الكيان الصهيوني، هل “الإخوان”بحاجة إلى تذكير بأن “إسرائيل”كيان استعماري مزيف بامتياز، وأن كل كيان مزيف إلى زوال مهما طال الزمن؟ نسوق ثلاثة آراء ليهوديين وسيدة أمريكية: الأول: هنري كيسنجر الذي فجر قنبلة مدوية بتشكيكه أن “إسرائيل”لن تبقى بعد عشر سنوات من الآن . الثاني: إبراهام بورغ الذي خاطب اليهود محذراً: “تريدون دولة دينية، انسوا الديمقراطية . تريدون دولة ديمقراطية، انسوا الدولة الدينية”. الثالثة: الأمريكية هيلين توماس كبيرة صحافيي البيت الأبيض سابقاً: (حلّ مشكلة فلسطين سهل للغاية، هي أن يعود اليهود إلى البلاد التي جاءوا منها غاصبين، لقد دفعت السيدة توماس ثمن جرأتها بالخروج من البيت الأبيض . من الولاياتالمتحدة يأتي تحذير رابع للصحافي الأمريكي تشارلي ريس: “لن ينال الفلسطينيون استقلالهم قبل أن ينال الأمريكيون استقلالهم”. في الوقت الذي يشكّك فيه كبار الصهاينة، وسياسيون أمريكيون، بمصير “إسرائيل«، يتطوع رئيس الإخوان المسلمين بمثل رسالته “المشهورة”إلى هذا الكيان الرجراج في مهب الريح . مخجلة جداً المقارنة بين هذه “الرسالة”وبين هيلين توماس الأمريكية التي تقول الحق بلا خوف من الذئاب الصهاينة الذين يحتلون بلدها ويحكمونه . اقتضت البراغماتية الأمريكية أن يتحول الإسلام السياسي (الإخوان المسلمون) من عدو إلى حليف ضمن صفقة مكتوبة بالحبر السري عنوانها: “نحفظ لكم اثنتين، وتحفظون لنا اثنتين: نحفظ لكم: المسبحة والكرسي، وتحفظون لنا: النفط و”إسرائيل«”. إنها سمكة ميتة تم الاتفاق المشترك على أن يرشوا عليها سكراً لإخفاء رائحتها النتنة . فليحكم الإسلام السياسي قوساً واسعاً من المغرب إلى المشرق، بدءاً من موريتانيا مروراً بالمغرب العربي والجزائر وتونس وليبيا والسودان وصولاً إلى مصر وفلسطين والأردن وسوريا، مقابل أن يحصل العَدُوَّان - الأمريكي و”الإسرائيلي”- على أثمن ما فوق الأرض (فلسطين)، وأثمن ما تحت الأرض (البترول) . يستحق العرب هزيمتهم حتى يغيروها، إذ لا أحد أقوى من ضعفه . إذا كنت في حفرة فالقانون رقم واحد: لا تحفْر، يقول الشاعر اللبناني الأخطل الصغير: من العجز أن تَلْقى الُمهنَّد بالعصاةِ . السماء لا تمطر مكانس لتحرير الأوطان، المكانس صناعة أرضية بامتياز، والنصيحة الثمينة هي أن تخطط وقتك حسب أحلامك لا حسب ساعتك . الصفقة مع العدوّينِ الأمريكي و”الإسرائيلي”هي صفقة خاسرة بكل المقاييس، فمقابل كرسي حكم مهتزّ، لا يمكن تسليم الامن القومي ورغيف الخبز للأعداء . عندما يكون عدوكم الأول هو جمال عبدالناصر، وصديقكم الوفي هو شيمون بيريز، فإن هرمكم يقف مقلوباً على رأسه . نقلا عن صحيفة الخليج