يبدو أن الثورة لفظت أنفاسها الأخيرة ولابد من العودة الى التحرير مرة أخرى لتصحيح الأوضاع، وبث روح شهداء يناير في هذه الثورة التي قيل عنها أنها ثورة بيضاء ومن أفضل الثورات التي قامت في العالم ، هل كنا نتخيل ونحن ننام على أرصفة ومداخل الشوارع المؤدية الى التحرير أن يأتي هذا اليوم الذي يحصل فيه جميع المتهمين على البراءات في جميع القضايا دفعة واحدة أو على دفعات متتابعة، أين المحاكمات الثورية التي كان الجميع يتحدث عنها، وأين الانتفاضة التي قامت بها القوة الثورية وأجبرت النائب العام على احالة من خربوا البلد وقتلوا أبنائها الى النيابات والمحاكم والأجهزة الرقابية بسبب فسادهم وتضخم أرصدتهم من الحرام؟! كل هذا ذهب هباء وبدأ النظام السابق يعود شيئا فشيئاً وستشهد الانتخابات القادمة اعادة انتاج لرموز النظام السابق بسبب اليد المرتعشة التي تقود سفينة الوطن، وبسبب التضارب في القرارات التي شاهدناها في الأيام الماضية والتي شقت الصف بين هيئات الدولة متمثلة في الرئاسة والقضاء وادعاء البعض بتحقيق نصر على البعض الآخر رغم أن الخاسر الوحيد هو مستقبل هذا البلد وأبنائه الذين ضحوا وفي انتظار جني الثمار، أضف الى ذلك قرار تحرير سعر الدقيق وتطبيقه في محافظة بورسعيد أول نوفمبر الجاري والذي تم الاعتراض عليه من الخبازين وتهكم عبدالله غراب رئيس شعبة المخابز على حزب «الحرية والعدالة» واتهامه بعمل دعاية انتخابية على حساب أصحاب المخابز الذين سيتعرضون لخسارة في حالة تطبيق تحرير سعر الدقيق، وبالتالي تم ارجاء الموضوع الى أول ديسمبر مما دعا البعض الى التشكيك في الجميع واتهام الاخوان بإطالة أمد المفاوضات حتى موعد الانتخابات القادمة ليتفرغ اعضاؤها للدعاية بدلاً من شغلهم بتوزيع الخبز والغاز، نفس الأمر يتكرر مع قرار غلق المحلات في العاشرة مساء وانسحاب الحكومة للخلف در تأكيداً لسياسة الايدي المرتعشة والتي كلما ارتعشت أكثر طمع أذناب النظام الراحل في كرسي الرئاسة واعطاء الرئيس مرسي كتفاً قانونية وابعاده عن كرسي الرئاسة بسبب البلبلة التي تعاني منها مصر خصوصاً أن مشروع النهضة توارى وفي انتظار حوار مجتمعي كما قيل وأن هناك حملة تبرعات تقوم الحكومة بالترويج لها حالياً لانعاش الاقتصاد من جيوب الشعب الذي أوشك أن يلحس البلاط ولم نجد أثراً لمشروع النهضة الذي سيجلب لمصر 200 مليار جنيه، أرجوا أن يعي مستشارو الرئيس وحكومته مدى المأزق الذي يواجهه بسبب التذبذب والعودة في القرارات التي يصدرها الرئيس في مرحلة من المفترض أننا في أعقاب ثورة يجب أن تكون قراراتها نافذة ورادعة وقوية وليست مرتعشة وكما نرى. طارق يوسف