اجتاح فيروس كورونا (كوفيد 19) العديد من دول العالم، ممّا أتاح الفرصة للجماعات المتطرفة لنشر مزيد من مظاهر الكراهية والعنف إذ دأب الإرهابيون والمتطرفون على استغلال الأوقات العصيبة لبثّ الذعر والخوف والوصول إلى شريحة أكبر من المتابعين لتحقيق الاستفادة القصوى لإستراتيجيتهم وأفكارهم الضالة. قال مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، أنه لعل ما يقال من أن "مصائب قوم عند قوم فوائد" صحيح هذه الأيام ففي الوقت الذي تتوجّه فيه الشعوب في مختلف أرجاء العالم للبقاء بالمنزل خوفًا من انتشار الفيروس، وأملًا في انحساره والقضاء عليه، تستغل تلك الجماعات هذا الوضع في زيادة سرعة تداول الأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة ومخرجات الجماعات المتطرفة عبر الإنترنت. وقدم مرصد الأزهر مجموعة من الملحوظات حول استخدام المتطرفين أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد وهى كالتالى. من مظاهر استخدام المتطرفين والإرهابيين لهذه المنطقة الرمادية ازدحام منصّات التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" و"تويتر" و"اليوتيوب" بالأخبار الكاذبة ومقاطع الفيديو، والفرضيات الملفّقة عن وباء كورونا، ومن ذلك إغراق تلك المنصات بالحديث عن الكثير من الأمور الدينية، بما يعزّز فرضيات ودعاوى التّنظيمات المتطرفة، ويخدم أيديولوجيتها من بيان أن هذه الجائحة هي عقوبة من الله للعصاة! وينشر ناشطون متطرفون آخرون الرواية القائلة بأن فيروس كورونا ما هو إلا مؤامرة لتقليل الكثافة السكّانية وللأسف، يتيح نشر المعلومات المغلوطة المتعلقة بالصحة ضمن المنطقة الرمادية التي لا تشملها سياسة وسائل التواصل الاجتماعي الفرصة أمام المستخدمين لترويج هذه المعلومات والمزايدة عليها وإرجاع السبب في ظهور الفيروس لجماعات عرقيّة أو دينيّة بعينها. وسيتضح هذا من خلال هذا التقرير ومثل ذلك حدث في دول كثيرة أخرى. كل هذا يدعونا إلى تسليط المزيد من الضوء على تلك الممارسات وكشفها والتحذير منها.