«في الشدائد والمحن يظهر معدن المصريين الأصيل».. هكذا يقول التاريخ، حتي في لعبة كرة القدم التي حرمنا منها بفعل فاعل يتحد الرجال الأوفياء.. اليوم وبكل فخر نجوم أندية بر مصر سواء حاليين أو قدامي مع النادي الأهلي في مباراته المهمة أمام الترجي التونسي يساندونه ويشدون من أزره ويدعون له بالفوز والحصول علي الكأس الأفريقية الغالية. وسط حالة التعاسة والإحباط التي نعيش فيها منذ فترة طويلة ينتظر الجميع فرحة كبيرة.. بريق من السعادة والأمل والأماني المشروعة بفوز كبير بإذن الله لفريق الأهلي العنيد الذي يصارع الظروف الصعبة التي تحيط به منذ كارثة بورسعيد لا أعادها الله عليه وعلينا مرة أخري. فوز يمحو ويزيل هموماً كثيرة تحاصرنا سببها حالة التخبط من مسئولين لا يستحقون أن يجلسوا في مقاعدهم، لأنهم بصريح العبارة «بياعين كلام»، وخارج الخدمة والكراسي التي يجلسون عليها أكبر منهم بكثير. نجح النادي الأهلي أن يلم شمل الرياضيين القاصي منهم والداني.. الكبير والصغير.. المغمور والمشهور. الكل أعلن أنه سيساند ويشجع ويؤازر لاعبي فريق البطولات، سيجلسون في المدرجات بعد طول غياب بعد أن أشتقنا كثيراً للهتاف المشهور «بيب.. بيب.. أهلي». لأول مرة منذ شهور طويلة ستمتلئ المدرجات باستاد برج العرب بالجماهير الوفية.. حمراء وبيضاء وصفراء وخضراء.. بعد أن كانت المباريات تقام في سرية، والمدرجات يسكنها الموتي بلا صوت يدوي ولا هتاف يزيد ويشعل الحماس. نحن واثقون أن لاعبي الأهلي سيكونون علي قدر المسئولية، لأنهم كثيراً ما أسعدونا ببطولات لا تعد ولا تحصي وأن يكون فوزهم مريحاً قبل لقاء العودة في تونس وتكون الكأس الأفريقية خير هدية لأرواح الشهداء في كارثة بورسعيد وأن تلتزم الجماهير بالروح الرياضية، خاصة أن المباراة يراقبها الكثيرون وهناك أمل كبير أن تكون «بشرة خير» لعودة النشاط الكروي، بعد أن يصدر حكم نهائي للقصاص للشهداء. أشتقنا إلي الجماهير، وها هي مباراة الأهلي والترجي أعادتهم إلينا، لعل وعسي أن تتشجع وزارة الداخلية ويتشجع وزير الرياضة ويصدر قراراً جريئاً ويصدق فيه هذه المرة باستئناف مسابقة الدوري. «قولوا يارب».