شهدت مدينة العريش في محافظة شمال سيناء احتجاجات نظمها العشرات من الأهالي عقب صلاة الجمعة اعتراضا على ما وصفوه باستمرار الانفلات الأمني في المدينة. فقد أغلق محتجون الطريق الدولي الواصل بين مدينتي القنطرة ورفح مرورا بالعريش، ومنعوا حركة السير على مساره؛ وهو ما تسبب في تكدس السيارات والشاحنات. وسبق إغلاق الطريق الدولي محاولات لإغلاق الشارع الرئيسي المار بوسط مدينة العريش، إلا أن مجموعة من المواطنين أزالت الحواجز ومنعت إغلاق مسار السيارات. وردد المحتجون هتافات مناوئة للحكومة، متهمين وزارة الداخلية بتعمد التقصير في مواجهة حوادث خطف الأفراد والسيارات بسيناء، وتعمد إطلاق النار على أبرياء وقتلهم، في إشارة إلى قيام رجال أمن خلال الأسبوع الماضي بإطلاق النار على سائقين أحدهما بالعريش وآخر بمنطقة "جلبانة" غرب سيناء؛ مما أسفر عن مقتل كلا السائقين، وإصابة عدد من مرافقيهم. وقال سامى سليمان، أحد المحتجين، إنهم قرروا توسيع دائرة الاحتجاجات وإغلاق الطريق الدولي المار بمدينة العريش؛ اعتراضا على تجاهل السلطات الرسمية لمطالبهم، بحسب قوله. وشهدت العريش الليلة الماضية مؤتمرا شعبيا موسعا؛ لبحث تنظيم العلاقة بين أبناء سيناء وأجهزة وزارة الداخلية، وتداعيات مقتل أحد أبناء المدينة برصاص الشرطة بعد مطاردته بسبب الهروب بسيارته من أحد الكمائن بمدينة العريش الأحد الماضي. وشدد سيد عبد الفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، خلال المؤتمر على أن ثمة مؤامرات تحاك ضد سيناء نظرا لكونها محافظة حدودية، داعيا المواطنين إلى تجاوز المرحلة التي وصفها ب"المتغيرة". من جانبه، قال سميح بشندى، حكمدار الأمن بشمال سيناء، إن ما حدث من إطلاق الرصاص على السيارة - التي راح ضحيتها شاب بالعريش - هو حادث عرضي وليس متعمدا، مشيرا إلى أن رجال الشرطة يتعرضون لضغوط كبيرة "يتحملونها بكل صبر". وأضاف أن الشرطة تبذل الغالي والنفيس من أجل أمن وأمان المواطن في سيناء، لافتا إلى أن هذا العام شهد استشهاد 8 من رجال الشرطة ورغم ذلك فهم يواصلون العمل.