استطاع الماكيير محمد عشوب أن يحقق النجاح والشهرة في الوسط الفني على مدار ثلاثين عاما دون أن ينافسه أي ماكيير آخر. لقب عشوب ب"الصندوق الأسود" وكاتم أسرار النجمات والنجوم الذي نجح في وضع هذه المهنة على خريطة الجوائز السينمائية ولأول مرة حيث حصل العام 1974على جائزة الدولة التقديرية في الماكياج عن فيلم ابناء الصمت، ثم تكريمه بعد ذلك في العام1988 في مهرجان القاهرة السينمائي. كانت بداية عشوب لحياته المهنية في عالم الماكياج من خلال حبه الشديد للفنانة القديرة مريم فخر الدين، التي ظل يتردد على استوديو الأهرام لمشاهدة الفنانين وهم يؤدون أعمالهم. ومن هنا كانت بداية عشوب الذي وجد في دخوله عالم السينما فرصة للوجود بالقرب من فتاة أحلامه " مريم فخر الدين"، وبمرور الوقت اكتشف أن مهنة الماكياج هي الأقرب إلى نفسه، لذلك تعرف على الماكيير يوسف طه الذي تعلم منه كيفية اتقان أصول هذا الفن. وبالفعل عمل عشوب مساعدا للماكيير يوسف لفترة طويلة حتى سنحت أول فرصة لكي يصبح ماكييرا وكانت تلك البداية في فيلم ابناء الصمت وقد رشحته النجمة ميرفت امين، كما عمل ماكييرا خاصا للنجم احمد زكي في هذا الفيلم وكانت المفاجأة بالنسبة للعاملين في الفيلم أن حصلت على اول جائزة. لم يتراجع عشوب عن حبه للفنانة مريم واصراره علي ذلك رغم انتمائه لعائلة أزهرية فوالده إمام لأحدى المساجد بالمنيل، فقد اكد حبه الشديد لفخر الدين قائلا: كنت مجنونا بها، وعرفت بيتها في الجيزة وأذهب لأنتظرها أمام البيت وأهرب من المدرسة في ذاك الوقت، وسائقها صعبت عليه فقال لي إنها بتصور جنب بيتي في المنيل في قصر محمد علي، وكانت بتصور فيلم (بقايا عذراء) إخراج الراحل القدير حسام الدين مصطفى. وتابع عشوب ذهبت لموقع التصوير بالفعل وجلست أشاهد وأعجبت بالمخرج وكان شخصية قيادية والكل بيسمع كلامه، وكنت أذهب يوميا للتصوير حتى تصادقت على المخرج وعرفني بالاسم، وفي يوم من الأيام استدعى الماكيير الخاص بالفيلم وقال له علم محمد الماكياج لأنه سيكون أهم ماكيير في العالم العربي، وسألته هذا السؤال وأنا بشتغل معه في فيلم (الباطنية) وأخذت عليه جائزة الدولة في الماكياج، وقلت له لماذا اخترت لي مجال الماكياج، وكانت إجابته أنه له وجهة نظر في الشخص الذي أمامه وبالفعل كانت نظرته صادقة. وكشف الماكيير أنه ظل ظل يعمل لعدة سنوات دون أن يعلم أحد أنه يعمل في السينما بجوار دراسته، وأول مبلغ حصل عليه في صناعة السينما كان جنيهًا مصريا، وكان في فيلم شفيقة القبطية، وكانت سعادته بالغة بهذا المبلغ.