هو نجم مثير للجدل البعض يعتقد أنه مغرور ولكن من يقترب كثيرا من إبراهيم سعيد إحدى فلتات وموهبة الكرة المصرية يكتشف أنه شخص ودود جدا يعشق البساطة ويعيش داخل مجتمع الغلابة يشعر بآلامهم ويتعايش مع معاناتهم ويذوب فى أحلامهم وطموحاتهم ولذلك كان أول المسارعين إلى النزول إلى ميدان التحرير من بداية الثورة. حمل الطعام والشراب وقدمه للثوار وثار وندد وطالب وهتف أيضا بإسقاط النظام فهو من الذين ذاقوا وعانوا وتألموا من انتشار الفساد وكان جزاء انتقاداته الدائمة للمنظومة الكروية والمحسوبية أن تم اقصاؤه من المنتخب الوطني بعد بطولة كأس الأمم الأفريقية بغانا 2008 لمجرد أنه انتقد الجهاز الفني. التقينا بنجم الجماهير إبراهيم سعيد وأجرينا معه هذا الحوار ليكشف لنا أسراراً جديدة من خلال مشاركته فى الثورة المجيدة ورؤيته لما حدث وتطلعاته للمستقبل بعد أن تنفس أنسام الحرية بحق وحقيقي واليكم نص الحوار: لماذا كنت حريصا عل النزول مع الثوار إلى ميدان التحرير ؟ - طبعا كان لازم أكون متواجد معهم من أول يوم لاننى فرد من الشعب المصري الذي كان يشعر بالظلم والقهر ويكفى أنه أحد أصدقائى قال لي بالنص عند اندلاع الثورة: "وقفنا معك كثيرا وحان الوقت الذي يجب أن تقف فيه معنا" وهذه الكلمات أثرت كثيرا فى نفسي وأنا طول عمري متمرد على الأوضاع فى مصر لأننى كنت أرى الفساد بعيني منتشراً فى كل مكان، إذ هناك طبقة هي الأقلية تحصل على كل شيء والأغلبية مطحونة لا تحصل على شىء وللأسف الشديد ضاعت المعايير والقيم والأخلاقيات وتفشت المحسوبية والمجاملات. كيف؟ - كما يقولون "اللي له ظهر هو الذي يحصل على الامتيازات " أما الذي يقول الحق ويبحث عن نفسه وذاته فإنه كان يواجه التعنت ويتعرض للظلم وإن كنت أقول هذا الكلام كثيرا فى حوارات صحفية وعلى شاشات الفضائيات ولكن لا أحد يسمع كأنني كنت أحرث فى البحر وكان المسئولون يقولون "سيبوا اللي عايز يقول يقول ولكن لا تستجيبوا لأحد فهل كانت هذه ديمقراطية أم كبتاً وديكتاتورية. ماذا كان هدفك من التواجد فى التحرير؟ - كان هدفي هو التغيير وهتفت بإسقاط النظام والقضاء على الفساد والبحث عن الحرية والعدالة الاجتماعية مثلى مثل أى فرد فى الشعب المصري ولم أترك يوماً واحداً حتى تنحى الرئيس السابق والحقيقة أننى كنت اعرف أن الرئيس مبارك لو لم يرحل وبقى النظام كنت أجهز نفسي للاعتقال وكنت واثقاً أن هذا سيحدث لاننى انتقدت وطالبت بالتغيير وإسقاط هذا النظام الفاسد الذي جثم على أنفاسنا لمدة 30 عاما كنت أريد أن أرى رئيساً آخر عادلاً وبطانة جيدة تحكم هذا البلد العريق الذي ضاعت منه مكانته بعد أن كانت مصر هي زعيمة الأمة العربية وهى التى علمت الشعوب الأخرى معنى الاستقلال والحرية. سمعنا انك كنت تحمل الطعام والشراب إلى الثوار؟ - أنا لا أحب أن أتحدث عن ذلك وكل ما أستطيع أن اشهد به لله وللتاريخ أن الناس فى ميدان التحرير كانت بتآكل "عيش حاف "وليس كنتاكى كما كانوا يزعمون ليضحكوا به على الناس البسطاء والغلابة حتى يشوهوا صورة الثوار. ما السلبيات التي كنت تراها فى عهد النظام السابق؟ - لا أخفى عليك سرا أن هذا النظام قسم المجتمع إلى طبقتين إحداها فى العلالى تستمتع بخيرات البلد والأخرى فى الأسفلين لاتجد قوت يومها، لذا أصبح هناك فى المجتمع حقد وكراهية حتى الذي يملك مثلا 5 ملايين جنيه ينظر ويحقد على الذي لديه عشرة ملايين، بالإضافة إلى وجود نهب وسلب وصراعات مخيفة كادت تهلك الأخضر واليابس فى بلدنا الحبيبة والحمد لله أن الثورة قامت وإلا كان هؤلاء من أصحاب المصالح الكبار قد هدموا المعبد على من فيه ولذلك كان لابد أن يحدث التغيير. رغم أنك من النجوم الكبار ولست من طبقة الفقراء؟ - مش فارقة بدليل أن الثورة ضمت جميع طوائف الشعب غنياً وفقيراً لأن الجميع كان يرفض الفساد المنتشر فى كل مكان بمعنى أنك ترى أن الناس "اللي ماسكة البلد بياكلوك لحم ويرموك عظم" لدرجة اننى قبل الثورة بعدة أيام كنت أفكر جديا فى الهجرة إلى أمريكا لأننى زهقت من الفساد والمفسدين والمحسوبية بصراحة لم أكن اشعر بذاتي كنت عارف أننى طالما انتقد لن يكون لي مكان حتى فى المنتخب حتى لو كنت أفضل لاعب فى العالم وليس فى مصر لأن هناك فئة مسيطرة ومتحكمة فى رزق الغلابة، وأنا من الناس البسطاء اشعر بهم وأتعامل معهم فكيف لا أشاركهم فى مطالبهم وأنا شخصيا لست مولوداً وفى فمي ملعقة من ذهب فأنا من حي شعبي وتربيت بين أفراد الشعب العاديين وكافحت لأصل إلى النجومية عن طريق هذا الشعب وكان على أن أشاركه لا أرد له الجميل. وما الانتقادات التي كنت توجهها للآخرين؟ - كنت دائما أهاجم طريقة الاختيارات بين صفوف المنتخب والتي كنت أرى أنها تعتمد على المحسوبية والمجاملات فهناك لاعبون لابد أن يتواجدوا فى المنتخب حتى لو كانوا مصابين أو لايشاركون كان لابد أن يختارهم الكابتن حسن شحاتة لأن لهم علاقات مع الناس الكبار. تقصد جمال وعلاء مبارك؟ - ممكن وغيرهم أما الأشخاص الذين يتجرأون وينتقدون ويعترضون على تجاهلهم فيجب أن ينسوا تماما اسم المنتخب تماما، وللأسف الشديد قامت الثورة ومازالت هذه المجاملات موجودة وهناك لاعبون لم يشاركوا مع أنديتهم وتم ضمهم إلى صفوف المنتخب ولا أريد أن اذكر أسماء فالجماهير واعية وتعرف كل شىء. نعود إلى نزولك التحرير وما كانت مشاعرك وأنت بين الناس؟ - شعور لا يمكن وصفه فقد كنت فى الماضي أقول رأيي ولا يسمعنى أحد، وإنما فى الميدان كنت أقول رأيي بكل حرية لأول مرة ويسمعني الملايين وسط الناس الوضع يختلف لأن هناك هدفاً واحداً للجميع وهو التغيير وإسقاط النظام والقتال من أجل هذا الهدف الذي راح من أجله مئات الشهداء، فأنا كما قلت طول عمري بتكلم لوحدى وأقول فيه فساد ولكن مع الثورة أصبحنا جميعا نتكلم بلغة واحدة وقلب واحد ضد الفساد والمحسوبية وأنا كنت سعيداً لأننى لم أكن أتخيل أن ننجح بهذا الشكل، ولكن كان داخلي قناعة بأن الذي معه الحق لا يمكن أن يضيعه الله. كيف كنت ترى الفساد قبل قيام الثورة؟ - كنت أراه دائما فى أى سفرية خارجية فأذكر أننى قابلت أحد المصريين فى ليبيا وعلمت أنه لم ينزل مصر منذ 25 عاماً وسألته عن السبب فقال لي إن مصر لا تقدر أبناءها عن طريق تعنت المسئولين مع أى مصري لديه أفكار لتطوير البلد بدليل أنك كنت ترى شخصاً غير مؤهل يحمل إعدادية ويعتلى منصباً كبيراً، فمثلاً الأخ أحمد عز المحبوس حالياً فى سجن طره كان يعمل فى فرقة موسيقية وفجأة تعرف إلى جمال مبارك وقفز سريعاً، وأكل خيرات الشعب المصري وأصبح من أصحاب المناصب والنفوذ والمليارات... وغيره وغيره. ربما يقول البعض إن هناك رجال أعمال شرفاء تعبوا من أجل تكوين ثرواتهم؟ - أنا لا أنكر ذلك فكلنا بدأنا من الصفر ولكن لم نقفز على قوت الشعب ونحتكر كل شىء لصالحنا ويكفى أن الشرفاء لا يخشون من أحد ويحظون بحب الناس والكنز أو الغنى أن يحبك الناس وتسير بينهم فى أمان، فهذه أعظم من المليارات التي نهبها المفسدون، وأقول لحبيب العادلى وزير الداخلية وأحمد عز وغيرهم: ماذا فعلت لك المليارات والظلم والجشع وأنتم الآن محبوسون فى سجن طره وتتمنون أن تضحوا بكل ما تملكون من أجل نسمة حرية. لماذا فكرت فى الاعتزال؟ - كنت على وشك الاعتزال لأننى زهقت من الفساد والمحسوبية والمناخ الرياضي غير الصحي، ولولا والدتي التي ضغطت علىّ وبعض أصدقائى لبطلت ألعب كورة. ما تفسيرك لوقوف بعض النجوم ضد الثورة ثم تحولهم بعد ذلك؟ - هؤلاء معروفون أنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية لأنهم حققوا الملايين فى عهد النظام الفاسد، وكان من مصلحتهم أن يبقى الوضع كما هو عليه، ولذلك فهم حسبوها غلط، أضف إلى أن هؤلاء النجوم للأسف الشديد يعيشون فى برج عال ولا يشعرون بالغلابة رغم أن الجماهير هي التي أوصلتهم إلى المجد والنجومية وتحقيق الملايين، فهم لا يعرفون أن هناك من كان يتبرع بكليته من أجل أن يطعم أولاده، وهناك من لا يجد قوت يومه وهناك من ينتحر لأنه لا يستطيع أن يجد نفقات تعليم أولاده، هم فى وادى والشعب فى وادى آخر وتحولهم شىء طبيعي بمنطق »عاش الملك مات الملك«، ولكن لن يصدقهم أحد. هل كنت مؤيدا للتعديلات الدستورية؟ - أقولك على حاجة أنا نفسي نستفيد من الثورة بمعناها الحقيقي بمعنى نعيش التجربة الديمقراطية.. نستقر ونتقدم إلى الأمام وترجع مصر كبيرة بأهلها كما كانت، ويجب أن نحترم الرأي والرأي الآخر فإذا كانت الأغلبية قالت »نعم« للتعديلات الدستورية فنحترم رأيها وننتظر تغيير الدستور بعد أن تتم الانتخابات البرلمانية والرئاسية، فالمهم الآن هو مصر ولا شىء غيرها لازم نحترم بعض ونحب بعض ونخاف على بعض، وهذا ما سيشعرنا أن هناك نتائج حققتها الثورة. ما مواصفات الرئيس القادم من وجهة نظرك؟ - عايزين رئيس جمهورية عادل يحس بالناس ومشاكلهم من الشعب ويتحمل المسئولية ويعرف أنه يحكم بلد كبير وعريق وله مكانته.. عايزين حد يحافظ على مصر والمصريين، ولا يسمح لأى مفسد بالركوب على أكتاف الآخرين، ويعرف أن يحكم مصر التي ذكرها الله سبحانه وتعالى فى القرآن ووصف ناسها بأنهم خير أجناد الأرض. هناك أسماء كثيرة مرشحة فمن تجده الأصلح؟ - أرى أن عمرو موسى هو الأقرب لقلبي من الآخرين لأنه رجل جرىء ومصري أصيل ويمكن أن يحقق طموحاتنا وسيكون أميناً على مصر والمصريين. والبرادعى؟ - اسمع اسمه ولكن لا أعرفه كما أنه لم يعش كثيرا فى مصر بسبب ارتباطه بالعمل خارج مصر فى الطاقة النووية. بصفتك احترفت فى ليبيا ما رأيك فيما يحدث هناك الآن؟ - حاجة تحزن أنا كنت اعرف أن الثورة هناك ستقوم لأن الفترة التي عشت فيها هناك اكتشفت أن الناس عايشه مكبوتة.. تصور كل واحد بيخاف يتكلم أمام أخيه أو صديقه حتى لا يفتن عليه، كما أننى كنت أتعجب من تصرفات القذافى الذي كان يجعل الصيام والأعياد مخالفة لباقي الدول العربية، فالمفروض مثلاً أن وقفة عيد الأضحى مع وقفة عرفات، ولكن كان يجعل هذا اليوم أول أيام العيد.. عموما أنا أقول للقذافى: حرام عليك ارحم شعبك وارحل وكفاية كده!!