قبل عدة أعوام، تم زفاف «أحمد» و«بدور» لم يكن يتوقع الزوج أن حياتهما لن تستمر طويلاً، وأن الشك سيكون بمثابة الرياح التى ستعصف بأحلامهما فى حياة زوجية سعيدة، وستكون نهايتهما مأساوية، وسلسلة من التعذيب والقتل حتى السجن. «ما تخرجيش من البيت من غير إذنى» كانت البداية الخطأ من الزوج الذى يغار على زوجته سبباً فى زرع بذرة الشك، وأصبح يشك فى كافة المترددين على زوجته فى المنزل، حتى إنه كان يغار عليها من والدها وأشقائها، ويمنعها من استقبال أحد منهم أثناء عدم وجوده. خلافات لا تنتهى نشبت بين الزوجين بسبب الطريقة التى يتعامل بها الزوج مع زوجته، لكن رغبة العائلتين فى عدم تدمير تلك الزيجة التى ما زالت فى مرحلة التكوين كانت تدفع العقلاء للتدخل والصلح بينهما لتعود المياه إلى مجاريها مرة أخرى. وسواس الشك وصل مع الزوج إلى محطته الأخيرة، حتى إنه منع زوجته من زيارة أهلها بحجة وساوس شيطانية بأن الزوجة على علاقة بأحد الأشخاص وتخرج لمقابلته، لكن الزوجة رفضت تلك الطريقة، ما دفع الزوج لتعذيبها وتوثيقها بالحبال. «هربطك هنا لحد ما تعترفى» كلمات وجهها الزوج لزوجته مع بعض اللكمات واعتدى عليها بعصا خشبية، حتى فارقت الحياة، لم يتوقع الزوج أن وصلة التعذيب لن يتحملها جسد زوجته الضعيف، ولكن حدث ما لم يحمد عقباه، ماتت الزوجة، بل قتلت، ولم يدر كيفية التصرف فى تلك الكارثة فحاول إخفاء جريمته. «ساعدنى ندارى الجثة»، كلمات طلب بها الزوج المتهم من شقيق زوجته المساعدة فى إخفاء الجثة، لكنه رفض مساعدته خوفاً من العقاب، وأبلغ عنه رجال الشرطة الذين حضروا وألقوا القبض عليه. «خانتنى مع أبوها وجوز أختها» كانت تلك أولى محاولات الزوج القاتل لإبعاد التهمة عنه والتنصل من جريمته، لكن تحريات المباحث كذبت روايته، وأكدت أن الزوجة حسنة السمعة، وأنه كان يشك فى سلوكها، وأن الضحية هى زوجته الأولى، وتزوج من أخرى أثناء فترة خلاف بينهما، لكنها وافقت على العودة إليه. وبعد انتهاء التحقيق معه، تمت إحالته إلى محكمة جنايات بنها التى عاقبته بالسجن المشدد 10 سنوات، بعدما دفع محاميه بانتفاء الركن المادى والمعنوى للجريمة، وانتفاء نية إزهاق الروح، ودفع ببطلان أقوال الضابط مجرى التحريات بشأن قصد المتهم بنية القتل العمد، مشيراً إلى أن الواقعة «ضرب أفضى للموت»، وذلك لعدم توافر سبق الإصرار والترصد، وكذا عدم توافر العنصر الزمنى والنفسى. ربما كيفت القضية قانونياً أنه ضرب أفضى إلى الموت، ولكن الواقع يؤكد لنا أنه قتل مع سبق الإصرار والترصد مع التعذيب والإهانة والخيانة والتخوين وكل التهم ولكن ثغرات استغلها المتهم لتخفيف العقوبة ولكن عقوبة السماء باقية.