جبانة سقارة تعتبر متحفًا أثريا مفتوحا، حيث أن سقارة تجتمع بها معظم فترات التاريخ المصري القديم، فنجد عشرات المقابر من العصر العتيق، و أهرامات لملوك وملكات الأسرتين الخامسة والسادسة وبها أعظم مقابر الدولة القديمة، حيث أن ذروة الفن في الدولة القديمة نجدها في سقارة، وبها بعض أهرامات ملوك الدولة الوسطى والدولة الحديثة والعصر المتأخر، بها مدافن العجل المقدس أبيس "السرابيوم" وفي العصر القبطي تمتلك سقارة دير الأنباء أرميا، وغير ذلك الكثير. درة آثار سقارة تتجسد في مجموعة الخرم المدرج، أقدم بناء حجري في التاريخ وأول هرم بني مصر القديمة حيث بناه الوزير العبقري "إيمحتب" لمليكه الملك "زوسر" (حوالى 2667 - 2648 ق. م) الملك الثاني في الأسرة الثالثة، يتوسط الهرم المدرج المجموعة، وهو عبارة عن ستة مصاطب تعلو بعضها البعض بارتفاع 63 م وأبعاد القاعدة 121 × 109م، يوجد مدخلان للهرم المدخل الأصلي في الجانب الشمالي، ومدخل آخر في الجانب الجنوبي للهرم وتم فتحه في عصر الأسرة 26، كما تضم المجموعة الهرمية معبد جنائزي شمال الهرم ومعابد العيد الثلاثيني "الحب سد" وبهو الأعمدة والمقبرة الجنوبية بالإضافة إلى بيتي الشمال والجنوب. وشمل مشروع الترميم جسم الهرم من الخارج، حيث تمت إزالة الأتربة والرمال المتراكمة على أسطح مصاطب الهرم، والتي كانت تحتوي على كميات كبيرة من أحجار الهرم المتساقطة عبر الزمن، وكذلك العديد من الأملاح المتراكمة، وإعادة تثبيت الأحجار المفككة وملء العراميس والفجوات بين أحجار واجهات الهرم بنفس مادة المون الأثرية التي أستخدمت في بناء الهرم، المعالجة الفورية لأحجار المصاطب المتدهورة فور إزالة الأتربة باستخدام مواد معالجة. بالإضافة إلى مداخل الهرم الجنوبي والشمالي والشرقي، حيث كانت في حالة تدهور بسيط وإنهيار جزئي بالهرم فتم معالجة حوائط الممرات المتدهورة باستخدام أسلوب الحقن والتقوية والترميم الدقيق، وتم تهيئة المدخل الجنوبي وإعداده ليكون المدخل الرئيسي لزيارة الهرم. سقف البئر الرأسي وهو أكثر جزء تأثرًا حيث أنه منطقة الانهيار، كان وضع الأحجار بمنطقة الانهيار أعلى سقف البئر حرجًا للغاية من الاتزان الإنشائي، والمونة القديمة في حالة تدهور وتفكك والرابط بين الأحجار من التداخل الميكانيكي للأحجار، والهدف الهندسي الأساسي في تنفيذ أعمال الإنقاذ هو تحقيق الاتزان لأحجار السقف عبر ثلاث مراحل، إعادة الترابط بين الأحجار وذلك بملء العرانيس والفجوات بين الأحجار بمونة جيرية تتشابه في تكوينها مع المون الأثرية إلى أعماق لا تقل عن 25سم. استخدام الدعامات الهوائية لتأمين منطقة العمل والعاملين وقد تم التوزيع طبقاً لمواقع الخطورة الناجمة من الفحص الميداني، بالإضافة لاستخدام مسامير من الصلب (انكورز) لربط أحجار السقف لعمق إنشائي كاف مع حقن جراوات معها. أما البئر الرأسي وغرفة الدفن فتشكل المحور الرئيسي داخل الهرم الهرم، والبئر الرأسي عمقه الأساسي 28م، وهو مربع الشكل أبعاده 7 × 7 متر وينتهي بغرفة الدفن وهي مربعة أيضاً أبعادها 10 × 10 متر وارتفاع الغرفة 8 أمتار، وكانت تعاني حوائط البئر من تدهور إنشائي وبيئي وتمت المعالجة الإنشائية والترميمية للبئر عند مستوى الحجرة الجنائزية ومستوى المدخل الشمالي للهرم، وتم تثبيت الأحجار الأثرية عند المدخل الشمالي بالأنكورز الصلب. أما الحجرة الجنائزية والتابوت الجرانيتي فكانت ومداخلها والممرات المؤدية إليها متأثرة بالانهيارات التي حدثت وتراكم الرديم ونواتج الانهيارات بها وبالبئر الرأسي إلى ما بعد منتصف وغطى التابوت تمامًا بالرديم، وتمت إزالة كامل الرديم ونواتج الانهيارات إلى خارج الهرم وإعادة الكشف عن التابوت الجرانيتي بكل وحداته وتأمين إتزان، وتم استخدام المونة الجيرية المكونة من خليط يماثل المونة الأثرية في بناء التدعيم الحجري لحوائط الحجرة الجنائزية طبقاً للشواهد الأثرية، وبعد إزالة الرديم ونواتج الانهيارات وجد أن التابوت الجنائزى يتكون من 32 كتلة جرانيتية وأبعاد التابوت 3.47 × 4.73، ارتفاعه 4.73 متر ويزن التابوت مجمعًا 176 طن، وجد التابوت عند إعادة الكشف عنه مرتكزًا على 18 قاعدة من الحجر الجيري انهارت جميعها لامتلاء غرفة الدفن بالرديم. وتم تأمين ممرات الدخول من الجهة الشمالية وإزالة نواتج الانهيارات من الممرات بكل المستويات يدويًا، ومعالجة حوائط الممرات المتدهورة باستخدام أسلوب الحقن والتقوية والترميم الدقيق وذلك لتدعيم الممرات.