تعيش الكويت حالياً فى حالة حرب حقيقية مع فيروس كورونا، الذى أصاب 43 كويتياً وكويتية طبقاً لآخر الإحصائيات وقت إعداد هذا التقرير.. وقد أبلت الحكومة الكويتية بلاءً حسناً بإجراءاتها الحاسمة والصارمة والسريعة لمنع انتشار الوباء بشكل أكبر ومحاولة السيطرة عليه. وحرصا من الحكومة الكويتية برئاسة الشيخ صباح الخالد الصباح، رئيس الوزراء، اعتمد مجلس الوزراء فى اجتماعه الاستثنائى قراراً بتعطيل الدراسة فى المدارس والجامعات والكليات الحكومية والخاصة والكليات العسكرية ومراكز وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لمدة أسبوعين، وقد لاقى هذا القرار ارتياحاً كبيراً فى الأوساط الشعبية لدى الكويتيين والمقيمين على السواء. وقالت مصادر طبية إن هذه الفترة كافية بشكل مبدئى لظهور أى حالات مصابة وإخضاعها للعلاج وهو ما يحد من انتشار الوباء. فريق طبى وقرر مجلس الوزراء الكويتى استقدام فريق طبى عالمى متخصص عن طريق منظمة الصحة العالمية للمساعدة فى مواجهة الفيروس، وتقييم الإجراءات المتخذة. كما قرر مجلس الوزراء تكليف شركة التموين الكويتية بتأمين الكميات الكافية من الأسواق الخارجية. يأتى ذلك فى الوقت الذى تستمر فيه السلطات الكويتية فى عمليات إجلاء الكويتيين من الدول المتواجدين بها، وتطبيق الحجر الصحى عليهم إجبارياً. ودعت الحكومة الكويتية المواطنين والمقيمين إلى تجنب التجمعات التى من شأنها نشر العدوى وانتشار الوباء وتجسيد التعاون البناء وتفهم الإجراءات الهادفة لتأمين سلامتهم وحمايتهم من المرض وعدم الالتفات لما يتم بثه من شائعات ومعلومات غير صحيحة حول هذا الوباء. طوارئ وأكد وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح، رئيس الفريق المكلف بمتابعة تطورات فيروس كورونا المستجد، أنه جار تنفيذ خطة الطوارئ الصحية واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لعلاج الإصابات التى تم اكتشافها فى الكويت لمواطنين قادمين من إيران، حيث تم عزلهم فى أحد المستشفيات الحكومية المعدة والمجهزة للتعامل مع الفيروس. وانطلاقا من مبدأ الشفافية وضرورة إطلاع المواطنين والمقيمين على تطورات الأوضاع بالنسبة لانتشار الفيروس تم تكليف وزارة الصحة بعقد مؤتمر صحفى يومياً لإطلاع الرأى العام على كل المستجدات المتعلقة بالفيروس بصورة شفافة وموضوعية. تداعيات وعلى المستوى البرلمانى، أعلن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، أنه بعد التنسيق والاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء ومجموعة كبيرة من النواب سيقوم بتوجيه دعوة لعقد جلسة خاصة لمناقشة تداعيات انتشار فيروس كورونا والإجراءات الحكومية المتخذة لمواجهة هذا المرض. وأكد الغانم أن الجلسة ستعقد غداً الأحد وسيتم خلالها اطلاع النواب والمواطنين على جميع الإجراءات التى تم اتخاذها واستعدادات الحكومة لمواجهة هذا المرض والحد من انتشاره بكل شفافية ووضوح، حيث سيقدم وزير الصحة وفريقه المختص عرضاً تفصيلياً يتعلق بالإجراءات الطبية والوقائية المتخذة. وأكد الغانم أهمية انعقاد هذه الجلسة فى هذا الوقت حتى يتم استيضاح كل المعلومات والبيانات المتعلقة بهذا الشأن والرد على كل الإشاعات والمعلومات المغلوطة التى قد تثير الهلع والخوف لدى المواطنين والمقيمين. وشدد الغانم على ضرورة تضافر الجهود وتكاتف الجميع كل فى موقعه من أجل الحفاظ على سلامة كل من يقيم على هذه الأرض، وأكد النائب رياض العدسانى أن الوضع الحالى يتطلب من الجهات المختصة القيام بدورها لمواجهة فيروس كورونا. ودعا الى ضرورة اتخاذ كل التدابير الوقائية اللازمة خاصة تجاه القادمين إلى الكويت من جميع المنافذ وعدم الرضوخ للضغوط السياسية، والحزم فى تطبيق القانون على تجار الأزمات الذين يستغلون حاجات الناس برفع الأسعار. تنسيق وطالب النائب سعدون حماد وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح بسرعة التنسيق مع منظمة الصحة العالمية وجميع المنظمات العالمية والإقليمية المعنية بالتعامل مع مثل هذه الأمراض والأوبئة لاتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية لمجابهة فيروس كورونا القاتل ومنع انتشاره داخل البلاد، وطالب حماد بضرورة تنظيم حملات إعلامية وتثقيفية بشكل دورى عبر وسائل الاعلام المرئى والمسموع ووسائل التواصل الاجتماعى عبر الحسابات الرسمية للتوعية اللازمة والإرشادات حول خطر انتشار هذا الفيروس القاتل وكيفية الوقاية منه. وقاية وطالبت وزارة التجارة والصناعة كافة المجمعات والجمعيات التعاونيات بتهيئة بيئة صحية للوقاية من فيروس كورونا المستجد عبر توفيرها المعقمات الطبية عند أماكن الدخول والخروج وأماكن مكائن السحب الآلى وجميع مرافقها الإنشائية. وأكدت أنها لن تتوانى فى تطبيق القوانين فى حال عدم تطبيق تلك التعليمات والتدابير الاحترازية ضد المخالفين وتعريضهم للمساءلة القانونية. كما أعلنت وزارة التجارة والصناعة وبالتنسيق مع وزارة الصحة عن توزيع الكمامات الطبية فى مطار الكويت الدولى. مخالفات وكانت الوزارة قد أعلنت عن إغلاق 14 صيدلية جديدة لم تلتزم بالقرار الوزارى الخاص بتحديد أسعار بيع الكمامات الطبية ليرتفع بذلك عدد الصيدليات التى تم إغلاقها للأسباب ذاتها إلى 19 صيدلية حتى الآن. وأشارت الى أن إغلاق تلك الصيدليات جاء لكونها تبيع بعض المستلزمات الطبية بأسعار مصطنعة وعدم التزامها بقرارات الوزارة مستغلة الظروف الراهنة مع الاحترازات الحكومية للوقاية من فيروس كورونا. مراقبة وأشارت وزارة الصحة الى الحالات التى تم اكتشاف فيروس كورونا فيها تم تحويلها إلى المستشفى المخصص ويخضعون حالياً للعلاج الطبى المتبع حسب البروتوكولات العالمية للتعامل مع هذه الحالات. بعد أن تم عزلهم حسب الإرشادات العالمية للتعامل مع تلك الحالات. وأشارت الوزارة إلى أن جميع القادمين من الدول التى انتشر بها الفيروس تم وضعهم تحت المراقبة المنزلية وتحت الحجر الصحى وتتم متابعة حالاتهم بشكل مستمر ويومى وتقييم حالتهم، مؤكدة أنه أيضاً يتم متابعه جميع المخالطين لهم. وقد خصصت الحكومة الكويتية منتزه الخيران السياحى كحجر صحى اضافة الى فندق الكوت الذى تم شغله بالكامل. التزام أكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب محمد الجبرى ضرورة التزام وسائل الإعلام بكل أشكالها من مرئية ومسموعة ومقروءة وإلكترونية بعدم تداول أو نشر أو نقل الأخبار من غير مصادرها الرسمية. وأوضح الجبرى أن أى مخالفة من جانب وسائل الإعلام فى هذا الخصوص تعرضها للمساءلة القانونية والعقوبات التى تنص عليها القوانين المعمول بها فى الكويت. وشدد على أهمية الدور الذى تلعبه وسائل الإعلام المختلفة فى التصدى للشائعات خلال الظروف الراهنة. ارتفاع أسعار وقد سجّل سوق الأعلاف فى الكويت ارتفاعاً ملحوظاً فى الأسعار، خصوصاً لقطاع الأعلاف المستوردة من إيران، فيما شهدت أسعار أعلاف أخرى ارتفاعاً طفيفاً أيضاً، تأثراً بالنقص الذى ضرب السوق وسبّب نقصاً فى المعروض بسبب توقف الموانئ عن استقبال المنتجات الايرانية، فى مقابل زيادة الطلب للتخزين من قبل ملاك الاغنام والمواشى، تحسبا لنقص المعروض وارتفاع الأسعار أكثر. وتوقعت مصادر صحفية أن تنعكس هذه الأزمة بالتالى على أسعار الأغنام التى ستشهد انقطاعا للأغنام الايرانية التى تصل بشكل مباشر من ايران او غير مباشر من الامارات وعمان، مقابل نقص متوقع بالمعروض من الانتاج المحلى الذى يشهد ندرة أصلا بسبب ارتفاع تكاليفه على المربين. انعكاس سلبى وانعكست الأزمة التى تعيشها الكويت بشكل مباشر على المخابز الإيرانية بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد حيث إن معظم العاملين فى تلك المحال من الإيرانيين الذين تعانى بلادهم من تفشى الوباء بشكل كبير. وفى جولة فى شوارع الكويت لوحظ انخفاض ملحوظ جداً فى عدد رواد المقاهى حيث فضّل الكثير منهم الجلوس فى منازلهم، خوفاً من مخالطة أشخاص يحملون الفيروس. وعلى الرغم من إجازة الأعياد الوطنية وعطلة نهاية الأسبوع والتى كانت المقاهى فيها تكتظ بروادها لوحظ تدنٍّ كبير فى أعداد رواد تلك المقاهى.
