نشأت فى أسرة بين أبوين طيبين والدى يحمل الطيبة والحزم فى نفس الوقت ووالدتى الجامعية فضلت عدم العمل وتكريس حياتها لأسرتها الصغيرة بالإضافة إلى اقتناعها بأن رأى والدى صواب دائما لم أشاهدها يوماً تناقشه أو تعترض على قرار من قراراته. فى بداية المرحلة الجامعية تعرفت على زميلى والذى كان جارى فى نفس الوقت بدون أن نشعر تبادلنا الإعجاب والحب وشعرنا باشتعال نيران الغرام بداخلنا، بالرغم من سعادتنا، فإننى كنت أشعر بتأنيب الضمير بصورة مستمرة خاصة أننى أشعر بأننى أخون ثقة والدى وأقابل حبيبى دون علمهما. أخبرت جارى برغبتى فى إخبار أسرتى بقصتنا حتى أقابله تحت مرأى ومسمع منهما فوافقنى الرأى وأكد لى أنه على أتم الاستعداد للتقدم لطلب يدى وخطبتى، طرت فرحاً وارتميت فى أحضان والدتى وأخبرتها بقصتى مع جارى وتوسلت إليها ان تمهد لى الطريق مع والدى لكى يوافق على الارتباط بحب عمرى. فوجئت بثورة أمى العارمة ضدى ورفضها لهذا الاختيار وهددتنى بفضح أمرى لدى والدى دخلت فى نوبة بكاء وسألتها فى حالة من الانهيار عن أسباب تلك الثورة وهذا الرفض لاكتشف أن أسباب هذا العداء الغريب ضد الشاب بسبب فقرة وأنه يتيم الأب أخبرتها بأننى أحبه منذ الصغر لأنه طيب القلب ومستقيم ومتدين. وأن الفقر ليس عيباً وضيق حاله ليس سبة وأنه لم يختر وضعه الحالى. لا أدرى كيف تصاعدت الأمور وعلم والدى قصة جارى الشاب الوسيم ليقوم بالاعتداء علىّ بالضرب المبرح والركل بالقدم ثم توجه إلى بيت جارنا وقام بصفعه أمام والدته لينظر إليه فى انكسار مؤكداً له أنه لا يستطيع الرد على تصرفه، لأنه فى عمر أبيه. عاد والدى مهزوماً نفسياً نظرته إليه فى انكسار كسرت قلبه وبالرغم من ذلك أصر على موقفه الغريب من جارنا بعد. فترة هدأت الأمور وعدت إلى الجامعة لأقابل جارى والذى تساقطت الدموع من عينيه بمجرد رؤيته لى وأخبرنى بأنه ما زال على العهد بيننا لكنه لن يستطيع الاقتراب منى مرة أخرى حتى لا أتعرض للإيذاء على يد والدى مرة أخرى بسببه. ابتعد جارى عنى رغماً عنه لكنى رفضت الارتباط بأى شخص آخر رغم كثرتم ومرت الأعوام سريعاً وانتهيت من دراستى وعملت بإحدى الشركات تعرفت على زميلى فى العمل والذى أعجب بى وتقدم لطلب يدى لم أشعر اتجاهه بعاطفة لكننى وافقت على الزواج منه حتى لا أحصل على لقب عانس خاصة أن قريناتى أصغر منى سناً وتزوجته وأنجبت وحوار والدى لا ينقطع عن هذا فهربت الى الزواج دون مشاعر ودون رغبة هرباً من جحيم منزل أبى. تم الزفاف وفشلت من الارتباط بزوجى بالرغم من محاولاته المستميتة من الوصول إلى قلبى وعقلى أنجبت ثلاثة أطفال وابتعدت أكثر عن زوجى فى حين أنه استسلم للوضع بيننا وتوقفت محاولاته فى التودد والتقرب منى. الأعوام مضت وكلما مرت الأيام ازداد الجفاء والبعد بيننا فأصبح كل واحد منا يقضى احتياجات المنزل فى صمت، لم أشعر يوماً بالسعادة مع زوجى خاصة أننى انغمست فى طلبات أسرتى وأهملت زوجى تماماً. فى تلك السنوات كنت أبحث عن أخبار جارى من الحين للآخر لأكتشف أنه لم يتزوج هو أيضاً كنت أشعر بالندم بسبب حبيبى الاول وحاولت التواصل معه لكن ضميرى رفض تلك الفكرة خوفا من أن أكون خائنة. شعرت بتغير زوجى، فأصبح يغيب عن البيت لساعات طويلة دون مبرر حاولت التوصل إلى أسباب تغيره لكنى فشلت، حتى زارنى والدى فى أحد الأيام وأخبرنى بأن زوجى تزوج من اخرى منذ عدة أشهر شعرت بصدمة قاسية، بالرغم من عدم ارتباطى به عاطفيا وان زواجنا تحول الى ارتباط أسرى والاستمرار جاء بسبب أولادنا فقط. واجهت زوجى فلم ينكر وأخبرنى بأنه وجد الحب والاهتمام مع تلك الزوجة وأحضرها للإقامة معى شعرت بالندم فأنا السبب الرئيسى فيما أنا فيه حيث دفعت زوجى للارتباط بأخرى فلا أستطيع أن ألومه، أبيت على نفسى العيش مع ضرتى فتركت المنزل وطلبت من زوجى الابتعاد بزوجته فى شقة أخرى لكنه رفض وأصر على وجودها وكأنه يعاقبنى. تنهدت الزوجة وقالت: فشلت فى التقرب من زوجى فلجأ إلى زوجة أخرى يشعر معها بأحاسيس لم يعشها معى ولشعورى بالخطأ رفضت الانفصال عنه لكننى أصررت على الاستقلال بمنزل خاص بى وبأبنائى وكان ملاذى الوحيد هو محكمة الأسرة أطلب منها مسكن حضانة لى ولأطفالى.. وأغلق على نفسى وأولادى باباً، وأنسى حبى القديم الذى أوصلنى إلى تلك الحال وكأننى كنت أحب زوجى ولا أشعر بسبب حبى القديم لجارى.