خرجت «دنيا» من باب منزلها متجهة لاستقلال القطار وهى تتمايل من الفرحة والبهجة والسرور اشتياقا لرؤية عالم جديد، كلها أمل ان يكون افضل مما تركته فى منزل اسرتها، كانت تخطو كل خطوة الى دراستها الجامعية الجديدة، طالبة الصف الاول بالجامعة وهى كالفراشة ترفرف فى الكون وكانها اسعد انسانه فى الكون، ، عاشت طوال حياتها تحلم بهذا اليوم، لم احد يعلم ما عشته من سنوات ذل وقهر حتى يصل أعتاب الجامعة التى وجدت نفسها فيها. دخلت «دنيا» الحرم الجامعى تعالى انفاسها من شدة فرحتها، وتقول : اخيرا تحقق حلمى، وتصعد «دنيا» الى المدرج لتجلس فيه وتنظر حولها، بالفعل هذه حقيقة، وليست حلم، تعود بذاكرتها للوراء تتذكر حياتها حزن واهانة وسب بسبب والدها الذى لم يستحق ابدا كلمة أب ولم ترى منه سوى القسوة والاهانة منذ ان فتحت عيناها عليه، فهو انسان إنعدمت داخله مشاعر الأبوة، كان شيطان فى صورة رجل، كانت كثيرا تحلم بان ياخذها فى أحضانه، ولكن للاسف لم يفعل ذلك ابدا، بل كان يعاملها هى واشقاءها كانهم ابناء حرام لم يجدوا سوى غير الكراهية، فهو كان ولازال يعيش لنفسه فقط، نعم هو كان يعيش من اجل نفسه ونزواته كانت «دنيا» ووالدتها واشقاءها ضحية هذا الرجل الذى ترفض ان تقول عنه ؟؟؟؟، ليس فقط من قسوته بل الأكثر دهشة انه كان يرفض ان يسمع أبوته لهم «بابا»، هذا الرجل كان يمنع اطفاله من كلمة بابا، ولأنه منعهم فى بداية حياتهم، هما أيضاً قرروا أن يسلبوا منه حق أبوتهم، ورفضت ان تلقبه بابا، كان دائما يُبكى والدتها الضعيفة المغلوبة على امرها، والتى عاشت حياتها كل هدفها فى الحياة هى ارضاء زوجها ه وبذلت قصارى جهدها كى تسمع منه كلمة حب،ولكن للأسف لم ؟؟؟؟، كانت الام تحاول ان ترسم على وجهها الابتسامه من اجل اطفالها وكان املها فى الدنيا أن نعوضها عن شبابها كان رد الجميل هى خيانته لها، ليالى كثيرة كانت تمر عليها وهى تشاهد خيانته لها بعيناها فى ملابسه، تذكرت «دنيا» والدها ووهو يقوم بالتعدى على والدتها بالضرب والاهانة السب لاجبارها على انفاق راتبها فى المنزل رغم انه كان ميسور الحال، ولكنه كان ينفق امواله على نزواته ، كانت تحلم باليوم الذى تخرج من المنزل أملها الوحيد هو الجامعة وان تعيش فى المدينة الجامعية لكى تبعد عن السجن والسجان، وان تتخرج بسرعة وتحصل على عمل وتستطيع ان تساعد والدتها فى نفقات المعيشة حتى تعوضها عن المعاناة التى تعيشها، بالفعل تحققت أو خطوات لتحقيق أحلامها والتحقت باحد الجامعات باحد المحافظات وأقامت فى المدينة الجامعية، شعرت اخيرا انها يمكنها ان تتنفس وعادت اليها الحياة بعد ان ياست انها سوف تخرج من اسوار السجان، تستيقظ «دنيا» وتعود من رحلة ذكرياتها وتنظر حولها بالفعل انا فى المحاضرة هذه حقيقة وليست حلم، انا تخلصت من سجن والدى، ولكن الذى كان يفسد فرحتها انها تتذكر أن والدتها واشقاءها مازالوا داخل السجن.،تنهدت « دنيا « قائلة : كان نفسى ان افعل لهم شئ ولكن للاسف كلها 4 سنوات وسوف اعود مرة ثانية الى السجن. قررت ان تعيش هذه اللحظات السعيدة حتى لو كانت ايامها قصيرة، تذكرت وعدها لوالدتها انها لم تقصر فى دراستها وتبذل كل جهدها وتكافح لكى تحقق لها احلامها النجاح بتفوق وتعوضها عن كل الأموال التى أنفقتها والدتها بعد ان رفض والدها الانفاق على فى دراستها، قامت والدتها بالاقتراض من زملاءها بالعمل من اجل تحقيق حلم نجلتها بالالتحاق بالجامعة. عاشت « دنيا « حياتها من المدينة الجامعية الى الحرم الجامعى وكل ما يشغل امرها فقط هو دراستها وظلت ترفض العودة فى ايام الاجازات الى منزل والدها، قررت ان تخفف الحمل عن والدتها وتظل بالمدينة الجامعية حتى ايام العطلة ووجودها بمفردها بالمدينة، وكانت توهم زملاءها والمشرفين أنها تكره السفر، وكانت تنتهز الفرصة لحضور والدتها لتخرج والدتها من هذا السجن حتى لو ساعات، وتعيش معها اسعد لحظات حياتها، وينتهى اليوم وتودع والدتها وكلها حزن، وتشعر بالضعف لانها لم تستطيع ان ترفع عن والدتها هذا القهر والذل الذى تعيش فيه، وفى احد الايام اثناء جلوس «دنيا» بالمدرج كالمعتاد جاء «هيثم» زميل صديقتها وحاول التحدث معها بحجة سؤالها عن بعض المحاضرات،، نشات بينهما صداقة، كانت حياة جديدة على امل ان تتحدث مع شباب وتربطها معهم علاقة صداقة، ولكن مع مرور الايام شعرت « دنيا « بان الصداقة مع « هيثم « تحولت الى رومانسية، فهى وجدت معه شعور لم تشعر ؟؟؟؟؟ فى حياتها حب وحنان وخوف وأمان افتقدهم فى حياتها مع والدها، الفرحة كانت تظهر عليها فى كل حياتها بالفعل « هيثم» استطاع بحبه ان يغير حياتها بعد أن كانت تفقد الثقة فى كل؟؟؟؟، ورغم حبها الشديد له الا انها لم تسمح لعلاقتها ان تتخطى اى حدود، لم تنسى وعدها لوالدتها بالاهتمام بدراستها، وظلت 4 سنوات دراستها هى الاولى مع ؟؟؟؟؟، عاشت احلى سنوات حياتها، الى ان انتهت الدراسة تخرحت «دنيا» وحصلت على الشهادة الجامعية وعادت مرة ثانية الى السجن والسجان، وكانت فرصة لتخبر والدتها عن حقيقة مشاعرها وحبها الطاهر الذى كان يقويها ودافع لها لتفوقها، واتفقت مع حبيبها انه عقب حصوله على عمل سوف يتقدم لخطبتها، ولكن للاسف لم تكتمل فرحتها بعد أن أجبرت دنيا ؟؟؟؟ بكل حياتها ؟؟؟؟ على الفور وكأنه يتراجع عن حبه لها، وبعد عدة شهور فؤجئت بجرس التليفون يدق لتخبرها صديقتها برسالة من «هيثم» اسف مش ح اقدر ارتبط بيكى لانكم اسرة مفككة ووالدك ليس الجد الذى اتمناه للاطفالى، ووالدى يرفض، كانت هذه الكلمات كالصاعقة التى نزلت على «دنيا» وجلست تبكى وهى تسترجع زكريات حب 4 سنوات يتساءل: ما ذنبى فى هذا القهر الذى أتعرض له.. ما ذنبى فى أننى ابنة رجل بلا قلب عذبنى وأذى مشاعرى وجلدى بكلماته طوال حياتى وندما ظننت أن الحياة قد ابتسمت لى ووجدت الرجل ا لذى أحبه ؟؟؟ أن أحكى فيه ؟؟؟ حياتى ربما يعوضنى عن حب ؟؟ الأب، هرب منى فى أول الطريق عندما علم بحكاية أبى.. هل كا ن من الم فروض أن ؟؟؟؟ عن حقيقة أى ماذا أفعل ولمن أشكى حكايتى هل كنت على الشفاء بسبب نزوات والدى التى ينتهى ولا يشعر بيننا ولا ما يحدث لنا فى حياتنا ولا ؟؟ أن تكون سعداء أولاً واستمرت ؟؟؟،ودموعها ؟؟؟؟؟؟ بكلماتها.. ولكن لا يوجد مجيب لتساؤلنا.