جمال حمدان وأحدًا من أعلام الجغرافيا المصريين، عُرف بعشقه الشديد لمصر والذي تجلى في كتابه "شخصية مصر" دراسة في عبقرية المكان الذي يقع في أربعة أجزاء ضمت أربعة آلاف صفحة من القطع الكبير، مؤكدًا أن مصر أقدم وأعرق دولة في الجغرافيا السياسية للعالم غير قابلة للقسمة على اثنين أو أكثر مهما كانت قوة الضغط والحرارة. تميز "حمدان" بأسلوب متميز داخل حركة الثقافة العربية المعاصرة في الفكر الإستراتيجي، يقوم على منهج شامل معلوماتي وتجريبي وتاريخي من ناحية، وعلى مدى مكتشفات علوم الجغرافيا والتاريخ والسكان والاقتصاد والسياسة والبيئة والتخطيط والاجتماع السكاني والثقافي بشكل خاص من ناحية أخرى. ساهم المفكر في حل المعادلة الصعبة المتمثلة في توظيف أبحاث المثقفين القلائل ودراساتهم من أجل خدمة قضايا الأمة، حيث خاض من خلال رؤية استراتيجية واضحة المعالم معركة شرسة لتفنيد الأسس الواهية التي قام عليها المشروع الصهيوني في فلسطين. وتوصل حمدان، من خلال دراسته إلي فضح أكذوبة اليهود الحاليين بأنهم" أحفاد بني إسرائيل"، الذين خرجوا من فلسطين خلال حقب ما قبل الميلاد. وأثبت في كتابه "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر في عام 1967، بالأدلة العملية أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد. وأرجع انتماء هؤلاء إلى إمبراطورية الخزر التترية التي قامت بين "بحر قزوين" و"البحر الأسود"، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وهو ما أكده بعد ذلك بعشر سنوات "آرثر كوستلر" مؤلف كتاب القبيلة الثالثة عشرة الذي صدر عام 1976. حصل جمال حمدان على جائزة الدول التشجيعية في العلوم الاجتماعية، جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة 1986م، وجائزة التقدم العلمي من الكويت 1992م، 1959، وكذلك حصل على وسام العلوم من الطبقة الأولى عن كتابه "شخصية مصر" عام 1411ه 1988، ورحل فى عام 1993. ولد جمال حمدان فى 4 فبراير 1928م بمحافظة القليوبية، فى أسرة تنتهى إلى قبيلة (بنى حمدان) العربية، وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1939. حفظ القرآن الكريم على يد والده وكذلك تجويده وتلاوته، والتحق بالمدرسة التوفيقية الثانوية وحصل على شهادة الثقافة عام 1943، ثم حصل على التوجيهية الثانوية عام 1944، انضم إلى هيئة التدريس بقسم الجغرافيا فى كلية الآداب جامعة القاهرة، ثم رُقّى أستاذاً مساعداً، وأصدر فى فترة تواجده بالجامعة كتبه الثلاثة الأولى.