لم يتزوج وكرس حياته للأبحاث العلمية والكتب المتخصصة فى مجال علم الجغرافيا، واستطاع من خلال دراساته كشف أكاذيب العصابات الصهيونية أمام العالم واثبات أنهم فئة ضالة ليس لهم وطن ولا ينتمون إلى الأراضي الفلسطينية، أنه جمال حمدان الغائب الحاضر الذى مر على رحيله 37عامًا، بعدما مات على يد الموساد الإسرائيلي فى منزل، ونظرا لجهوده الكبيرة، اختاره معرض القاهرة الدولي للكتاب ليكون شخصية العام، في دورته 51. مولده ولد جمال حمدان في 4 فبراير 1928، بقرية ناي التابعة لمحافظة القليوبية، و كان من الأوائل الذين فضحو أكاذيب اليهود من حيث أنهم أحفاد بني إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين خلال قبل الميلاد. وقال في كتابه "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر في عام 1967، بالدليل القطعي أن اليهود المدعيين أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية "الخزر التترية" التي قامت بين "بحر قزوين" و"البحر الأسود"، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وهو الأمر الذي أكده فيما بعد بعشر سنوات "آرثر كوستلر" مؤلف كتاب القبيلة الثالثة عشرة الذي صدر عام 1976. يعتبر جمال حمدان من القلائل الذين استطاعوا أن يستغلوا أبحاثهم العلمية في خدمة قضايا المجتمع الشائكة، وناضل كثيرًا من أجل فضح العقائد والأسس الواهمية التى انشأ عليها الصهاينة أحلامهم على أرض فلسطين. كان جمال حمدان صاحب رؤية وبعد نظر واستشعر بتفكيك الاتحاد السوفيتي، علاوة على أنه تنبأ بعصر التطرف الديني الذي نعيشه اليوم فهو أيضًا صاحب كتاب "شخصية مصر". أعماله ترك جمال حمدان نحو 39 كتابا و79 بحثا ومقالة، وعلى رأسهم كتاب "شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان" كرس حمدان حياته كلها لدراسة الجغرافيا والأبحاث العلمية ولم يتزوج. مؤلفاته التي نشرت بالغة العربية دراسات في العالم العربي وأنماط من البيئات ودراسة في جغرافيا المدن و بترول العرب و العالم الإسلامي المعاصر و الجمهورية العربية اللليبية و قناة السويس. رفض حمدان الكثير من العروض والترشيحات التى عرضت عليه مثل تمثل مصر في إحدى اللجان الهامة بالأمم المتحدة و رئاسة جامعة الكويت وعضو مجمع اللغة العربية، وفضل التفرغ للأبحاث العلمية. جوائز تقلد جمال حمدان العديد من الجوائز في مجال العلوم الاجتماعية منها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة 1986م، وجائزة التقدم العلمي من الكويت 1992م، 1959، وكذلك حصل على وسام العلوم من الطبقة الأولى عن كتابه "شخصية مصر" عام 1411ه 1988، ورحل فى عام 1993. وفاته توفى جمال حمدان عن عمر يناهز 65 عامًا في ظروف غامضة، حيث عثر جثته والنصف السفلى محروقًا، واعتقد الجميع أنه مات متأثرًا خنقًا بالحريق والدخان، لكن مفتش الصحة بالجيزة الدكتور يوسف الجندي قال في تقريره الطبي عن ملابسات الوفاه أنه لم يمت متأثره بالغاز كما أن الحروق لم تكن بالغة بحيث تسبب الوفاه. كما أن تم اختفاء مسودات بعض الكتب التى أوشك على الإنتهاء منها وبصددهم كتاب اليهودية والصهيونية، وقالت جارة كانت تسكن في بيت جمال حمدان أن هناك رجلاً وامرأة خواجات سكنوا في الشقة الموجودة فوق شقته شهرين ونصف قبل اغتياله ثم اختفيا بعد قتله، في حين أكد رئيس المخابرات السابق أمين هويدي مفاجأة من العيار الثقيل، بشأن عملية إغتياله بأن لديه ما يثبت بأن الموساد الإسرائيلي من قام بقتل الدكتور جمال حمدان.