عام ونصف من العلاقة المحرمة جمعت بين شاب وفتاة كانت تتردد عليه داخل مسكنه ليمارسا علاقتهما، لكن مؤخراً وأثناء تواجدهما معاً نشب بينهما خلاف دفعه لإنهاء حياتها وإلقاء جثتها بالشارع بعد لفها بملاءة السرير، وكشف أمرهما ليدفعا الاثنين ثمن علاقتهما الأثمة. علاقة حب كانت هى بداية الخيط الذى ربط بين الشاب المشهور عنه سوء سلوكه بمنطقة السيدة زينب، وبين فتاة لم تختلف عنه كثيراً فكانت هى الأخرى صاحبة علاقات عدة بعدد من الشباب، لكنه نجح فى أن يجعلها تكتفى به بعد ارتباطهما عاطفياَ، وبدأت تتردد عليه فى شقته وتطورت علاقتهما إلى حب محرم، كان حديث الأهالى بالمنطقة دون أى اكتراث منهما. كعادتها كانت تتردد الفتاة على مسكن عشيقها، وبعد أن ينتهيا من حبهما المحرم، تغادر إلى منزلها، لكن ليلة الحادث لم تكن كسابقتها بالنسبة لهما، وقت أن قرر الشاب عدم مغادرتها المنزل وأن تبات معه تلك الليلة «مش هتروحى هتباتى معايا النهارده»، لكن طلبه قوبل منها بالرفض القاطع، وأخذت تلملم أشياءها، دون ان تعير كلامه أى اهتمام، وبينما هى على وشك المغادرة وجدته يجذبها من ذراعها إلى الداخل ويلقنها علقة ساخنة «قولت مش هتمشى النهارده»، ليتركها تجفف دموعها ويغادر إلى مكان آخر اعتاد الذهاب إليه يتناول فيه المخدرات مع أصدقائه. بعد منتصف الليل أراد أن يكمل سهرته مع عشيقته التى يحتجزها داخل منزله بعد أن خرج وأغلق عليها الباب من الخارج، فور دخوله إلى الشقة وجدها تقف أمامه وممسكة هاتفها بيديها تخبره بأنها ستتصل بالنجدة وتبلغهم بأنه اختطفها ويحتجزها بالقوة «هبلغ إنك خاطفني»، مع حالة اللاوعى التى عليها المتهم نتيجة تناوله كميات كبيرة من المخدرات وجد نفسه ينهال عليها باللكمات وركلاً بالأقدام عقاباً لها على تهديدها له «إنتى اتجننتى هتبلغى عني». لحظات قليلة بلغت فيها الفتاة ضربات قاسية لم يسمع بعدها صوت بكائها وأنينها، فأسرع بتفحصها من اليمين واليسار ليجدها فارقت الحياة نتيجة ضربه لها بطريقة هستيرية «إنتى موتي.. إنتى موتى ليه»، ليجلس إلى جوار جثتها تبحث عن طريقة تخلصه من تلك الكارثة التى ألمت به نتيجة تهوره، فانتظر حتى ساعة متأخرة من الليل ولف جسدها بملاءة وحملها دون أن يشعر به أحد وألقاها بالشارع على اعتقاد أنه لن يكشف أمره أحد وعاد إلى منزله فكأن شيئاً لم يكن. داخل ديوان قسم شرطة السيدة زينب يتابع مأمور القسم الخدمات الأمنية بالمنطقة بعد مروره على قوات الأمن المكلفة بتأمين المناطقة الهامة والحيوية بدائرة القسم، معتقداً بأن الليلة هادئة أو ظنوا كذلك، وسيعود إلى منزله يأخذان قسطاً من الراحة يمكنه من العودة فى اليوم التالي، لكنه لم يهنأ بذلك الهدوء طويلاً بعد بلاغ من النجدة للقسم بالعثور على جثة بوسط الشارع فى دائرة القسم. على الفور تم تجميع قوة أمنية وتوجهت مباشرة إلى مكان البلاغ وبفحص الجثة عثر على آثار ضرب واعتداء بجسدها، تم نقلها إلى المشرحة لبيان السبب الحقيقى للوفاة، لكن ضباط الشرطة لم يغادروا المنطقة متيقنين بأن الجانى لا يبعد كثيراً عن مكان جريمة وينتظر ماذا سيحدث فى الجثة التى ألقى بها فى الشارع، وأنه يراقب عن كثب نتيجة فعلته. دقائق معدودة وتوصل رجال الأمن إلى هوية الضحية وتبين أن سيدة ثلاثينية تسكن بالقرب من قسم الشرطة، وتعرف عليها أهلها لكنهم لم يعلموا شيئاً عن علاقاتها التى قد تؤدى إلى قتلها، عكف رجال الشرطة طوال الليلة على جمع معلومات عن الضحية ومراجعة كاميرات المراقبة المتواجدة بمحيط المكان، حتى حصلوا على مقطع فيديو يرصد المتهم لحظة إلقاء الجثة بالشارع. «عرفنا الواد وهنجيبه خلال ساعة»، قالها أحد الضباط لزميله يبشره بالخبر السار وأن حق الضحية سيعود إليها، وانطلقت قوة تجاه منزل المتهم وعادت بعد القبض عليه ليكشف لهم تفاصيل تلك الواقعة وسبب قتله للضحية خاصة بعدما تبين لهم من التحريات أنه لص مساكن وسبق اتهامه فى عدة قضايا. جلس المتهم أمام رجال المباحث لم يجد طريقاً يخرج منه للتنصل من تلك الواقعة، وتمت مواجهته بمقطع الفيديو الذى رصد حمله للضحية والإلقاء بها فى الشارع، وراح يسرد تفاصيل جريمته «كان بيننا علاقة من سنة ونص»، وتابع أن الضحية تعرف عليها ونشأت بينهما علاقة محرمة وترددت عليه عدة مرات فى شقته لكنه فى تلك الليلة رفض مغادرتها الشقة وأصر على أن تبيت معه لكنها رفضت فاعتدى عليها بالضرب حتى فارقت الحياة، وأنهى حديثه: «كنت بحبها بس هى السبب». هى من دفعتنى الى قتلها، واقتيد الى محبسه يواجه مصيره المحتوم.. لم يسأل عليه أحد بسبب سيرته السيئة.