ذعر فى إسرائيل بعد مقتل الإرهابى قاسم سليمانى فى غارة أمريكية أكدت وزارة الخارجية أنها تتابع التطورات المتسارعة للأحداث فى العراق، والتى تنذر بتصعيد للموقف، بقدر كبير من القلق. وقالت الوزارة فى بيان رسمى إن مصر تدعو إلى احتواء الموقف وتفادى أى تصعيد جديد. وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية ترى أن احتواء الموقف يتطلب الوقف الفورى لكافة أنواع التدخلات الإقليمية فى شئون الدول والشعوب العربية، والتى لم تؤد سوى لإذكاء الفرقة والتوتر بين أبنائها التواقين إلى السلام والاستقرار. أكد مسئول بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، أن بنيامين نتنياهو قطع زيارته إلى اليونان بعد مقتل قاسم سليمانى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى، فى غارة أمريكية ببغداد. وكان نتنياهو يزور أثينا بعد إبرام اتفاق بين اليونان وقبرص وإسرائيل، منذ أمس الأول لتشييد خط أنابيب تحت سطح البحر بطول 1900 كيلومتر لنقل الغاز الطبيعى من حقول الغاز فى شرق البحر المتوسط إلى أوروبا، وكان يفترض أن تستمر الزيارة حتى الأحد. وأعلنت إسرائيل التأهب العسكرى على الحدود مع سوريا ولبنان وأمنيا فى سفاراتها حول العالم خشية هجمات إيرانية بعد مقتل سليمانى. وقالت محطات التليفزيون الإسرائيلية إن «تل أبيب تخشى ردودا انتقامية إيرانية ضد مواقع إسرائيلية بما فيها سفارات حول العالم». وأوعز رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى الوزراء فى حكومته بعدم الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام عن عملية مقتل سليمانى. وقال الجيش الإسرائيلى فى بيان إنه: «بناء على تقييم الوضع تقرر ألا يفتح متنزه جبل الشيخ أمام المتنزهين (فى إشارة إلى الموقع القريب من الحدود السورية)». وأضاف: «لا توجد أية تعليمات إضافية لسكان هضبة الجولان والمنطقة وحالة الروتين تبقى كالمعتاد». ودعا وزير الدفاع الإسرائيلى نفتالى بينيت إلى اجتماع أمنى فى مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، بمشاركة قادة الجيش والاستخبارات «من أجل تقييم الوضع أمنيا». وبدورها فقد قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية «تعزيز الأمن فى السفارات والبعثات الإسرائيلية فى جميع أنحاء العالم». وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت فجر أمس، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمر بتنفيذ الضربة التى استهدفت الإرهابى سليمانى. وبحسب بيان البنتاجون استهدفت غارة أمريكية سليمانى وكبار قادة الحشد الشعبى لردع خطط الهجمات الإيرانية المستقبلية، لافتا إلى أن قائد فيلق القدس كان يطور خططا لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين فى العراق والمنطقة. وأطلقت صواريخ أمريكية من طائرة مسيرة من دون طيار، عدة صواريخ على الموكب، مما أسفر عن مصرع قاسم سليمانى، مهندس حروب إيران فى المنطقة وقائد ميليشياتها، وبجانبه أبومهدى المهندس نائب قائد ميليشيات الحشد الشعبى العراقية الموالية لطهران، إضافة إلى 10 أشخاص آخرين، من بينهم مسئول التشريفات فى ميليشيا الحشد محمد رضا الجابرى. وكشف مسئولان فى المطار أن جثة سليمانى كانت ممزقة من جراء النيران التى أحدثتها الصواريخ الأمريكية، فى حين لم يتم العثور على جثة المهندس. ونظم الآلاف من الإيرانيين مظاهرات فى شوارع العاصمة طهران بعد مقتل «سليمانى». وفى سياق متصل عين المرشد الأعلى على خامنئى إسماعيل قا آنى قائدا لفيلق القدس فى الحرس الثورى خلفا لقاسم سليمانى. وكان «قا آني» يشغل منصب نائب قائد فيلق القدس الذى يعد الذارع الخارجية للحرس الثورى الإيرانى. وأكدت وكالة فارس للأنباء أن «خامنئي» أحال منصب قيادة فيلق القدس إلى قا آنى، لافتة إلى أنه يعد من أبرز قادة الحرس الثورى فى مرحلة «الدفاع المقدس» فى إشارة إلى حرب السنوات الثماني بين إيرانوالعراق. وأشارت إلى أن خامنئى وجه باعتماد الخطط ذاتها المعتمدة فى عهد سليمانى، داعيا كوادر فيلق القدس إلى التعاون مع القائد قا آنى. يذكر أن رئيس الوزراء العراقى المستقيل عادل عبدالمهدى أدان إقدام الإدارة الأمريكية على عملية اغتيال أبى مهدى المهندس وقاسم سليمانى وشخصيات عراقية وإيرانية أخرى. وأكد عبدالمهدى، فى بيان صحفى، أن اغتيال قائد عسكرى عراقى يشغل منصبا رسميا يعد عدوانا على العراق دولة وحكومة وشعبا، وأن القيام بعمليات تصفية ضد شخصيات قيادية عراقية أو من بلد شقيق على الأرض العراقية يعد خرقا سافرا للسيادة العراقية واعتداء صارخا على كرامة الوطن وتصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة فى العراق والمنطقة والعالم. واتهم عبدالمهدى الإدارة الأمريكية بخرق فاضح لشروط تواجد القوات الأمريكية فى العراق ودورها الذى ينحصر بتدريب القوات العراقية ومحاربة داعش ضمن قوات التحالف الدولى وتحت إشراف وموافقة الحكومة العراقية. ووجه عبدالمهدى إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب العراقى استنادا إلى أحكام المادة (58) من الدستور من أجل تنظيم الموقف الرسمى العراقى واتخاذ القرارات التشريعية والإجراءات الضرورية المناسبة بما يحفظ كرامة العراق وأمنه وسيادته.