رأت صحيفة (تشاينا ديلي) الصينية الناطقة بالانجليزية أن الساسة في الولاياتالمتحدة لم يتعلموا أي درس من الغضب المناهض للولايات المتحدة الذي أثاره الفيلم المسيء للرسول، حيث ترفض أمريكا قبول فكرة أن احتجاجات المسلمين ستجعل من الصعب التعامل مع الأنظمة المناهضة لها في إيران وسوريا. وقالت الصحيفة إنه بعد موجة الغضب ضد الولاياتالمتحدة التي لم يسبق لها مثيل وأسفرت عن مقتل مسئولين أمريكيين، حث الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" زعماء العالم في اجتماع الأممالمتحدة يوم الثلاثاء على المعارضة بشدة للعنف والتطرف، بحجة أن حماية حرية التعبير هي مسئولية الجميع وليس فقط واجب أمريكا. وفي محاولة يائسة لتهدئة المشاعر المعادية للولايات المتحدة، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون": إن حكومة الولاياتالمتحدة ليس لديها أي شيء تقوم به على الإطلاق تجاه هذا الفيلم، وفقا للصحيفة الصينية. وظلت علاقة واشنطن بالشرق الأوسط ليس لها مثيل منذ نهاية الحرب الباردة، مع تعزيز وجودها من خلال العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وتلعب أيضا دورا رئيسيا في محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين، حتى لو لم يرحب بها الكثيرون في الشرق الأوسط. ورأت الصحيفة أنه كان يمكن للولايات المتحدة أن تكون قوة عظمى مرحبا بها في الشرق الأوسط بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما حصلت العديد من الدول على استقلالها، ولكن الولاياتالمتحدة بصورة عمياء ساعدت إسرائيل على الفوز عام 1948 في الحرب العربية الإسرائيلية وسمحت لها ببناء دولة على الأراضي العربية خارج الحدود المقترحة للدولة اليهودية، فضلا عن الاستمرار فى توسيع مستوطناتها في الأراضي المحتلة. ونتج عن ذلك تشريد ملايين الفلسطينيين بعيدًا عن أرض أجدادهم، إلى جانب ذلك، فإن السنوات القليلة الماضية شهدت وقوع العديد من الدول العربية في الركود الاقتصادي، وقد ساعد كل ذلك الأصوليين الإسلاميين في جذب المزيد من الشباب للانضمام إلى صفوف المسلمين، ونتيجة لذلك، كان هناك ارتفاع هائل في عدد الإسلاميين منذ 1960 و1970. هذا بالإضافة إلى أن أحداث 11 سبتمبر 2001 الإرهابية عمقت كراهية الأمريكيين للمسلمين واتخذت الولاياتالمتحدة من هذه الهجمات ذريعة لغزو أفغانستان والعراق، وقتل المدنيين وتشريد عدد لا يحصى من الملايين، وإضافة إلى ذلك، الفضائح مثل سجن أبو غريب والاعتداء وحرق القرآن من قبل الجنود الأمريكيين الذي كان بمثابة الزيت الذي سكب على النار واشتعل داخل كثير من المسلمين. وتابعت الصحيفة، قائلة: إن واشنطن تأكدت أنها كانت خاطئة في الشرق الأوسط، وها هي تدفع الآن ثمنا دمويا لذلك، ففوجئت بالاحتجاجات العنيفة المناهضة لها في الشرق الأوسط بعد مرور عام على "الربيع العربي"، مما جعل "كينتون" تخرج قائلة: "من الصعب بالنسبة للشعب الأمريكي فهم ذلك وما يحدث حوله لأنه أمر غير معقول، وغير مقبول تماما، حيث إن شعب مصر، أو الشعب في اليمن وتونس لم يبدلوا طغيان ديكتاتور بطغيان الغوغاء". ورأت الصحيفة أن تصريحات كلينتون تشير إلى عدم فهم واشنطن حتى الآن لماذا اندلعت موجة الغضب هذه من العالم الإسلامي وقد نظرت الولاياتالمتحدة دائما لنظامها الاجتماعي والقيم على أنها أعلى من أي دول أخرى ومازالت حريصة على تعزيز الديمقراطية على الطريقة الأمريكية في الشرق الأوسط، مثلما حاول الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" لفرض الديمقراطية بالمساعدة العسكرية في العراق ولكن كان مصير خطته الفشل. وقالت الصحيفة: إن في حال وصف واشنطن للمتظاهرين المناهضين للولايات المتحدة بالغوغاء، فقد يكون عليها مواجهة المخاطر والتصدي لجميع المسلمين في العالم، ولكن الولاياتالمتحدة لن تتخلى عن الشرق الأوسط - ليس لأن المنطقة لم تعد ملاذًا بالنسبة للأمريكيين، وليس حتى لأنها تركز على استراتيجيتها كمحور لآسيا، ولكننا نأمل أن تدرك الولاياتالمتحدة من خلال حروبها في أفغانستان والعراق، أنه سيكون من غير الحكمة تماما الدخول في حروب أخرى في الشرق الأوسط.