لا شك أن النصف الثانى من القرن الماضى قد شهد ظهور عدد هائل من الفنانين العمالقة أثروا الساحة الفنية فى كافة مجالات العمل الفنى. سينما ومسرح وتليفزيون، ومازالوا يعطون حتى الآن، «نجوم وفنون» تحاول أن تعطى لمسة وفاء لبعض هؤلاء النجوم، ومن هؤلاء العمالقة الفنان القدير عزت العلايلى وهو يمثل جيلًا موهوبًا للغاية ظهر فى بداية ستينيات القرن الماضى. فنان موهوب بمعنى الكلمة ظهر وأثبت وجوده فى عصر ملىء بالعمالقة فى مجال التمثيل. تعرف عليه الجمهور من خلال مشاركته فى دور صغير نسبيًا فى فيلم «بين القصرين» حيث جسد دور شاب وطنى يحارب الاستعمار الانجليزى، لسنا هنا بصدد سرد تاريخ عزت العلايلى ولكن نتحدث عن فنان حقيقى جسد أدوارًا رائعة فى السينما والمسرح والتليفزيون وحتى المسرح الغنائى عندما شارك الراحلة وردة بطولة المسرحية الغنائية «تمر حنة» 1974. ولكننا نتوقف أمام فنان عبقرى جسد شخصيات تعبر عن أصالة المواطن المصرى فى الكثير من الأعمال، من ينسى دوره فى فيلم «الأرض» شخصية الفلاح عبدالهادى الذى يعانى من القهر والظلم 1969، وهناك شخصية نادرة قدمها العلايلى وربما نسيها الكثيرون فى رمضان 1973 قدم مسلسل «أبدًا لن أموت» التى جسد فيها شخصية رجل مريض بالجديرى وهو مرض نادر يصيب الجلد وعانى كثيرًا من هذا المرض. ومن ينسى دور المجرم الانسان الذى جسده عزت العلايلى فى مسلسل «خائفة من شىء ما» 1979 حيث جسد شخصية لص ينقذ فتاة جامعية من الاغتصاب بل ويقتل المعتدى ويحكم عليه بالسجن المخفف. وجسد ببراعة شخصية ضابط الشرطة الشريف فى فيلم «أهل القمة» 1981 مع سعاد حسنى ونور الشريف، الضابط محمد الذى يحاول التصدى للفساد ولكنه يصطدم بالواقع المؤلم. كما نجح ببراعة فى تجسيد شخصية ضابط المخابرات فى فيلم «بئر الخيانة» 1985 ولا ننسى أيضًا دوره الكوميدى فى فيلم «ليلة عسل» مع سهير البابلى. وفى حقبة الثمانينيات تفوق على نفسه على خشبة المسرح القومى حينما شارك الفنان حسين فهمى بطولة مسرحية «أهلاً يا بكوات» كشفت عن امكانيات تمثيلية هائلة لعزت العلايلى. ولا ننسى دور الابن الكبير الوفى لذكرى أبيه فى مسلسل «الشارع الجديد». وجسد ببراعة شخصية المواطن المصرى فى بدايات القرن العشرين وبرع بشدة أيضًا فى تجسيد شخصية الفلاح المغلوب على أمره فى فيلم «المواطن مصرى» مع عمر الشريف، وابدع فى مسلسل «الجماعة» ولا ننسى مقولته إن الشعب المصرى كان فى عصور سابقة ضحية النظام الحاكم والإخوان. نحن أمام فنان حقيقى ابدع ومازال لديه قدرة هائلة على الابداع والتميز، عزت العلايلى فنان بحق يمتلك كنزًا هائلًا من الموهبة علينا الا ننسى هذا الرمز الفنى الكبير فى زمن نفتقد فيه الفن الحقيقى.