من يستعرض تاريخ الفنانين فى مصر يكتشف نوعًا معينًا من الفنانين يمتلكون موهبة حقيقية لكنهم بسبب أو لآخر لا يحصلون على حقهم من النجومية، وتجد فى الوقت نفسه أنصاف أو أرباع مواهب يتصدرون المشهد. من هؤلاء الفنان الراحل محمد كامل الذى رحل عن دنيانا منذ أيام قليلة، هذا الفنان بحق موهوب بمعنى الكلمة، معظم الأدوار التى جسدها برع فيها، وتشعر بأنه فنان يركز كثيرا حتى يظهر فى أفضل صورة، أعماله لم تكن كثيرة ولكنها مؤثرة. نتوقف عند بعض الشخصيات التى جسدها وتركت أثرًا كبيرًا لدى المتلقى، دور ضابط المباحث فى مسلسل «عيون» مع العملاق الراحل فؤاد المهندس عام 1982، كان مؤثرًا للغاية وأدى الدور ببساطة شديدة وبدرجة إقناع هائلة، وفى العام نفسه جسد شخصية السجين المقهور فى فيلم «حب فى الزنزانة» مع عادل إمام وسعاد حسنى. فى عام 2000 قدم أحد أهم أدواره فى الدراما التليفزيونية حينما جسد شخصية الموسيقار زكريا أحمد فى مسلسل «أم كلثوم»، حيث نجح ببراعة فى تجسيد الشخصية بكل تفاصيلها وكان لمحمد كامل الفضل فى أن تعرف الأجيال الجديدة من هو زكريا أحمد. هذا الدور كشف الكثير عن موهبة محمد كامل لكن للأسف الجهات الإنتاجية لم تعطه حقه فى القيام بدور البطولة بعد هذا الدور الذى حاز إعجاب الملايين، كما نجح ببراعة فى تجسيد شخصية اللص فى مسلسل «عباس الأبيض فى اليوم الأسود» وآخر أعماله مسلسل «شارع عبدالعزيز». أعماله السينمائية كانت قليلة للغاية، ولكنها أيضا كانت علامة خاصة فى أفلام «أحلام هند وكاميليا، جاءنا البيان التالى»، خسر فن التمثيل كثيرا برحيل الفنان القدير محمد كامل، الفنان الذى عاش ومات فى الظل، أعتقد أنه ينتمى لمدرسة الراحلين محمد وفيق وفؤاد أحمد وبدر نوفل وفؤاد خليل والسيد عبدالكريم وشوقى شامخ، مواهب حقيقية أعطت للفن كل حياتها، ولم تحصل على ما تستحق سواء من نجومية أو مال. محمد كامل مات وهو يتمتع بحب وتقدير الملايين، ويكفيه فخرًا أنه لم يتنازل، احترم موهبته فاحترمه الناس.. رحم الله الفنان محمد كامل.