يمر اليوم 32 عاماً علي رحيل أحد أبرز العمالقة في تاريخ السينما المصرية محمود المليجى، الذي كان يمتلك قدرة هائلة علي تجسيد جميع الشخصيات الشريرة أو الطبية. قدم «المليجى» للسينما على مدي ما يقرب من نصف قرن عشرات، بل مئات الروائع السينمائية، بدأ مشواره بشكل حقيقي في أوائل الأربعينات، حيث شارك في العديد من الأفلام بأدوار مساعدة في أفلام «ليلي فى الظلام» و«ابن الحداد» و«غرام وانتقام» و«غزل البنات» و«بين نارين» و«مصطفى كامل». وفى حقبة الخمسينات بدأ مرحلة النضوج وقدم العديد من أدوار الشر في أفلام «المنزل رقم 13» و«لحن حبى» و«أيام وليالى»، ودوراً إنسانى في فيلم «من القلب للقلب» مع ليلى مراد، و«رصيف نمرة 5» و«امسك حرامى» مع إسماعيل يس، ولا ننسي شخصية الطيب الإنسان في فيلم «حكاية حب» مع عبدالحليم حافظ ومريم فخر الدين، وواصل التألق في حقبة الستينات في أفلام «يوم من عمرى» و«بطل للنهاية» و«الناصر صلاح الدين» و«الاختيار». وفي عام 1968 قدم أعظم أدواره علي شاشة السينما، حينما جسد شخصية الفلاح محمد أبوسويلم في فيلم «الأرض» وقام بدور البطولة المطلقة لأول مرة مع يحيي شاهين ونجوى إبراهيم وعبدالوارث عسر وعزت العلايلى. كان هذا الفيلم علامة فارقة في تاريخ محمود المليجى وربما يكون قد عانى من نجاح هذا الفيلم، ماذا سيقدم بعده؟ وواصل المشوار وتنوعت أدواره في أفلام «الحب الضائع» و«بئر الحرمان» و«عشاق الحياة» و«عودة الابن الضال»، ولا ننسى دور الباشا الظالم في فيلم «غروب وشروق» 1970. وفي حقبة السبعينات جسد أدواراً تجمع بين الشر والكوميديا في أفلام «رجب فوق صفيح ساخن» و«جفت الدموع». وقدم العديد من الأفلام التليفزيونية «رجل اسمه عباس» و«إنهم يسرقون عمرى». كما شارك في بطولة مسلسلات «الأيام» و«أحلام الفتي الطائر» و«برج الحظ». عشق محمود المليجى الفن وشاء القدر أن يموت أثناء تصوير فيلم «أيوب» مع عمر الشريف وصعدت روحه إلي بارئها يوم 6 يونية 1983.