مواجهة شبح الأمية صار من الأمور الواجبة فى مجتمعنا المصرى خلال الوقت الراهن تزامنا مع مبادرات القيادة السياسية للارتقاء بالوطن والنهوض به ورفع معدلات التنمية فيه. ففى محافظة القليوبية وصلت النسبة إلى 25.2 % وتتركز فى عدد من المراكز بما ينعكس على المشروعات التنموية ويرفع من نسبة بعض المشكلات داخل عدد من القرى. حيث طالب أشرف بدوى، مدير عام هيئة تعليم الكبار بمحافظة القليوبية بتعديل التشريعات المتعلقة بالأمية ووضع الضوابط والقواعد الملزمة للدارسين لمحو أميتهم بأنفسهم تزامناً مع خطة التنمية الشاملة مصر 2030 والتى يرعاها الرئيس عبدالفتاح السيسى وربط بعض الخدمات بشهادة الحصول على محو الأمية فحتى يحدث التعلم يجب ان تلتقى رغبة المعلم والمتعلم فى هذا الصدد حتى نصل الى مرحلة الصفر الافتراضى. كما طالب بمشاركة الجامعات فى محو الأمية بشكل كبير والزام كل طالب بالكليات النظرية بمحو أمية شخصين فعلى سبيل المثال يوجد فى جامعة بنها قرابة 28 ألف طالب بما يعنى أن 56 أميا ستمحى أميتهم خلال عام وسنصل الى الصفر الافتراضى خلال أقل من 4 سنوات فى محافظة القليوبية والتى تبلغ نسبة الأمية بها 25.2% بما يعادل 850 ألف أمى يتركزون فى عدد من المراكز منها شبين القناطر والخانكة وقليوب وعدد من القرى منها منشأة الكرام والقلزم وطحوريا بنها وجزيرة بلى وعرب السبعات وعرب اسماعيل فببساطة كلما بعدت القرى عن المدنية، زادت نسبة الأمية. وأكد بدوى ضرورة العمل على وضع حد للتسرب من التعليم حيث ان هيئة تعليم الكبار تعمل فى الفئة العمرية من 15 عاماً فالسن الأعلى وما زال منبع الأمية قائماً فكلما أغلقنا منبعا ظهر آخر وبالتالى يجب مواجهة التسرب من التعليم وتقليل الكثافات ورفع المستوى الاقتصادى ورعاية الأسر الفقيرة ومساعدة الدولة التى تعمل بشكل حقيقى فى هذا الاتجاه من خلال مشروع تكافل وكرامة الذى تتبناه وزارة التضامن الاجتماعى. وأوضح أشرف بدوى ان المحافظة يوجد بها 1800 فصل دراسى تعمل فى مجال محو الأمية فى 12 إدارة تابعة لهيئة تعليم الكبار يعمل بها قرابة 1850 معلما ونعمل أيضا بالشراكة مع كافة المؤسسات ومنها المشاركة فى القوافل الطبية التى تنظمها وزارة الصحة وحصر الأميين بالقرى وعمل امتحانات قياس مستوى لهم ثم البدء فى برامج تعليمهم حيث تم الانتهاء من دورة أكتوبر على مستوى المحافظة والتى بلغ عدد الناجحين فيها 5542 دارساً على مستوى 12 إدارة. من جانبه، طالب الدكتور إبراهيم راجح مستشار وزير التعليم العالى الأسبق بإطلاق أكبر مشروع قومى برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى بمشاركة جميع الوزارات والمؤسسات المعنية والجامعات والمدارس والهيئات لمواجهة الأمية واعتبار عام 2020 هو عام القضاء على الأمية. من جانبه، قال سامى سرحان نائب رئيس اللجنة العامة للوفد بالقليوبية رئيس اللجنة النوعية للثقافة بحزب الوفد وعضو اتحاد الكتاب ان مشكلة الأمية تمثل كارثة بكل المقاييس تترتب عليها الكثير من المشكلات المزمنة كالعنف بشتى أنواعه سواء العنف الأسرى أو العنف ضد المرأة أو العنف بين المواطنين وبعضهم البعض والتعصب والمشكلات الاجتماعية الأخرى مثل كثرة الإنجاب وارتفاع نسبة البطالة، مطالباً بتكاتف كافة مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى لمواجهتها. أما المستشار ممدوح سراج سكرتير عام الوفد بالقليوبية فقال إن الأمية سبب رئيسى فى ارتفاع معدلات النمو السكانى والبطالة، وكافة الظواهر الاجتماعية السلبية. مطالباً بوضع خطة حقيقية لتكون بمثابة مشروع قومى ويتم تنفيذه بخطوات ثابتة حتى القضاء على تلك الظاهرة. وعقب سراج قائلاً إن أبرز أسباب تفاقم ظاهرة الأمية، هو التقاعس الملحوظ فى التعاون بين بعض الجهات المعنية بعلاج مشكلة الأمية.