وقع مزارعو بحر الجرجبة بمحافظة الفيوم بين براثن الإهمال والفساد وانعدام الرقابة من قبل مسئولى المحافظة بعد أن تعرضت أراضيهم إلى البوار نتيجة شبح مياه الرى وانعدامها فى غالبية الترع والنهايات ما يهدد أراضيهم التى تتميز بخصوبتها العالية وجودة محاصيلها. ونبدأ معاناة أهالى الجرجبة بعد أن قامت العديد من الشركات الوهمية بالاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضى أملاك الدولة وسرق المياه لزراعتها والتعدى على قوق الغلابة من المزارعين. من خلال نقل مياه الرى عبر خطوط وتركيب ماكينات رى لزراعة الأراضى التى تم الاستيلاء عليها بالمخالفة للقانون وبيعها لتحقيق أعلى عائد مادى للشركات. ورغم أن الأراضى التى تم الاستيلاء عليها تقع ضمن زمام محافظة بنى سويف، فإنها تروى من مياه بحر الجرجبة الذى تقع ضمن حصة مياه النيل لأراضى الفيوم. الجميع يقف مكتوفى الأيدى من المزارعين الذين لم يوفروا جهداً فى إبلاغ المسئولين لإنهاء معاناتهم وإنقاذ الأراضى. لكن دون جدوى أو تصحيح مسار المياه حتى نروى أراضيهم لتمنحهم الحياة مرة أخرى فى إنتاج المحاصيل الزراعية وبالرغم من كل هذا تستمر التعديات وتمتد خطوط المياه الضخمة التى تنهب حقوق المزارعين فى محافظة الفيوم. ويقول عزام ابوغزالة من مزارعى بحر الجرجبة: نحن نعيش مأساة حقيقية عقب بوار أرضنا وتصحرها بسبب سرقة حقنا فى مياه الرى الخاصة بمساحة «7500» فدان من أجود الأراضى الزراعية ضمن زمام ثلاث جمعيات زراعية هى جمعية الحجر الزراعية وجمعية المحمودية وجمعية الإصلاح الزراعى وتوجهنا بالشكاوى إلى رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الرى وكذلك المحافظين الذين تولوا المسئولية واخذنا العديد من الوعود بإنهاء المشكلة وإزالة خطوط المياه المخالفة وهناك قرارات من المحافظة بمصادرة تلك المعدات وإزالة خطوط المياه ولكنها حبيسة الأدراج ولم يتم تنفيذها حتى الآن وحصلنا على العديد من تقارير خبراء الوزارات الذين أكدوا حجم المأساة التى نتعرض لها دون النظر إلى هذه التقارير ويقول أحمد أبوزريعة من أهالى قرية الحجر مأساة بحر الجرجبة بدأت منذ عدة سنوات وعقب استيلاء الشركات الوهمية وأباطرة أملاك الدولة على مساحات واسعة من الأراضى الصحراوية وقيامهم بسرقة المياه من بحر الغرق الرئيسى وبحر الجرجبة والمسئولين عن الرى بالفيوم عجزوا عن إيجاد حل لهذه الكارثة التى حلت على المزارعين حتى وصلنا إلى مرحلة الجفاف وبوار رقعة من أجود الأراضى الزراعية بالفيوم. وأضاف أن المزارعين يعانون من تصحر الأرض وموت الزرع وحتى النخل مات واقفا بسبب شح المياه وتسبب كل هذا فى القضاء على الثروة الحيوانية مصدر رزقنا الوحيد وأمورنا تزداد سوءاً والقرارات تصدر ولا يتم تنفيذها. وأكد وليد ابوجليل أن معاناة الأهالى ازدادت سوءا عقب عودة الشباب من ليبيا وأصبحوا ليس لهم مصدر رزق سوى الزراعة والثروة الحيوانية ولكنهم فوجئوا بأباطرة أملاك الدولة وهواة الثراء السريع يتغولون عليهم ويستولون على حصتهم من مياه الرى دون النظر إلى هؤلاء البسطاء ولا إلى الأراضى الخصبة والأشجار التى يبست بسبب شح المياه دون أدنى رقابة من مسئولى الرى والإدارة المحلية والذين اتبعوا سياسة الكيل بمكيالين فى التعامل مع تنفيذ الإزالات لخطوط المياه الضخمة التى تنقل مياه بحر الجرجبة إلى أراضى أملاك الدولة التى استولى عليها أصحاب النفوذ ويتم تنفيذ الإزالات على الورق بالرغم من صدور العديد من الأحكام القضائية والقرارات الملزمة بإزالة هذه الخطوط وما زلنا ننتظر أن تعود الأرض الخصبة إلى سابق عهدها رحمة بالمزارعين الذين ضاقوا ذرعاً مما حدث لهم ومن الخراب الذى حل بهذه المساحات الخضراء التى تحولت بفعل فاعل إلى صحراء.