فرضت الدراما التركية نفسها بفعل فاعل علي جميع الفضائيات المصرية دون استثناء وتخطت مرحلة الظاهرة لتتحول لواقع مستمر وأصبحت مثل «عفريت العلبة».. تفرض دراما مختلفة في الشكل والصورة والمضمون وكأن وراءها تنظيما تركيا قويا تقدم ثقافة وسياحة وعادات هذا المجتمع وهي مدعومة بمساندة حكومية كبيرة لدرجة أن وزارة السياحة التركية تدعم الدراما بما يقرب من 50 مليون دولار كما يقال بهدف تصدير الجمال والسياحة التركية للعالم العربي خاصة مصر. الغريب والمثير أن هذه الدراما بما تقدمه من عادات لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا المجتمعية والدرامية بما تحمله من تحرر في الملابس والقبلات والأحضان وصور مرفوضة جملة وتفصيلا في الدراما المصرية ويمكن أن تقوم الدنيا ولا تقعد عندما نري جزءا بسيطا منها في المسلسلات المصرية. لكن هذه المسلسلات التركية التي تجنح للرومانسية بشكل كبير وهي منطقة مفقودة في الدراما المصرية الأمر الذي جعلها تجذب الشارع المصري بالصورة الرومانسية والمناظر الجميلة المقصود ظهورها في خلفية هذه المسلسلات بقدر ما تحمله هذه الأعمال التي تمثل غسل عقول وعيون للمشاهد المصري من مشاهد رومانسية فهي لا تخلو من مشاهد متحررة تتخطي كل القيم والعادات والتقاليد المصرية مثلما تظهر به بطلة مسلسل «حريم السلطان»، مريم ومثلما يظهر في معظم المسلسلات التي تعرض بكثافة علي قنوات الحياة والنهار وcbc ودريم وغيرها من الأسماء التي غزت مصر بكثافة بعد نجاح مسلسل «نور ومهند» وهذه المشاهد المتحررة والجريئة أحيانا لم تشغل بال «مدعي» الهداية والفضيلة الذين يتربصون بالدراما والفن المصري.. وصمتوا أمام طوفان الدراما التركية في العالم العربي ومصر تحديدا وأصبح بديلا مهما لموسم رمضان لدرجة أن بعض القنوات بدأت تعلن عما لديها من جديد «تركي» قبل انتهاء شهر رمضان وهناك تنافس كبير جدا فيما بينها لعرض التركي والغريب أن المسألة تخطت عرض المسلسلات ووصلت لمرحلة شراء الأفلام التركي مثلما تعرضه قناة cbc وفي الطريق أيضا دراما هندية بعدما اختفت دراما الأجزاء الأمريكية واليابانية والمكسيكية وهذه النوعية من الدراما لا تكمن خطورتها بتهديد عرش الدراما المصرية فقط ومحاصرتها باستثناء شهر رمضان لكن خطورتها أيضا في الرسالة الضمنية التي تهدف لبثها وزعزعة قيم وتقاليد الشارع المصري بما لها من تأثير سلبي علي القيم والأخلاق والدين بتحررها الزائد وجرأتها غير المألوفة ولا نري مثلها إلا في السينما فقط. فوزي: تهدد صناعة الدراما المصرية وتحمل مشاهد ساخنة لا تناسبنا المنتج محمد فوزي يري أن هذه الظاهرة أصبحت خطيرة وتؤثر بشكل كبير علي الإنتاج الدرامي المتبقي من شهر رمضان الماضي ولا يجد وقتا مناسبا في الفضائيات لعرضه بسبب التسابق لعرض التركي والذي أصبح جاذبا للإعلان والقنوات. وأضاف: الغريب أن هذه المسلسلات لم يعد سعرها رخيصا بل غالية في البيع لكن تدعمها وزارة السياحة التركية بمبالغ كبيرة بهدف تصدير السياحة التركية مغلفة في شكل مسلسلات في الوقت الذي نعاني فيه نحن كصناع دراما من التصوير في أماكن سياحية أو أثرية وتحتاج لإجراءات طويلة ورسوم عالية فالموضوع بجد يحتاج لوقفة من جميع الجهات خاصة الفضائيات التي أصبحت تستحسن الدراما التركية بكل ما تحمله من جديد في الشكل والعادات والمشاهد الساخنة أحيانا والتي لو قدمتها الدراما المصرية لقامت الدنيا ولم تقعد. ميرفت أمين: تهدف لتصدير السياحة التركية النجمة ميرفت أمين أكدت أنها لا تشاهد هذه الدراما ولا تفضل البقاء أمامها لكن كما تقول: أسمع عن تأثيرها في الشارع المصري وعرضها بكثافة في الفضائيات وهي طبعا مدعومة من بلدها بهدف تصدير السياحة لكن أثق في قدرة الدراما المصرية علي مواجهتها وفي النهاية لن تستمر طويلا لأنها تمثل ظاهرة جديدة سرعان ما تنتهي لأننا كشعب مصري أصيل صعب نتجاوب طويلا مع هذه النوعية الغريبة بعاداتها وتقاليدها والمسألة تحتاج لتنظيم من الفضائيات المصرية لإعادة عرض الأعمال التي تزاحمت في شهر رمضان وعندنا نجوم أكثر جذبا من نجوم الدراما التركية خاصة من الشباب مثل أحمد عز والسقا وكريم عبدالعزيز ومنة شلبي وليلي علوي وغيرهن من النجوم والنجمات يعشقهن الجمهور المصري وينتظر وجودهن مع النجوم الكبار الذين أثروا الشاشة في رمضان مثل نور الشريف والفخراني ومحمود عبدالعزيز وغيرهم. خطاب: ليس لنا سلطة علي الفضائيات والمسألة تحتاج لتصويب تشريعي "إجازة هذه الأعمال رقابيا للأسف غير موجودة في مصر ولا تخضع لجهاز الرقابة علي المصنفات وتعرض مباشرة علي الفضائيات التي لا تخضع للرقابة الفنية لتبعيتها لوزارة الاستثمار ووزارة الإعلام"، هكذا بدأ الدكتور سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات قوله موضحا: للأسف ليس لدينا أي صلاحيات للرقابة علي الأعمال التي تعرض علي الفضائيات من الدراما التركية لأن الفضائيات تخضع لقوانين المناطق الحرة التابعة لوزارة الاستثمار ووزارة الإعلام، وفي رأيي هذا يحتاج لمظلة تشريعية تخضع لمؤسسة واحدة وقانون واحد ومعايير لا تفاضل بين ما هو مصري وما هو غير مصري.. وأضاف: أري أن الرقابة علي الفضائيات تحتاج لتصويب تشريعي خاصة لأن الدراما التركية التي تعرض بكثرة فيها بها الكثير من المستويات الأخلاقية المغايرة لتقاليدنا خاصة أن مصر من أكثر الدول المحافظة علي القيم والثقافة بها محتاجة لضوابط خاصة، وأضاف: الغريب أننا نطالب الأممالمتحدة بتطبيق معايير لحماية الأديان في الوقت الذي نترك فيه مؤسسات مثل الفضائيات غائبة عن رقابة الدولة وتصورهم عن الرقابة لا يخرج عن مجرد القمعية وفكرة طرح رقابة علي الفضائيات اتهام بالمنع والقمع. وأضاف: سنطرح مع قدوم مجلس الشعب القادم مشروع تعديل مؤسسة الرقابة علي المصنفات الفنية وتطويرها بما يتناسب مع فلسفة العصر والتقنيات الحديثة والعمل علي اعتبار أننا نعيش في قرية صغيرة بسبب ظروف «العولمة» وهو قانون جاهز منذ 3 سنوات لكن للأسف الأحداث المتتالية في البلد عطلت إصداره وسنعيد طرح المشروع برؤية مجتمعية جديدة علي المثقفين والمبدعين ورغباتهم في الحفاظ علي الصناعة وبما لا يمثل قمعا علي المجتمع وسنبدأ قريبا مناقشات حول القانون مع النقابات الفنية ولجنة السينما بالمجلس الأعلي للثقافة حتي يكون هناك حالة من تكامل الرؤي للمبدعين والمثقفين ونأمل أن يري النور في المجلس النيابي القادم.