خبيرة أسواق المال ل"فيتو": البورصة في فترة تصحيح وضريبة الأرباح الرأسمالية سبب تراجع المؤشرات    ما أسباب خصم الرصيد من العدادات مسبقة الدفع بالمنازل والمحال المغلقة؟ الكهرباء تجيب    محافظ الدقهلية: تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال يحقق الانضباط في الشارع    وزير المالية الإسرائيلي: المبادرة المصرية تشكل خنوعا إسرائيليا خطيرا وانتصارا كارثيا لحماس    ثلاثة لاعبين في قائمة برشلونة لتدعيم خط وسط الفريق    محافظ قنا يعلن الطوارئ وغلق الطرق السريعة لحين استقرار الأحوال الجوية    هشام عباس وعلي الحجار والكابو يشاركون بحفل مصطفى قمر في الشيخ زايد (صور)    خبير: غموض موقف ضريبة الأرباح الرأسمالية يهدد بخسائر فادحة للبورصة    رئاسة COP28: نحرص على تعزيز التعاون الدولي لإنجاز عمل مناخي فعال وداعم للتنمية    الري: الإسراع في برنامج تطهير الترع استعدادا لفترة أقصى الاحتياجات    تعليم النواب: رصدنا تحصيل بعض المدارس رسوما من الطلاب لتصوير الامتحانات الشهرية    الاحتلال يمنع الفلسطينيين من صلاة الجمعة بالأقصى .. وبيان عاجل ل حماس    شركة أمبري البريطانية تعلن عن حادث قرب المخا اليمنية    مسؤول يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا.. فيديو    تكريم الطالب كريم عبد الرازق في ختام فعاليات مهرجان الأنشطة الطلابية الأول بجامعة السويس    خليفة كلوب.. ليفربول وفينورد يضعان اللمسات الأخيرة بشأن آرني سلوت    بتفوقه على الأهلي والزمالك.. بيراميدز يتوج بطلًا لدوري الجمهورية 2009 (فيديو)    موقف مفاجئ من مبابي لحسم انتقاله إلى ريال مدريد    فانتازي يلا كورة.. الثلاثي الذهبي في أرسنال    أداء الفرسان مشرف.. برلمانية: مدينة مصر للألعاب الأولمبية فخر لكل العرب    أوقاف القليوبية : افتتاح 16 مسجدا خلال 4 أشهر    "كتيبة إعدام" قتلت "جهاد".. ضبط المتهمين بإشعال النار في طفلة انتقامًا من أسرتها بالفيوم    بيان عاجل من جامعة حلوان بشأن حالة الطالبة سارة هشام    برقم غير متوقع .. مي كساب تبرز رشاقتها بهذه الإطلالة من دبي    ماجدة الرومي تبدأ حفلها بقصر عابدين بكلمة في حب مصر.. صور    بإقبال كبير.. اختتام فعاليات القافلة الثقافية بالبحيرة    خطبة الجمعة من سيناء| د. هشام عبدالعزيز: حسن الخلق أثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة وهذه أهم تطبيقاته في الإسلام    فضل المشي لأداء الصلاة في المسجد.. لن تتخيل ماذا أعد الله للمؤمنين    الصحة: إجراء الفحص الطبي ل مليون و688 ألف شاب وفتاة ضمن مبادرة "فحص المقبلين على الزواج"    لقاح شينجريكس.. تفاصيل طرح مصل جديد للوقاية من الإصابة بالحزام الناري.. صور    بالصور- نجاح أول جراحة لتركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية في بني سويف    بعد غياب.. ملتقى القاهرة الأدبي في دورته السادسة يعقد مناقشاته حول المدينة والذاكرة    في ذكرى ميلاد الراحلة هالة فؤاد.. لماذا حاول أحمد زكي الانتحار بسببها؟    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    «مياه دمياط»: انقطاع المياه عن بعض المناطق لمدة 8 ساعات غدًا    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    المفتي: ثورة 30 يونيو كانت تحريرًا لأرض مصر من أفكار خاطئة (فيديو)    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    الخارجية الأمريكية تعلق فرض عقوبات على كتيبة "نتساح يهودا" الإسرائيلية    البيت الأبيض يواصل مساعيه للإفراج عن المحتجزين فى قطاع غزة رغم رفض حماس    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للإسكواش ويستعد لمواجهة حامل اللقب "على فرج"| فيديو    وفد جامعة المنصورة الجديدة يزور جامعة نوتنجهام ترنت بالمملكة المتحدة لتبادل الخبرات    عاجل| مصدر أمني: استمرار الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي للوصول لصيغة اتفاق هدنة في غزة    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    قبل شم النسيم.. الصحة توجه تعليمات شديدة الأهمية للمواطنين    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    منها «ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن».. 7 أهداف للحوار الوطني    مواصفات امتحان اللغة العربية لطلاب الصف الثالث الثانوي 2024 (تفاصيل)    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سمير سيف صاحب «سوق المتعة » السينمائية

ها هو ذا سمير سيف يؤثر الرحيل قبل أن ينتهى العام؛ حارمًا عالم السينما من تنوعه وقدرته الفائقة على التنقل بين كل أنواع العمل السينمائى؛ وهو القادر بكل حرفية على تقديم كل نوع بشكل متكامل بكل تفاصيله؛ بأبعاده المحسوبة بدقة مستخدمًا كل أدوات السينما ليبهرك ويمتعك.
سمير سيف فى مشواره الطويل كان صانعًا للأفلام بالمعنى الحقيقى للكلمة؛ كان يعمل على رؤيته لأسابيع وشهور وسنوات قبل أن تتحرك الكاميرات؛ وكأنه يصيغ بالضوء الفكرة المكتوبة ويحولها إلى مرئية؛ وبالتالى يتخيل كل لقطة قبل أن ينفذها، ويشعر بكل كادر من البداية إلى النهاية؛ أحيانًا يفضل أن تأتى مشاعر أبطاله مباشرة كما فى "قطة على نار" وهذا النوع يقول أكثر مما تنطقه الكلمات.
فى أفلام الحركة التى قدمها وهى كثيرة؛ أنت تلهث وراء كاميرته؛ ومع الأعمال الكوميدية يصبح أكثر مرحًا؛ ولاتخلو أعماله من اللحظة الرومانسية التى يمكن أن تميزها بالكثير من صعود وهبوط العلاقة بين أبطاله.
سمير سيف قادر ومتمكن من مزاج فيلمه بالعديد من الأسئلة؛ التى قبل أن نجد لها اجابات نتأملها بشكل عام، وأيضًا عند النظر فى مشاهد معينة نتفهم ما وراء الأحداث، وهذا ما يبدو واضحًا فى نهاية فيلم الغول؛ لغته السينمائية أقل غموضًا من الكثيرين؛ ولكنها مبنية على التشويق.
ولأن صناعة الأفلام صناعة معقدة يساهم فيها لاعبون مختلفون، لكن يظل المخرج هو صاحب البصمة وهذا ما نستشعره مع سينما سمير سيف. إنه القادر على استقطاب المشاهد إليه؛ والمستطيع التعامل مع نجوم كاتبى السيناريوهات وعلى رأسهم وحيد حامد؛ والمتفرد فى تغيير جلود الممثّلين كما حدث مع العمالقة أحمد ذكى؛ نور الشريف؛ وعادل أمام.
إنه المتمكن من عمل فريق عمل متجانس من الكثير من الفنانين والتقنيين الذين يعملون وراء الكواليس، فيحفّزهم ليتجاوزوا حدود الإبداع ويجعلوا ما يبدو مستحيلاً ممكناً.
تستوقفنى كثيرًا الاعمال التى قدمها سمير سيف مع وحيد حامد؛ فكل عمل له طبيعته الخاصة ومفرداته المختلفة ورسالته التى تتجاوز العمل بكثير. ففيلم «ديل السمكة» فيلم اجتماعى عام 2003، عن كشاف للنور يتجول فى أنحاء المدينة، وحدثت مفارقات كوميدية قوية عديدة أمسك بتفاصيلها المكتوبة فى السيناريو وحولها إلى شخصيات من لحم ودم مما جعل الكوميديا تنبع من عمق المأساة، وخصوصًا عندما يكتشف المهنة الأصلية لنور خطيبته لنرى المجتمع المتفسخ الذى يعيش فيه، وكان متفردًا فى قدرته على إظهار تلك التقاطعات الدرامية والقصص الجانبية، التى صاغها «وحيد حامد». حتى مشهد النهاية مستخدما full shot مع ترديد إحدى رباعيات الشاعر الراحل (صلاح جاهين) حتى يختفى تمامًا فنسمعه يقول:
فى يوم صحيت شاعر براحة وصفا
الهم زال، والحزن راح واختفى
خدنى العجب، وسألت روحى سؤال
أنا متّ، ولاّ وصلت للفلسفة
وفى 2 فبراير سنة 2003. تم إصدار فيلم «معالى الوزير». بطولة الفنان الراحل أحمد زكى. تأليف وحيد حامد. عن رجل تم اختياره بالصدفة فى أحد التغييرات الوزارية. ولم يكن هو المقصود. لكنه جاء نتيجة تشابه فى الأسماء. ومع ذلك صمد. واستمر طويلا فى منصبه. رغم فشله وقدراته المتواضعة. إلا أنه بارع فى نسج علاقات مع المسئولين الكبار. بالطبع ما سرده وحيد حامد بسيناريو الفيلم لم يكن خياليا؛ لذلك عبّر سمير سيف عما يدور فى الخلفيات من كواليس القصة بأدق تعبير؛ فشخصية الوزير جعل أحمد ذكى يقدمها بأفضل طريقة ممكنة؛ وكأنه برتوريه سينمائى لمعترك عالم الوزراء والفساد المالى والإدارى الذى يحدث فى الوزارات المصرية، والذى طرحه سينمائيًا بقدر عال من الحكمة والجرأة.
وفى الغول مع (عادل إمام) سيناريو وحوار وحيد حامد ، فنحن أمام صحفى بإحدى الصحف الكبرى، ذات مساء وفى إحدى الحانات التى يتردد عليها يرى نشأت الكاشف (حاتم ذو الفقار) ابن رجل الأعمال المعروف فهمى الكاشف (فريد شوقى) وهو يقتل عامل البار مرسى ويصيب الراقصة نادية بعد أن رفضت المبيت بشقته، ويقرر عادل إبلاغ الشرطة لكن فهمى الكاشف يتمكن بنفوذه من إبعاد التهمة عن ابنه، إلا أن عادل ينجح فى الوصول إلى نادية الشاهدة الوحيدة والتى بالفعل تدلى بأقوالها، ويُقدم نشأت للمحاكمة، فى حين يقع عادل فى غرام مذيعة التليفزيون مشيرة (نيللى) ابنة فهمى الكاشف من زوجته القديمة، وتمر الأيام ويحين صدور حكم المحكمة الذى يصدر ببراءة نشأت، حينها يصاب عادل بالإحباط، ويقتل فهمى الكاشف بواسطة البلطة وسط رجاله. لقد منح سمير سيف حينذاك عادل إمام واحدًا من أقوى أدواره فى السينما، دورًا مليئًا بالمواقف المختلفة والمشاعر المتضاربة وأخرج منه أجمل ما فيه؛ ووظف مجهوده بشكل كبير، حتى أنه جعل المشاهد يتعاطف معه بدرجة كبيرة، ويقبل حله الفردى؛ وبذلك تمكن سمير سيف من طرح رؤية مثيرة وجريئة للقضية؛ من خلال أحداث متصاعدة دراميًا حتى تصل إلى ذروتها فى النهاية، كل ذلك كان من خلال عمل مخرج يملك أدواته ليعطى تصورًا لبعض جوانب الفساد الاقتصادى والاجتماعى وسيطرة المادة التى يمكن بواسطتها شراء كل شىء فى ظل سياسات الانفتاح الاقتصادى والتى كانت بدورها هى جوهر النظام الرأسمالى، إلا عندما يستيقظ الضمير الإنسانى رافضًا هذه المساومة... وفى الحقيقة أن مشهد قتل عادل لفريد شوقى ظل محور نقاش حتى الآن، فبعد أن ضُرب الغول على رأسه سمعناه يصرخ (مش معقول، مش معقول) وهو
يتراجع إلى الخلف متأثرًا بالضربة التى قضت عليه، ثم الفوضى التى أعقبت ذلك؛ وبذلك نخرج من فكرة القضاء على قانون ساكسونيا إلى قانون الغاب؛ منتهى العمق والرؤية السينمائية التى تطرح الأسئلة المحيرة.
وفى الراقصة والسياسى قصة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، والقصة تتناول بعض أنواع الظلم والتعسف فى استعمال السلطة وضياع الأخلاق. ومن غير شرعية للعلاقة بين السياسة وراقصة معروفة والكشف عن أسرار وخبايا كبار المسئولين فى الدولة. بطولة الفنانة نبيلة عبيد وصلاح قابيل ومصطفى متولى؛ وهو لقاء جديد مع عالم وحيد حامد للدخول فى معترك وخفايا الحياة السياسية والفيلم نقلة نوعية فى اداء نبيلة عبيد؛ واستغراقه فى تفاصيل فنية من سمير سيف جعلت المشاهد يعيش تصاعد الأحداث بكل جوارحه.
سوق المتعة إنتاج عام 2000، بطولة محمود عبد العزيز، إلهام شاهين وفاروق الفيشاوى. تدور حول أحمد حبيب الذى يخرج من السجن شخصًا غريب الأطوار، يميل دائمًا إلى ممارسة هواياته العجيبة بمتعة لا مثيل لها، مثل تنظيف دورات المياه، والحنين دومًا إلى رفقاء السجن، وتتحقق له تلك الرغبات جميعًا وغيرها عندما يلتقى فى حمام شعبى زعيم العصابة، حيث يفاجئه أنه باستثمار سنوات سجنه يتضح أن له مكافأة تقدر بسبعة ملايين جنيه!، ولكن بشرط واحد مرتبط ببقائه على قيد الحياة، وهو عدم التفكير حتى فى السؤال عما يخص تلك العصابة. يبدأ أحمد حبيب فى التعويض عما فاته من سنى عمره المُهدرة، بالاستمتاع بكل ملذات الحياة، حتى يدرك أحمد فى النهاية أنه غريب عن المجتمع الذى يحيا فيه بجسده فقط، فيقرر الخروج عن المحظور ويفتح على نفسه أبواب جهنم بطلبه مقابلة كبير العصابة التى حولته إلى تلك الصورة الحيوانية. مشهد النهاية قدم بإتقان وفهم رائع من سمير سيف لمعنى الحياة داخل الإنسان؛ مشهد نفذ بإتقان وحرفية فنان. وكأنه يتنبأ بانهيار دولة الفساد والانحراف ووضع أصابعه على الجراح بل وأشار اليه محترف سينما بأسرع الطرق وأكثرها حرفية مع اللأدلة والقرائن، وبشكل غير متطابق بالكامل ولكنه قد يكون بمثابة تكملة لما أراد قوله مع وحيد حامد فى فيلم الراقصة والسياسى.
ومن أفلامه الرائعة "المتوحشة" إنتاج 1979، بطولة سعاد حسنى ومحمود عبد العزيز وليلى فوزى وتوفيق الدقن ورجاء حسين، ورغم أن الفيلم لم يحقق النجاح المرجو إلا أن بصمة سمير سيف كانت واضحة، فالعمل الاستعراضى كان به قدر هائل من مناقشة العديد من الأفكار.
ومع سعاد حسنى ونور الشريف كان فيلم غريب فى بيتى الذى يحتوى على المشاهد التى لا تمحى من ذاكرة السينما المصرية، والذى ظهر فيه نور الشريف بدور «كابتن شحاتة أبوكف» لاعب كرة القدم بنادى الزمالك، وتدور أحداث الفيلم حول صراع على الشقة السكنية، ومن ناحية أخرى محاولات بعض لاعبى كرة القدم المنافسين لكابتن شحاتة أبوكف فى الإيقاع به فى فخ العلاقات النسائية لتشتيت تركيزه. واستعانوا فى هذه المحاولات بالفنانة هياتم، لإغراء «أبو كف» حتى أن الفنان حسن مصطفى الذى لعب دور المسئول عن «أبو كف» وجه للفنانة هياتم جملة ما زال الجمهور يرددها إلى الآن: «أنت السبب فى سوء حالة المنتخب القومي».
أما فيلم المشبوه إنتاج سنة 1981. من إخراج سمير سيف، وتأليف إبراهيم الموجى، بطولة عدد كبير من النجوم المصرية مثل عادل إمام، سعاد حسنى، سعيد صالح، فاروق الفيشاوى، فؤاد أحمد، على الشريف، كريم عبد العزيز. ويعتبر الفيلم واحدًا من أفضل أفلام عادل إمام وأول لقاء يجمع بين الفنان عادل إمام، الفنانة سعاد حسنى، حيث كان فيلم حب فى الزنزانة اللقاء الثانى بينهما. وكان المنتج يود فى البداية تغيير المخرج سمير سيف واستبداله بمخرج آخر، فهدد عادل إمام بالانسحاب من الفيلم لو حدث ذلك؛ الطريف أن المخرج سمير سيف، حاول تحويله لمسلسل ولكن كانت هناك مشكلات عديدة أهمها العثور على ممثلين فدائيين، كما كان يقول سمير سيف؛ لأن الناس ارتبطت أذهانهم بالعمل الأصلى.
وفى النهاية سمير سيف ليس فقط إحدى ايقونات السينما المصرية؛ ولكن أيضًا اكثر العاملين بها دماثة فى الخلق وقدرة على احتواء الجميع وربما يبدو هذا من حالة الحزن والهلع المصاحبة لموته المفاجئ.
صاحب مدرسة الفن السينمائى الراقي
نجح باحترافية شديدة وموهبة كبيرة أن يصنع اسمًا مميزًا وسط جيل العمالقة من كبار المخرجين فى الجيل الأوسط للسينما، وأقنع بتمكنه الشديد كل نجوم جيله، وعمل مع معظمهم، وأهم مثل عادل إمام الذى قدم معه سلسلة من أهم أفلامه وكذلك مع النجم الراحل نور الشريف، ونبيلة عبيد وأحمد ذكى وقدم عشرات الأفلام فى السينما
كانت تحمل بصمة موهبته وتمكنه كمخرج متميز فى عالم السينما وأيضا فى الدراما، رحل وترك ميراثًا من الفن الراقى هو المخرج الكبير الدكتور سمير سيف، سيف كان معلمًا للأجيال وتتلمذ على يديه الكثير من المبدعين فى عالم الإخراج.
للراحل أعمال بارزة على الشاشة الفضية وله بصمة مميزة فى عالم الإخراج السينمائى والتليفزيونى، وأن أعماله شكلت جزءا هاما من ملامح الفن السابع باعتبارها نماذج إبداعية خالدة ستظل محفوره فى وجدان الوطن العربى.
المخرج الراحل سمير سيف، كان يشغل منصب رئيس المهرجان القومى للسينما وتخرج فى المعهد العالى للسينما عام 1969 بتقدير امتياز وتم تعيينه بالمعهد، عمل مساعدًا فى بداياته الفنية لعدد من كبار المخرجين مثل شادى عبدالسلام، يوسف شاهين وحسن الإمام، وذكرت إدارة مهرجان الإسكندرية لسينما البحر المتوسط أن المبدع الراحل سمير سيف قدم أعمالًا شديدة التميز مع كبار النجوم منها «المشبوه»، «النمر والأنثى»و»الهلفوت»و»احترس من الخط» و»شمس الزناتى» مع النجم الكبير عادل امام وتعاون مع النجم الكبير الراحل محمود عبد العزيز فى فيلم «سوق المتعة»، ومع النجم الكبير الراحل أحمد زكى فى فيلم «معالى الوزير»، مع النجم الكبير الراحل نور الشريف فى فيلمى «غريب فى بيتى» و«عيش الغراب».
وقدم أعمالًا مهمة مع باقى نجوم جيله منهن نبيلة عبيد فى فيلم الراقصة والسياسى، وقدم عشرات الأفلام السينمائية المهمة التى كانت تقدم نماذج مختلفة ما بين الاكشن الذى تميز فيه مع الزعيم عادل امام مثل أفلام النمر والانثى والمشبوه ونور الشريف والسينما السيكولوجية مع الراحل محمود عبدالعزيز فى فيلم سوق المتعة وسينما الكوميديا وكان صاحب حس سينمائى ودرامى وفنى متميز ومختلف، وكان وسيظل صاحب بصمة فنية راقية ورؤية اخراجية جديدة وكان متميزا فى كتابة السيناريو والحوار أيضًا ولا نملك إلا أن نقول وداعًا صاحب مدرسة الفن الراقى عشت فى هدوء وصمت ورحلت فى هدوء وصمت.
دكتور أفلام الحركة
المخرج الكبير سمير سيف، حفر اسمه في مقدمة صفوف المخرجين العرب والمصريين الذين قدموا أعمالًا شديدة التميز مع كبار النجوم، مثًل رحيله يوم الثلاثاء الماضى، صدمة كبيرة فى قلوب محبيه، حيث وافته المنية وهو يمارس الإخراج وتدريس فنونه فى الجامعات الأجنبية فى مصر، وكان يستعد لتقديم رائعته فيلم المشبوه فى عمل تليفزيونى، لكن الموت كان أقرب له.
المخرج الراحل قدم علامات فارقة فى تاريخ السينما المصرية، فكانت انطلاقته الأولى مع النجم نور الشريف من خلال فيلم «دائرة الانتقام»، ثم تعاون الثنائى فى فيلمى «غريب فى بيتى» و«عيش الغراب»، كما تعاون مع النجم الكبير الراحل محمود عبد العزيز فى فيلم «سوق المتعة»، ومع النجم الكبير الراحل أحمد زكى فى فيلم «معالى الوزير»، وكانت مرحلة عمله مع عادل إمام الأبرز فى مشواره بدأها بفيلم «المشبوه»، وبعد النجاح الكبير لهذا الفيلم، قدما العديد من الأفلام الهامة منها«النمروالأنثى» و «الهلفوت» و «احترس من الخط» و«شمس الزناتى»، وقال عنه الزعيم « مخرج تشتغل معاه وأنت سايب إيدك» ووصف سمير فترة عمله مع عادل إمام بأنها كانت من أخصب فتراته الفنية لأنهما قدما أفلامًا لا تزال موجودة فى الوجدان الشعبي.
شارك بالتمثيل فى ثلاثة أفلام، أولها فيلم «قبل الوداع» سنة 1986 كضيف شرف، وفيلم«معالى الوزير» سنة 2002، وظهر فى أول لقطة بالفيلم بدور شخص يقرأ الجريدة، وفى فيلم «كلام فى الحب» سنة 2006، ظهر ضيف شرف فى دور مخرج، كتب 5 أفلام هى «دائرة الانتقام، والمشبوه، والمطارد، ولهيب الانتقام، وعيش الغراب»، وظهر بشخصيته الحقيقية فى مسلسل (السندريلا) 2006، وكان المسلسل من إخراجه.
يُعرف سمير سيف فى الوسط الفنى بلقب الدكتور، فقد حصل على درجة (الماجستير) فى الإخراج السينمائى عام 1991 ببحث عن (أفلام الحركة فى السينما المصرية 1951: 1975) وكان تقديره امتياز، ثم نال درجة (الدكتوراه) عام 1999 برسالة عن (الأسس الجمالية والحرفية لإخراج أفلام الحركة)، حصل سمير سيف على جائزة أحسن مخرج عن (دائرة الانتقام 1976) فى المسابقة السنوية التى تنظمها وزارة الثقافة لأفضل أفلام العام، و شغل المخرج الراحل سمير سيف منصب رئيس المهرجان القومى للسينما منذ عام 2013.
كان آخر أعماله الفيلم العربى«أوغسطينوس ابن دموعها»، والذى جمع من خلاله مجموعة كبيرة من فنانى الوطن العربى، منهم عائشة بن أحمد من تونس، بالإضافة إلى كل من أمين بن سعد وعماد بن شندى وبهية الراشدى ونجلاء بن عبد الله وعلى بن نور، ورؤية هنرى عونى وقصة: عماد دبور وسيناريو وحوار سامح سامى، وموسيقى سليم دادة.
آخر الرجال المحترمين.. حالة سينمائية مختلفة
فى عام 1983 كان مناخ السينما مختلفًا، خلافات شديدة مع الرقابة على المصنفات الفنية بسبب فيلمى «درب الهوى» و«خمسة باب» اللذين أثارا ضجة هائلة.. وسط كل هذا أراد المخرج العبقرى الراحل سمير سيف أن يتصدى لإخراح فيلم محترم بمعنى الكلمة.. «آخر الرجال المحترمين»، تأليف العبقرى وحيد حامد فيلم لا يتضمن أن «مشهيات سينمائية» لا رقص لا عرى لا قبلات.. ولكنه يتناول معانى إنسانية رائعة ربما تكون ضاعت وسط الزحام.
الفيلم بطولة الراحل نور الشريف وبوسى وعلى الشريف وسناء يونس وأحمد راتب وزين العشماوى وإنتاج نور الشريف، فى هذا الفيلم أراد سمير سيف أن يضع نور الشريف فى موقع فنى مختلف وشخصية جديدة تماماً.
شخصية الأستاذ فرجانى المدرس باحدى المدارس الابتدائية فى إحدى القرى البعيدة عن المدينة، وهو رجل يتمتع بأخلاق حميدة تجاوز صدمته بفقد زوجته وولديه وهو محبوب للغاية بين أهل القرية، فجأة يقرر ناظر المدرسة أن يتولى فرجانى العشرات على رحلة المدرسة إلى القاهرة ويكون مسئولًا عن التلاميذ وعددهم لا يتجاوز «10» أطفال من الطلبة والطالبات.
يرفض فرجانى في البداية لكن أمام اصرار الناظر يضطر للموافقة، وهو فى الأصل كاره للقاهرة وزحامها، واثناء جولة الرحلة فى حديقة الحيوان تتعرض إحدى البنات للاختطاف من سيدة تسكن بالزمالك ماتت ابنتها.
يصاب فرجانى بصدمة كبيرة ويتولى بنفسه البحث عن الطفلة عن طريق رئيس احدى العصابات وبالصدفة البحتة يجد ضالته عندما وجد فستان الفتاة بإحدى مقالب الزبالة، ويبلغ البوليس حتى ينجح فى النهاية فى العثور على الطفلة وينجح فى الوقت نفسه فى عودة السلام بين عائلتين بالقرية.
فى نهاية الفيلم يكتشف فرجانى جوانب جديدة فى شخصية انه وجد نفسه وسط الزحام وانه يحتاج لإعادة النظر فى مشواره القادم فى الحياة.
هذا الفيلم ألقى الضوء على شخصيات مصرية تعيش على الهامش قدمها مخرج عبقرى وفنان قل أن يجود الزمان بمثله نور الشريف آخر الرجال المحترمين الذى مر على انتاجه «36» عامًا ما زال حالة مختلفة فى تاريخ السينما المصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.