حازت أزمة مدينة زويل وجامعة النيل على اهتمام الرأي العام المصري في الآونة الأخيرة، مابين مؤيد لموقف أحمد زويل في بناء صرح علمي تفخر به مصر، وبين معارض لاستيلاء مدينة زويل على مباني جامعة النيل، إلا أن ما حدث مؤخرًا من فض قوات اعتصام طلاب النيل بالقوة واعتقال بعض منهم جعل الكثيرين يتعاطفون مع حق هؤلاء الطلاب في الاستفادة من مباني جامعتهم. "بوابة الوفد" التقت أمهات طلبة جامعة النيل, الذين أكدوا أن زويل يريد سرقة وتحطيم طموح أبنائهم, وبناء صرح علمى على أنقاض صرح علمى آخر وعلى طموح أبنائهم، مشيرين إلى أن النبوغ والعبقرية المصرية متواجدان قبل زويل، وأنه طالما توفر لها الرعاية والاهتمام، فإن الطالب المصري سوف ينبغ ويتفوق وهو ما وفرته جامعة النيل لأبنائها- على حد قولهم, متهمين زويل النظر بفوقية وتعالٍ. وهو ما جسدته اللافتات التى حملها أولياء الأمور والطلبة فى وقفاتهم الاحتجاجية المتوالية, بالإضافة لرفعهم لافتات أخرى تتهم زويل بالتعامل مع الكيان الصهيونى. وقالت آمال محمد ربة منزل: "إن ابنها طالب بالدرسات العليا بجامعة النيل وابنتها طالبة بالفرقة الرابعة بنفس الجامعة, وإن ما حدث من تنفيذ قرار إغلاق الجامعة وتحويلها إلى صرح علمى يحمل اسم زويل, هو قتل لنبوغ طلبة الجامعة وقتل لأحلام أسرهم التى وضعت فى أبنائها كل الأحلام", واصفة ما حدث بمحاولة لقتل النبوغ المصرى، خاصة أن جامعة النيل وهى حديثة العهد قد حصلت على المركز الرابع فى العالم فى تكنولوجيا الاتصالات. وأضافت والدة الطالبة دينا العجمى طالبة بالفرقة الرابعة "إدارة أعمال" إنه نظرًا لتفوق ابنتها فإن جامعة النيل وفّرت الدراسة لابنتها بنصف الرسوم الدراسية, مشيرة إلى توفير الجامعة الدراسة بالمجان للطلبة المتفوقين وغير القادرين, وأن ما يحدث الآن من إغلاق الجامعة هو بمثابة ضرب بعرض الحائض لأحلام هؤلاء الطلبة المتفوقين وغير القادرين على توفير مصاريف الدراسة. متسائلة: "من أين لهم دفع ما لا يقل عن مائة ألف جنيه سنويا لاستكمال دراستهم؟، حيث إن مصاريف جامعة زويل التى سوف تستولى على مقر جامعة النيل هى مائة ألف جنيه, ومن أين لنا دفع هذا المبلغ لأبنائنا؟". وعبرت والدة الطالب أحمد مشرفة طالب بالفرقة الثالثة عن غضبها من تلك القرارات بقولها :"إن ما حدث يجعل ابنها وغيره من طلبة الجامعة "يكفرون" بالوطن، وإنها فى حال استمرار إغلاق الجامعة سترسل ابنها للعمل والعيش خارج مصر فهو متفوق ونابغة، وهو الأمر الذى يفتح أمامه مئات الفرص فى الدول التى تقدر النبوغ والتفوق". يذكر أن جامعة النيل تعد أول جامعة بحثية مصرية غير ربحية، تأسست في يوليو 2006 من قبل المؤسسة المصرية للتعليم التكنولوجي، بدعم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية. وفي 20يناير 2011 وافق المجلس الأعلى للجامعات على تحويلها لجامعة أهلية، إلا أن قيام ثورة 25 يناير قد عطّل الإجراءات، وبعد نجاحها صدر قرار بإغلاقها ونقل الباحثين والدارسين فيها لمدينة مبارك التعليمية، وأثناء تولي الفريق أحمد شفيق منصب رئيس مجلس الوزراء قامت وزارة الاتصالات والمؤسسة المصرية للتعليم التكنولوجي بالتنازل عن الجامعة لصندوق تطوير التعليم كخطوة لتحويلها إلى جامعة أهلية. إلا أن الاتفاق الذي تم بين كل من شفيق والدكتور أحمد زويل يقضي بمنح مقر الجامعة لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا؛ الأمر الذي رفضه الطلاب والعاملون بالجامعة الذين قرروا الاحتجاج على إغلاق جامعتهم، وعلى خلفية ذلك قاموا بتنظيم اعتصام مفتوح بمقر الجامعة تعاملت معه قوات الأمن بوحشية, والقت خلاله القبض على 4 طلاب ثم أفرجت عنهم بعد ضغط إعلامي شنته وسائل الإعلام وحقوقيون للتنديد باستخدام القوة مع طلبة الجامعة.