العملية الفدائية التي قام بها ثلاثة شهداء لم نعرف هوياتهم بعد ولا نعرف انتماءهم بعد ولا نعرف جنسيتهم بعد وإنما نعرف أنهم قاموا بعملية فدائية بطولية قتلوا جندياً صهيونياً وجرحوا آخر. هؤلاء الشهداء الأبطال الذين قتلهم العدو الصهيوني وهم ينفذون عملاً استشهادياً جهادياً بطولياً يستحقون من كل العرب والمسلمين وشرفاء وأحرار العالم كل التحية والاحترام والتقدير، لأنهم وجهوا رصاصات بنادق في الاتجاه الصحيح نحو عدو إرهابي محتل للأرض وقاتل للبشر والشجر، هذا العدو الذي لم يتوقف منذ جريمة احتلاله لفلسطين العربية عن قتل الآلاف من شعبنا العربي الفلسطيني والعربي وشرد الآلاف أيضاً واستولى على الأرض العربية وزج في معتقلاته آلاف الأسرى والمعتقلين ولا يزال يمارس هذه السياسة العدوانية الإرهابية ويعمل على تهويد المقدسات، خاصة القدس الشريف ويبتلع الأرض ويقيم عليها المستوطنات والأهم من كل ذلك أنه يرفض السلام مع العرب رغم كل التنازلات التي قدمها له النظام الرسمي العربي. لهذا يجب أن تتوجه كل البنادق نحوه والرصاص إلى جنوده لأنه لا يفهم سوى هذه اللغة ولأن أيضا "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" كما قال قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر. هذه العملية الفدائية المباركة هي القوة التي ستعيد لنا الحق وهي التي يفهمها هذا العدو ولن يفهم غيرها كما يروج السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وجماعة أوسلو الذين يرفضون المقاومة المسلحة ويستمرون في التفاوض مع هذا العدو ويعتبرون هذا التفاوض هو الخيار الاستراتيجي رغم أن هذا التفاوض لم يحرر شبراً من الأرض ولم يوقف القتل والإجرام الصهيوني ولم يحرر معتقلاً أو أسيراً ولم يوقف بناء المستوطنات وتهويد المقدسات. هذه العملية الفدائية البطولية تستحق منا التحية مرتين، الأولى لأنها وجهت رصاصها للعدو الحقيقي والثانية لأنها لم توجه هذه الرصاصات إلى الأصدقاء أو الأهل كما فعلت تلك الجماعات الإرهابية التي قتلت منذ أسابيع 16 جندياً مصرياً ولأنها أيضاً لم تقتل عربياً في الدول العربية كما تفعل بعض الجهات التي تدعي الإسلام، خاصة القاعدة التي كنا نتمنى أن توجه عملياتها ورصاصها نحو العدو الصهيوني لأنه العدو الحقيقي للأمة العربية والإسلامية وبهذه الحالة فإنها لو فعلت أو ستفعل سنصفق لها جميعا ونبارك عملها لأنه سيكون عملا بطوليا ومتوجها بالاتجاه الصحيح. لكن ما يفسد فرحتنا بهذه العملية الفدائية البطولية ما تناقلته الأنباء عن تشكيل لجنة مصرية صهيونية مشتركة لإجراء تحقيق حول هذه العملية، فكأن ثورة 25 يناير المجيدة تعود بنا إلى ما قبل الثورة التي ثارت على الظلم والقهر وعلى التبعية للإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني ونعود إلى ذلك التحالف الذي كان قائما بين نظام الرئيس المخلوع حسني والعدو الصهيوني في تأمين الحدود المصرية – الفلسطينية بحراسة مصرية. إن ثورة 25 يناير المجيدة قامت من أجل الكرامة وليس من أجل رغيف الخبز وقامت من أجل السيادة والاستقلال.. وسيادة سيناء هي جزء من استقلال مصر وحريتها وهذه من أهم أسباب هذه الثورة.. وتحرير سيناء يتم بالقوة وليس باتفاقية كامب ديفيد.. والعملية الفدائية هي جزء من هذه القوة التي نحتاجها ليفهم هذا العدو أن حقنا لن يذهب هدراً.. والحق لن يضيع إذا كان وراءه مطالب.. سواء حقنا في سيناءالمحتلة أو فلسطين المغتصبة.. فنرجو من قادة ثورة 25 يناير ألا يحموا حدود العدو التي رسمها بالإرهاب والاحتلال والاغتصاب وألا يمنعوا الرصاصة التي انطلقت في الاتجاه الصحيح. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية