اليمين الدستورية أو القسم الذى يؤديه رئيس الجمهورية قبل ممارسة السلطة هو نفس القسم الذى يؤديه نائب الرئيس والوزراء، ويختلف عنه القسم الذى يؤديه نواب البرلمان فى بعض الكلمات ، وبعد فوز السلفيين فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة حاولوا إضافة بعض العبارات فى نهاية القسم، وتم تنبيههم من جانب رئيس الجلسة إلى ضرورة الالتزام بالدستور حتى لا يوصم القسم الذى يؤدونه بالبطلان، لم يتوقف «السلفيون» عند حد التعديل فى القسم، بل رفضوا الوقوف فى دقائق الحداد على الموتى، وامتنعوا عن الوقوف للسلام الجمهورى فى مؤتمرات بالخارج وتسببوا فى حرج للدولة وفى الداخل أيضاً، وكفوا عن تحية العلم الذى هو رمز الدولة! ورغم الفتاوى التى صدرت فى رفض هذه التصرفات فإن دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى جديدة بأن تحية العلم والوقوف للسلام الوطنى جائزان شرعاً، وقالت دار الإفتاء أن تحية العلم فى المحافل العامة علامة على الاحترام، والسلام الوطنى عبارة عن مقطوعة موسيقية جائزة، وخرجت الجماعة الإسلامية لرفض الفتوى وجاء على لسان عبدالآخر حماد مفتى الجماعة أن الوقوف لتحية العلم فيه تعظيم بما لا يرضى شرع الله، والسلام الوطنى يحتوى على موسيقى وهى حرام. نحن شعوب نهتم بالتفاصيل رغم انها مسكونة بالشياطين، ونبحث عن أشياء! ان بدت لها تسؤها، كما ظهرت على البعض بوادر الهوس الدينى، ولذلك كان الاهتمام بموقف رئيس جهاز المخابرات محمد رأفت شحاتة يده اليمنى على المصحف وهو يؤدى اليمين الدستورية أمام الرئيس محمد مرسى أكثر من الحدث نفسه، اثار هذا الحدث تساؤلات مثل لمن يكون ولاء رئيس جهاز المخابرات هل للرئيس أم للدولة، وإذا جاء رئيس المخابرات مسيحياً هل يقسم على الإنجيل أمام الرئيس المسلم! ثم تم تسييس الواقعة، وقالت البرلمانية القديرة السابقة الدكتورة جورجيت قلينى معنى ذلك أن هذا المنصب ممنوع على المسيحيين! وقيل ان هذا تقليد أمريكى مارسه جورج واشنطن حين أدى القسم رئيساً لأمريكا وهو يضع يده اليسرى على الإنجيل ويرفع اليمنى، وتم ايقاف هذا التقليد بعد مجىء ايزينهاور، والبعض قال المشكلة مش الحلف على المصحف، المهم يكون الولاء للبلد وليس لشخص! وقال آخرون ان رئيس جهاز المخابرات ينتمى إلى الجماعة وصرح الدكتور ياسر على المتحدث باسم الرئاسة قائلاً: ان القسم الذى يؤديه رئيس جهاز المخابرات يختلف عن قسم رجال الدولة وهو معمول به من أيام السادات. وكان الرد على كلام ياسر على إذا كانت أهمية دور المخابرات تتطلب قسماً خاصاً فلماذا لم يقسم بهذه الطريقة، وزيرا الدفاع والداخلية لأن مهامهما قريبة من المخابرات، وقالوا ان رئيس جهاز المخابرات قال ان ولاءه لرئيس الجمهورية وإخلاصه له.. فقال اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمنى ان رئيس الجمهورية هو الرئيس المباشر لرئيس جهاز المخابرات وفكرة الولاء لرئيس الجمهورية شىء طبيعى. وبرر الضجة المثارة حول القسم بأنها لأول مرة يظهر رئيس جهاز المخابرات فى وسائل الإعلام وهو يؤدى القسم أمام رئيس الجمهورية، ولم يكن يعرف أحد قبل هذه المرة أن رئيس جهاز المخابرات على ماذا يقسم لأنه كان سرياً، كما كان غير مسموح لرئيس جهاز المخابرات وأعضاء الجهاز بالظهور فى وسائل الإعلام. المشكلة ليست فى القسم، لأنه لم يمنع العديد من أقسموا عليه من سرقة البلد، تحتاج إلى جانبه الضمير!!