تحولت مظاهرات "عشاق الرسول" في باكستان احتجاجاً على الفيلم المسيء للنبي محمد اليوم الجمعة إلى مواجهات مع الشرطة، قتل فيها عشرة أشخاص بينهم عناصر من الشرطة وأصيب العشرات كما لحقت أضرار واسعة بالممتلكات العامة والخاصة. وقالت شبكة "سماء" الباكستانية التليفزيونية، أن ستة أشخاص قتلوا في مدينة كراتشي وحدها بينهم عنصران في الشرطة، وجرح ثلاثون شخصاً آخر في احتجاجات بدأت بعد صلاة الجمعة ضد فيلم "براءة المسلمين" حرق خلالها المحتجون ثلاث صالات سينما ومصرفين وأربعة آليات للشرطة ومطعم وجبات سريعة. ولا تزال الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين مستمرة في عدة مناطق من كراتشي، لا سيما مع مجموعات تحاول دخول الحي الذي يضم القنصلية الأمريكية ومراكز حكومية. وقتل أربعة أشخاص في بيشاور، بينهم رجل يعمل سائقاً مع قناة تليفزيونية خاصة وجرح 60 آخرون في حوادث إطلاق نار في المدينة. وأحرق المحتجون الغاضبون صالتي سينما حيث استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وفي العاصمة إسلام آباد، أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لمنع متظاهرين من دخول المنطقة الدبلوماسية التي تضم السفارة الأمريكية كما حلقت مروحيتان فوق المكان. وعمّت المظاهرات أنحاء باكستان إحياء لما دعت اليه الحكومة تحت عنوان "يوم عشاق الرسول" احتجاجاً على فيلم "براءة المسلمين" الذي اعتبر مسيئاً للنبي محمد وللإسلام. وسجّلت مظاهرات عنيفة في روالبندي وفيصل آباد رغم دعوات الحكومة والزعماء الدينيين إلى مظاهرات سلمية، وأطلقت الشرطة الرصاص المطاطي على محتجين على جسر فايز آباد بعد أن رموا الحجارة على عناصر الشرطة أثناء محاولة دخولهم إسلام آباد. ودعا رئيس الوزراء رجا برويز أشرف في خطاب أمام الحكومة لمناسبة إحياء هذا اليوم "عشاق الرسول"، دول العالم إلى اعتبار تدنيس المقدسات جريمة يحاسب عليها القانون، مؤكداً أن الفيلم آذى مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم وهو لا يمت إلى حرية التعبير بصلة. واستغرب كيف يعاقب من يقول أي شيء ضد الهولوكوست بينما يتم تجاهل مشاعر المسلمين بالكامل.