فى زمن يشترى فيه الحب بالمال ، زمن مزجنا فيه الخطيئة بالصواب ، استعرنا السعادة خدعتنا أحلامنا ،الوعود من ورق ، فجّرت ثورة الغضب ينابيع الود والأصالة الكامنة بدواخلنا ، بزغ النور من رحم الليل فتسابق المسلمون والمسيحيون يقبل بعضهم بعضا ، تصافحوا ، صلوا رفعوا الأكف تضرعا، يا الله ارحمنا بحثنا.... كل عن أخيه فى الإيمان ، لنتقدم الى سابق عهدنا العلم فوق رؤوسنا ، بعدما جثمت الأشباح فوق صدورنا، أضاعت ترانيمنا واستباحت أبناءنا ، فتعانقنا فى الأحزان، وكلما طالعنا التراب ،مكتوب هاهنا يرقد شهداؤنا ، ولاأمل للسفينة أن تعود آمنة إلا بالمحبة ، لنعلو فوق الخوف، فوق الظلام ، سئمنا كل هذا الانتظار، كنا نرتدى قناع الصمت والصبر ، لم نعد نخشى أعداءنا ،لتشرق الشمس فى المغيب ، آمالنا فى الأعالى تنادى : ( المجد لله فى الأعالى، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة ) يامصر لنمسح ماأدماه الليل ، نطوى المواجع ، نواصل الدرب نزور حديقة الحب وتحت ظلال أشجارها نرتوى ، ننقش هلالا وصليبا على جذوعها ونمرر أناملنا ، نردد معا لحنا لبلادى ليكن كل منا كف تحنان، يحن للمسها فجرنا وطنى يامن سكنت قلوبنا جنات وريحانا، تمد الفيافى بأحلى صور، بك يعود الشعر، صوت الشهيد يحمل فى عطره شذى وطن ، أبى التاريخ أن يدفنه صمود علمنا الزمن بأن أبيض الزهر يتباهى به المرج وأن القادم دوما أفضل ، وأن أصيل الشجر فى اللحظات الصعبة أمتن ، علمنا الزمن ألا نحبط وأن الحاضر يولد من رحم قديم يتجدد ، وبرغم الإعصار لم نعرف اليأس وعن مصر لن نرحل حين يغيب الحب من وأد الأمانى ، من فجّر فى القلب ألف بركان وبركان ، بين أزقة الخوف عرفنا تباعد الأحرف ، من أحرق قصائدى وطوى دفاترى لتزداد أحزانى ، من أضاع الأحلام على جدران الوهم غاب الحب عن الوجود وغابت معه كل الوعود فمن الجانى ؟ من قتلنى وأردانى ؟ فإلى كل مكابر وأنانى ، من أخبرنى بأنه من دونى لايحيا سعيدا وأن عمره فان أقول : حين يغيب الحب نحيا بلا وطن نعانى تلفنا خيوط العنكبوت نقطف الورود لنزين التابوت