يا صاحب ذاك الوجه الضاحك والمتبسم من قال بأنك مجهول.. فهو المجهول ولا يعلم من قال بأنك مقتول.. فهو المقتول ولا يفهم يا صاحب ذاك الوجه الضاحك والمتبسم إنى أقسم: إنى شاهدتك قبل الآن إنى قابلتك فى الميدان تحمل علم الثورة فى إصرار تتقدم ركب الثوار بالعشق تدمدم وتنادى: مصر بلاد وبلاد جميع الأحرار فى كل فجاج الثورة كنت بحق تتحدى حمم الأشرار كنت عنيدا كالبركان الهادر والإعصار وكم واجهت بصدرك ذاك العارى خطر الموت ولهب النار وكم كنت تقسم دون رجوع فى إصرار بأن الثورة سوف تمد خطاها بدون بيان ملكى وقرار بالأبناء من الشهداء جميعا والثوار وحين سمعت هديرك بالميدان هتفت: بأنك حمزة حين تجاهد أو عمر المختار
يا صاحب ذاك الوجه الضاحك والمتبسم إنى أقسم: إنى قابلتك قبل الآن فى طابور الخبز الأسود لما كنت تحاول أن تبتاع رغيفا صعب جدا أن تلقاه تبحث عن وطن مسلوب ضاعت من عينيك رؤاه ترجو فيزة عمل من نخاس نصف إله وكم ناشدت كثيرا أهل الحظوة دون وفاء كى يعطوك بكل العطف بصيص حياة
يا صاحب ذاك الوجه الضاحك والمتبسم إنى أقسم: إنى شاهدتك قبل الآن فوق مقاهى مصر جميعا تقتل وقتا طال عليك.. أدمى قدميك وليس أمامك بعد الشقوة غير الله حتى صار الحمل ثقيلا وصار القدم عليلا فصرخت بكل اللوعة آه ذاك الموت الساكن فى رئتيك وفى جنبينا طال مداه وكم أعلنت بكل اللوعة: كيف أعيد الوطن إلى الكفين والشمس إلى العينين كيف أقاوم زمن السخرة وحصاد الأيام المرة وكيف تراوغ شبق الهجرة وقد وأدوك سماسرة وطغاة كيف تزيل العار بحق لما يعلو هامات وجباه وكيف تقاتل تهوينا وهوانا لم يشرعه الناس ولم يكتبه عليك الله
يا صاحب ذاك الوجه الضاحك والمتبسم إنى أقسم: إنى قابلتك قبل الآن لما كنت قريبا منى وحين هتفت لمصر شعرت بأنك ابنى جئت بحب لتقبلنى وتطمئننى: إنك ناج رغم الموت الأعمى بالميدان ولما كانت عينك فى تحنان تقرأ عينى قلت بأنى: سوف أعيد بلادى دون قيود أو أحزان أُرجع تاجا مسروقا من ست الحسن بكف مجهول العنوان إنى سوف أعيد شموس بلادى رغم المردة والكهان أحسست بأنك وبأنى... سوف نكون فداء للأوطان وحين ترصدك الغلمان.. بخيل الروم وجمل الفرس وكل كلاب السلطة وذئاب السلطان رحت تنادى: مصر بلادى لن يهزمنا أبدا طاغ أو طغيان رحت توزع بسمتك البيضاء.. بأرض الثورة فى الميدان وكنت عنيدا حين حملت العلم شهيدا وحين ضممت برغم الجرح النازف ذاك العلم الخافق بالأحضان وراح الوجه الضاحك يقسم: إن الفجر الغائب قادم من غير سجون وجماجم وذاك النصر قريبا سوف يجىء إلينا ويهل الفجر علينا فى إيقاع قزحى الألوان
يا صاحب ذاك الوجه الضاحك والمتبسم من قال بأنك مجهول.. فهو المجهول ولا يعلم من قال بأنك مقتول.. فهو المقتول ولا يفهم إنى أقسم: إنك حين نزفت هتفت: بأنك ابنى ووجهك ذاك الضاحك كم يشبهنى وإنك صرت وحيدى وإنك صرت وليدى وصرت شهيدى وتلك الدماء التى لم تزل بيننا تعطر فى عبق عبقرى ربيع المكان وبسمتك الحرة المشتهاة ستبقى دليل التوحد... بين هواك الذى قد غزا أضلعى ورش بماء الحياة على أدمعى وها أنت يا سيد العاشقين تلوح لى بالمنى والحنين كأنك يا سيدى كنت تعلن: إن الخلاص قريبا سيأتى بغير غيوم ودون انحناء ولا مستحيل وإنى لأسمع تكبيرة فى السماء وترنيمة للوفاء تؤكد أن الملائك تنشد لحن اللقاء وتخلى مكانا لذاك الشهيد النبيل.. الذى سوف يأتى ليسكن مثل ضياء شفيف.. صفاء المكان وطهر الجنان