فى صمت الكثبان زرعوا الألغام ، وكم حلمنا بأرض تلم الحيارى ، أوراق الحقول وأنهار الرحيق ، إبتسام الشمس ورقص الكروم ، عطر وبخور وطريق مزدان بأزهار العرس ، وخيول تهزم غارات اليأس ، حلمنا بصبح يولد ليبدد ظلام المدينة أبت الحيتان أن تعيد بعد النصر مذاق الألوان، الطيورتخشى الغناء فوق الحدود ، فتصورنا السير فيها محال ، الغابات تتوحش ،الشراع يقاوم التيار ، جواد العتمة يخطو كنجم يتخبط فى الفلك، فتباروا فى البيع والهدم ، المدينة الآفلة بشظايا الحروب الماضية والمؤجلة ، بلا رفيق كثر عنها الكلام ، من أفواه ليس لها إلا اللهو بالوطن ،جفت مواسم البهجة ،نسبوا التاريخ والعبور لبطل اخترعوه وأسرفوا ، وأن السيف والنصر، بريق النجم ، والسلام من صنعه ، كأنه حارب منفردا دون درع أو سهم ، خدعنا بطل من ورق، هرع بالإختباء كطائر فزع ، تركنا أطلال روح وبقايا جسد هده العوز ، لم نظفر منه إلا بالعصف ، شد الوثاق ، خيرنا بين الصمت والمعتقل ، نقتات الوهم ، فى غضبة الأسود صعدنا الجبال ،مزقنا الأمس، عار الخنوع، نحتمى فى حلم مولود ، لمدينة الكرامة والخلود نعيد السحر ، فأمر الشعب لايرد ، لا رضوخ ولاذل ، اليوم إعمار وجهد ، كم اشتاقت الصحراء للعناق ومد الجسور ليسكنها الحب، لنفتح المدينة الدافئة ،كل الأمانى وارفة هذا العالم المصرى فلاح عشق الأرض والسماء، من النيل كان الوفاء ، تسكنه الرؤى منذ عشرين سنة، حين خطت يمينه رسما لينبوع حياة ، وممر تنمية عبقرى كم عاقه الحاقد والمرتشى ، حلم برد الجميل لسيناء والوطن ، بعدما أثقلها السارقون الحالمون بالكنوز والفيروز، بالتين والزيتون سيناء عطشى للندى، يبلل خدها ، فتبعث المشاتل ، أبنية لمن يضيق به الدرب ، يروى السنابل ، فى فرح تضمه ، هاهو العالم الجليل يفيض سعادة ، بعدما اكتمل الهلال قال : كما نجحت فى الفضاء سأظل باقيا على العهد ، يامصر تعلمت منك الكبرياء