عماد جمعة فنان الكاريكاتير، الذى يعيش فى الكويت، حاول ترسيخ فن الكاريكاتير عند الاجيال الجديدة باقامة ملتقى الكاريكاتير الاول بالكويت، واحياء تراث رموزه وتقديم ابداعهم الجميل الذى امتع الشعوب العربية، فهو مدير ملتقى الكويت الدولي للكاريكاتير ومؤسس الموسوعة العربية لرسامي الكاريكاتير. نشرت على صفحتك على الفيس بوك عن فكرة تأسيس اتحاد عربي للكاريكاتير فما هي حكايته؟ فكرة اتحاد عربي للكاريكاتير ليست وليدة اليوم ولا أدعي أنها فكرتي فقد فكر فيها عمالقة للكاريكاتير قبلي بسنوات طويلة فعمنا زهدى وطوغان حاولا تأسيس الجمعية العربية للكاريكاتير في الثمانينيات وفي التسعينيات حاول الفنان الكبير مصطفي حسين تأسيس رابطة رسامي الكاريكاتير العرب والراحل ناجي العلي قيل أنه أسس اتحادا قبيل اغتياله سرعان ما انتهى وادعي أنني تلميذا لطوغان وزهدي ومصطفي حسين وعشت معهم وبينهم سنوات طويلة فالفكرة راودتني بعد النجاح الكبير الذي حققه ملتقى الكويت الدولي للكاريكاتير وطرحتها على بعض الزملاء في الجمعية المصرية للكاريكاتير فلم يتحمسوا كثيرا لأن الفكرة تكاد تكون مستحيلة وفشل فيها عمالقة كبار لأسباب مختلفة لا تزال قائمة فاجتهدت للوقوف على أسباب الفشل وسألت كثير من أصدقائي الرسامين والإعلاميين عنها ووضعت نصب عيني هذه الأسباب وعكفت على وضع مشروع قانون أساسي لهذا الاتحاد يبتعد عن الشؤون السياسية والدينية والعصبيات والطائفية والإباحية والقبلية وهى من أهم الأسباب التي قضت على الفكرة في مهدها قبل ذلك وبحيث يشمل جميع الدول العربية بشكل متساو في الحقوق والواجبات ويضم جميع الجمعيات والروابط والنوادي ككيانات وكذلك الفنانين الأفراد ويجمع بين الرواد الكبار والشباب وكل الأجيال ويحتفي برواد الكاريكاتير الراحلين ولم يغفل حتى الفنانين العرب القائمين في دول أجنبية وهذا المشروع سيطرح للمناقشة حتى نصل إلى تصور نهائي توافقى بحيث تكون هناك فرصة لكل فنان عربي أن يضع بصمته ويقول رأيه في هذا المشروع وستكون هناك جمعية عمومية تأسيسية بمثابة الهيئة التشريعية التي تختار الجهاز الإداري والهيكل التنظيمي للاتحاد وإذا لم يتحقق الحلم فيكفيني شرف المحاولة من جديد. الانتصار للشعوب ..كيف ترى حال الكاريكاتير في الوطن العربي ؟ الكاريكاتير فن مشاغب بطبعه وغالبا ما ينتصر للشعوب ويعبر عنها وبقدر سقف الحرية المتاح ينطلق الفنان في إبداعه وهذا السقف يختلف من دولة عربية لأخرى فنجده يزدهر في الدولة التي تمنحه مزيد من الحريات بينما يتراجع في الدول التي تقيد حريته وفي دول العالم يعتبر الاهتمام بالكاريكاتير تعبيرا عن ديمقراطية الدولة والاحتفاء به يعنى احترام حقوق الإنسان في المعرفة والحصول على المعلومات ودوره في المشاركة الايجابية نحو تطوير وازدهار الوطن وهو واحد من أهم الأهداف إعادة الروح له كيف نحيي فن الكاريكاتير في الوطن العربي ؟ فن الكاريكاتير أشبه بالابن "السفاح" مجهول الأبوين بين الفنون فهو فن يتيم لا أحد يدعمه كالسينما والمسرح والدراما وعملية إحياؤه تتطلب تغيير هذا الواقع بمزيد من الحريات وتنظيم المعارض الكاريكاتيرية وإقامة الملتقيات التي تتم فيها مناقشة أحوال الكاريكاتير في عالمنا العربي للوقوف على الصعوبات التي تواجهه وتذليلها وتنظيم الورش التدريبية لصقل مهارات الفنانين واحتضان المواهب ورعايتها لخلق أجيال جديدة وفتح المجال لتأسيس جمعيات الكاريكاتير في الوطن العربي وتنشيط الزيارات المتبادلة بين فنانيه لزيادة التواصل والتلاقح الفكري والثقافي فيما بينهم بالتأكيد مثل هذه الأفكار وغيرها ستساهم بشكل كبير في إعادة الروح لهذا الفن المهضوم حقه إعلاميا ويجلس كثير من رساميه في بيوتهم عاطلين عن العمل ماذا قدم ملتقى الكاريكاتير بالكويت للساحة الثقافية ؟ ملتقى الكويت الدولي للكاريكاتير هو أول ملتقى عربي خليجي للكاريكاتير وقد تحمس الفنان الكويتي جمال اللهو للفكرة بعد أن شرحت له تفاصيلها وكيفية تنفيذها وحقق نجاحا منقطع النظير بعد مشاركة 265 فنانا يمثلون 53 دولة من جميع أنحاء العالم وشاركت في تغطيته ثماني فضائيات عربية وخليجية إلى جانب وزارة الإعلام الكويتية وكانت له محاور ومسابقات وورش فنية وندوات هذا الحراك الفني حقق الكثير من الانجازات فقد تم اكتشاف العديد من الفنانين والفنانات داخل الكويت ممن كانوا في الظل فأصبحوا على الساحة ولهم تواجدهم في المعارض أيضا كانت هناك محاولات لتأسيس الجمعية الكويتية للكاريكاتير على مدى 15 عاما بعد الملتقى تأسست جمعية الكاريكاتير الكويتية وأصبح لها نشاطها ومعارضها ومسابقاتها وتولى رئاستها الفنان الشاب محمد ثلاب كذلك صدر الجزء الأول من الموسوعة العربية لرسامي الكاريكاتير والتي أطلقتها بعد الملتقى تحت عنوان "رسامو الكاريكاتير في الكويت " وفيه حصر شامل لمعظم رسامي الكاريكاتير في الكويت مع سرد لبدايات ونشأة الكاريكاتير ورواده فيها ربما حقق ملتقى الكويت انجازات على المستوى المحلي لكن هل كانت له تأثيرات على المستوى الخليجي والعربي ؟ بالطبع ازداد التواصل بين فناني الخليج بعد هذا النجاح ويحاول بعضهم إقامة ملتقيات كاريكاتيرية مشابهة كما ازدادت معارضه ومسابقاته في الخليج أما على المستوى العربي فقد تأسست للمرة الأولى جمعية الكاريكاتير المغربية برئاسة الفنان الناجي بن ناجي كما نظمت ثلاث دورات من المهرجان الدولي للكاريكاتير لدول أفريقيا وقد تأثر المهرجان بذات المحاور التي رفعها ملتقى الكويت كالمياه نعمة وشريان الحياة والأطفال في الشوارع ورفض تشغيلهم وكذلك أقيم ملتقى الكرد الأول والثاني في العراق ورفع شعار أزمة المياه العالمية وهو ذات المحور لملتقى الكويت وفي تونس تأسست مدرسة الكاريكاتير على مدى عدة أشهر بدعوة وإشراف من المستشار الثقافي وحيد هنتاتي واستضافت الفنانين وأصدرت الكتب وفي فلسطين يسعى الفنانون هناك لتأسيس جمعيتهم الكاريكاتيرية حاليا بقيادة الفنان أسامة نزال لكن الاحتلال لازال يعوق إشهارها ونتمنى لهم النجاح كذلك تم تأسيس.