«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في الدورة الثالثة من ملتقي الكاريكاتير الدولي
الفن يقهر الاختلاف ويدعو للسلام والحرية
نشر في أخبار الأدب يوم 28 - 04 - 2016

قدم الملتقي الدولي للكاريكاتير في دورته الثالثة هذا العام؛ 770 عملا فنيا لنحو 320 فنانا، من 68 دولة عربية وأجنبية، كما استُحدثت للمرة الأولي مسابقة بهجوري للبورتريه، التي فاز فيها الفنانان علي مندلاوي من العراق بالمركز الأول، وأنس اللقيس من لبنان بالمركز الثاني، وقد كان ل »أخبار الأدب« جولتها بين الحضور والمتسابقين من فناني الكاريكاتير، الذين مثّل الملتقي - بالنسبة لهم - فرصة للتجمع.
النافذة والمظلة عبرا
عن رؤية حمادي للتعليم
الفنانة الاماراتية آمنة حمادي تشارك بالملتقي للعام الثالث، بل وتحرص علي المشاركة في كثير من معارض الجمعية المصرية للكاريكاتير من خلال إرسال أعمالها بالبريد الإليكتروني، ومنها " معرض التسامح العالمي"، ومعرض " شخصيات وملامح " ، و"روح غاندي" اللذان أقيما بالمركز الثقافي الهندي، ومعرض" حرية الصحافة والتعبير" ، بل أقامت الفنانة آمنة معرضاً فرديا لها بالقاهرة تحت عنوان "زايد السلام" وكانت فرصة طيبة أن نلتقي بها خلال الملتقي لتحدثنا عن الكاريكاتير في الإمارات والحرية المتاحة أمام المرأة في ممارسة فن الكاريكاتير.
بدأت آمنة حوارها معي قائلة : أري أن الملتقي الدولي للكاريكاتير يتمتع بمستقبل مبشر استنادا إلي انطلاقته منذ عام 2014 وتطوره الملحوظ وإقبال الفنانين العالميين عليه، وإستراتيجية الجمعية المصرية للكاريكاتير الناجحة وذلك لأنها كمنظومة ساهمت في إبراز رسالة فن الكاريكاتير عالميا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وإنسانيا .
وخلال ملتقي هذا العام شاركت الفنانة بعدة أعمال من بينها " النافذة" والذي مثلت فيه الدور المهم للمعلم الذي هو بمثابة النافذة التي يري التلاميذ من خلالها العالم وتفتح لهم آفاق المعرفة ليروا الدنيا بعقل وفكر مستنير. و"المظلة" وهنا الإشارة لأهمية العلم والقراءة ، حيث مثلته بمظلة تحمي الطلبه والجيل الجديد من الأفكار الضالة والهدامة التي تنشرها الجماعات المتطرفة والإرهابية . إضافة إلي الموضوعات الحرة مثل "البيئة" والسلام : أرسلت من خلاله رسالة متضمنة الدعوة للسلام، متضمنا الزعيم الهندي »غاندي« رمز السلام في العالم ، وشخصية "حنظلة" الشهيرة التي قدمها الشهيد الفلسطيني ناجي العلي، وهما يشهدان بصدمة كبيرة لما حل بالعالم.
وتعلق آمنة علي أعمال الملتقي قائلة: إن أكثر ما يميز الملتقي هو تنوع الأعمال وهموم وقضايا الدول والمجتمعات في قطاع التعليم ، لكن ما أجمع عليه أغلب الفنانين من خلال أعمالهم هو المطالبة بضرورة تطور منهج وأساليب التعليم.
وقد عبرت آمنة عن مدي تطور التعليم بدولة الامارات وسعيها بنشر المعرفة وكمثال علي ذلك مشروع " مسبار أمل " والذي سينطلق إلي المريخ خلال السنوات القادمة . وعن الصعوبات التي تواجهها كفنانة كاريكاتير قالت آمنة : يعلم الجميع أن فن الكاريكاتير فن مشاغب ويثير الانتقادات ولكن القيادة في دولة الامارات شجعت المرأة في الخوض بدورها بالمجتمع وأنا فخورة بصفتي ابنة الامارات في ظل القيادة الحكيمة التي تسعي جاهدة لتمكين المرأة و للدعم الذي نلقاه من قياداتنا من خلال النهج الذي أسسه الشيخ زايد آل نهيان.
بدر بن غيث : الكاريكاتير
ترمومتر المجتمع
ويري الفنان الكويتي بدر بن غيث أن فن الكاريكاتير يعتبر الترمومتر الذي تقاس به درجة السخط العام من أي ظاهرة أو مشكلة يواجهها الأفراد بالمجتمعات، وهو فن راقي ذات رسالة ومضمون لا يستهان به في تعبئة الجماهير. والقضايا العربية تكاد تكون المنبع الأساسي لأطروحات الفنانين.
ويحرص الفنان علي المشاركة بالملتقي منذ بدايته ، وأعرب عن سعادته بمشاركته في الملتقي الذي يضم نخبة من أبرز الفنانين في العالم ومن مصر أم الدنيا. واقترح أن تضاف فعاليات مثل الورش والجلسات الحوارية، وعمل موقع إلكتروني خاص للملتقي.
وعن قضايا التعليم يقول غيث: هي ذاتها في مختلف دول العالم، بل إن التفاوت بين المشكلات في مصر والكويت لا يذكر إلا في بعض المواضيع الفنية. ومن خلال الأعمال التي قدمها ناقش غيث بعض المشكلات منها مشكلة التدخين في المدارس وتأثيرها علي النشء، والفقر كمشكلة عالمية وكونه سببا جوهريا في حرمان الطفل من التعليم.
حمد الغايب مشاركة لأول مرة
ربما كانت تلك هي المرة الأولي التي يشارك فيها الفنان البحريني حمد الغايب في فاعليات الملتقي بل والمرة الأولي التي يقوم فيها بزيارة إلي القاهرة، إلا أنه بالرغم من ذلك كما يقول: متابع عن قرب لتفاصيل الملتقي من بداياته الأولي فهو بدأ أمام كبريات الفعاليات العالمية الكاريكاتيريه واستحوذ علي اهتمام شريحة كبيرة من رسامين الكاريكاتير في العالم بالإضافة إلي المثقفين في شتي المجالات.
ويضيف حمد: الأروع هو الالتقاء بالزملاء رسامي الكاريكاتير المصريين والعرب والأجانب، فالتعرف علي الرسامين عن قرب يعطي قرب وجداني مختلف، لا نستطيع الحصول عليه مع التواصل الإلكتروني وعبر متابعة أعمالهم وأخبارهم.
ويتحدث عن رؤيته للأعمال التي عرضها الملتقي قائلا: أجمل ما فيها هو تنوعها من حيث الموضوعات رغم وجود موضوع رئيسي وهذا يعطي فرصة لتصدير الثقافات والإطلاع عليها وطريقة التفكير فيها، بالإضافة الي فرصة عرض المدارس الفنية في رسم الكاريكاتير علي المستويين العربي والعالمي فهي مدارس غنية جدا وتعطي بعدا فنيا جميلا وراقيا يمكن لأي رسام الاستفادة منها.
وأضاف حمد : كما أن ركن الهواة أيضا يعطي الدافع الاكبر لوجودهم وسط المحترفين من العالم مساهما في تفريخ جيل جديد من رسامي الكاريكاتير واثق من نفسه ومستفيد من تجارب الآخرين يختصر عليه مشوار الألف ميل.
وقد قدم حمد مجموعة من الأعمال، التي تناولت مختلف المواضيع من أهمها حقوق المرأه والإرهاب، بخلاف الموضوع الرئيسي المتعلق بالتعليم والذي علق عليه قائلا : بالنسبة للتعليم دعيني أخبرك أن هناك تشابهاً كبيراً في محتوي التعليم بنظام الحشو وثقل الحقيبة المدرسية وآلية التعليم ومحاولة التطوير معتمدين علي نظام أن يكون الطلبة كفئران تجارب، بالإضافة الي المقارنة القاتله بين الكتاب والأجهزة الالكترونية اللوحية وبرامج التواصل الاجتماعي والفيس بوك الذي نال نصيب الأسد. فقد اتحد العالم في مشاكله التعليمية وطريقة التعليم، ولم يعط فرصة بأن يختلف مكان أو بلد عن الآخر.
لم يدرس حمد الفن ولكنه درس إدارة الأعمال وظل الفن هو هوايته، وعن دخوله مجال الكاريكاتير يقول: رحلتي في مجال الكاريكاتير كانت شاقة ومضنية ولم تبدأ بملعقة من ذهب كما يحصل للأخوة المبتدئين اليوم، فقد بدأتها وأنا عمري 13 سنة عبر نشر أول كاريكاتير في مساحة بريد القراء بصحيفة الأيام والتزمت بهذه المساحة لمدة طويلة حتي انتقلت إلي صحيفة أخبار الخليج الي أن تم تعييني رسميا فيها، ولكن انطلاقاتي الحقيقية في صحيفة الوسط البحرينية مع بداية تأسيسها الي 2002، وهي الفترة الذهبية التي عشتها في الإنتاج الكاريكاتيري والصحفي اليومي، حيث كنت أرسم في صفحة الرأي بمساحة يومية وأشرف علي صفحة متخصصة بالكاريكاتير بشكل أسبوعي تحتوي علي الرسم وكتابة العمود والخبر والمقابلات مع كبار الرسامين العرب.
وعن زيارته الأولي للقاهرة يقول حمد : ما يختلف بالقاهرة عن غيرها هو أنك تعرفها عز المعرفة عبر الإعلام العالمي وصداها الثقافي، وكذلك من خلال دورها الرائد في التفاعل الثقافي العالمي مع جميع أنواع الثقافات، وما يبقي علينا هو أن نلمس كل ما رأيناه أو سمعناه لمس اليد عبر الزيارة الحقيقية، وهذا ما تحقق لي عبر زيارتي الأولي للقاهرة والتي أمل أن تتكرر.. فقد أحببتها وأحببت أهلها ومثقفيها وطريقة تعاملهم وترحيبهم وشغفهم للتعرف والتواصل.
بورتريهات لبهجوري
وربما كان من الأمور المستحدثة خلال ملتقي هذا العام، هو عرض مجموعة من إبداعات الشباب من أربعة مواقع ثقافية بإشراف إدارة الفنون التشكيلية والحرف البيئية بالهيئة العامة لقصور الثقافة وأيضا نتاج الورش اللي تم تنظميها في المحافظات التي استضافت الدورة الثانية للملتقي، كما تم تخصيص مكان لعرض أعمال للفائزين في مسابقة بهجوري الأولي للبورتريه الكاريكاتير والتي تمت بدعم وتمويل إبراهيم بيكاسو حيث تم منح الفائز بالجائزة الأولي خمسة آلاف جنيه.
وعن تفاصيل تلك المسابقة يقول الفنان سمير عبد الغني: فكرت في هذا الموضوع بعد الاستيلاء علي لوحات جورج بهجوري، وشعرت أن واجبنا في الجمعية المصرية للكاريكاتير أن ننشئ جائزة باسمه لدعمه معنويا، وقد وافق اعضاء مجلس الادارة بالإجماع.
ثم فكرنا في موضوع المسابقة ، وأجمعنا أن تكون في فن البورتريه الكاريكاتوري، واخترنا أن يكون جورج بهجوري نفسه هو موضوع المسابقة إضافة إلي موضوع حر،وكانت المشاركات مفاجأة، حيث شارك أكثر من 120 فنانا من جميع الدول العربية و قدموا 500 عمل فني تنوعت مابين رسم بالرصاص، والألوان المائية، والأحبار والزيت.. وقد تم تصفية الأعمال في المرحلة الاولي فوصل العدد إلي 100 ثم تمت تصفيتهم مرة أخري فوصل العدد إلي 30 ... وكانت التصفية قبل الأخيرة فوصل العدد إلي 11 . وقد شعرت لجنة التحكيم بحرج بالغ لتقارب المستوي الفني .. فقررت أن تكون هناك جائزة ثانية عبارة عن درع المسابقة من تصميم الفنان جلال جمعة وبتوقيع جورج البهجوري علي أن يحصل المتسابقون الثمانية علي شهادات تقدير ... وقد فاز بالجائزة الأولي الفنان العراقي علي مندلاوي، والفنان اللبناني أنس اللقيس بالجائزة الثانية، وتم توزيع جوائز المسابقة في حفل افتتاح الملتقي
وتعليقا علي تلك المسابقة قال بهجوري: لقد أسعدت الناس عندما كنت أرسمهم وها أنا أشعر بسعادة كبيرة منحني إياها كل هؤلاء المبدعين الذين رسموني، وكنت أتمني أن أقدم جوائز لكل من حاول أن يرسمني ولكل من اجتهد.
حكايات المندلاوي وبهجوري
وخلال الملتقي التقينا بالفنان العراقي علي المندلاوي الفائز بالجائزة الأولي في مسابقة جورج بهجوري، الذي حدثنا عن فوزه بالجائزة قائلا: لم أكن أعرف في البداية بأن هناك مسابقة للبورتريه الكاريكاتيري عندما وجدت الإعلان عن ملتقي الكاريكاتير الدولي في دورته الثالثة علي صفحتي في الفيسبوك.
كان الإعلان يتضمن موضوع الملتقي التعليم، وموضوعا آخر حراً، فبعثت رسالة إلي منظمي المسابقة محييا، ومؤكدا علي مشاركتي بلوحة في الحقل الحر من المسابقة تمثل الفنان الكبير جورج البهجوري احتفاء به، ومحبة له، واحتراما لتاريخه الإبداعي في رسم الكاريكاتير، وبدأت التحضير لرسم اللوحة بإنضاج الفكرة. وكان شرطي للمشاركة في المسابقة أن أكون خارجها، لإتاحة الفرصة للمواهب الشابة، ولكن ونزولا علي رغبة الإخوة منظمي المسابقة، الذين نقلوا لي اعجاب وفرح بهجوري باللوحة ورغبته بأن أشارك في المسابقة قبلت .
وتعود علاقة المندلاوي ببهجوي إلي الثمانينيات حيث يقول: الفنان جورج البهجوري بالإضافة إلي كونه فنانا تشكيليا له منجزه الإبداعي المميز والمعروف عالميا رسام كاريكاتير من طراز فريد، ومن رواد الحداثة الكاريكاتيرية في مصر والعالم العربي، وأحد أهم من رسم -وما يزال- البورتريه الكاريكاتيري في العالم العربي وخارجه. وهو أيضا باعتقادي الأسرع في رسم البورتريه في العالم وبدون منازع، وكنت أتابع وأعجب بما يرسمه وينشره من كاريكاتير في المجلات العربية التي كانت تردنا من القاهرة ومن لندن وباريس منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي.
أما جورج الإنسان فقد عرفته عن قرب خلال لقاءات عديدة جمعتنا في بغداد وباريس وعمان، فنشأت بيننا صداقة تبادلنا خلالها العديد من الرسائل. وجدت جورج رائقا، شفافا ومحبا، وكريما جدا مع كل من يلتقيه، إذ قد يكون الوحيد من بين الفنانين الذي يبادر إلي رسم الناس بسرعته المعهودة والخارقة، وبأسلوبه الرشيق والتلقائي في الرسم، ومنحهم اللوحة بعد توقيعها، وهو ما فعله معي في أول لقاء لنا في بغداد عام 1980 ومع عدد من رسامي ومحرري دار ثقافة الأطفال التي كنت أعمل فيها، والتي بدأ بوضع رسوم لكتبها للأطفال.
وعن فكرة اللوحة التي تقدم بها إلي المسابقة يقول المندلاوي : المعروف عن جورج البجوري أنه رسم في مطلع شبابه لمجلة (روز اليوسف) التي جمعت أساطين الرسم الكاريكاتيري الطليعي في مصر، وفيها شب بهجوري عن الطوق وبرز سريعا كرسام كاريكاتير واعد ومتفرد، وخاصة في رسم البورتريه، ولم يكن يأبه لشيء فرسم جمال عبد الناصر، ورسم قادة البلاد بكل حرية وجرأة، وكان بهجوري من المعارضين لمعاهدة كامب ديفيد ، ومن الأشداء في نقدها، ونقد السادات، فاضطر الي مغادرة مصر إلي باريس ، ومن هناك اصطف مع المعارضين لنظامه، فوقع باسم بهجر العشرات من الرسوم الانتقادية الساخرة والحادة للسادات، ولهذا اخترت تيمة السادات بريشته، وهو أي بهجوري يرشه بقطرة حبر سوداء، في حين يبدو ناصر إلي جانبه بريشة بهجوري أيضا متأملا، وهي محاولة مني لاستحضار والتذكير بكل هذا التاريخ المجيد لبهجوري من خلال الموضوعات من رسومه.
وقد رسمت بهجوري وهو يقف علي قاعدة نصب، وكما يكتب علي النصب التي تمثل الشخصيات التاريخية كتبت تاريخ ميلاده، والمكان في قرية بهجر التي منها اقتبس اسمه الفني المعروف، ولأنه - أطال الله في عمره -لا يزال علي قيد الحياة، ولأنه سيبقي خالدا في ضمير الناس أبد الدهر كتبت: وإلي الأبد. وللتأكيد علي كونه رمزا حيا، وليس تمثالا من معدن، بل هو حي يرزق، وبكامل صحته، وديمومته، وظرفه المعهود، عملت علي إشاعة جو من المرح بالإكثار من الألوان الزاهية في ملابسه، وبرسمه وعلي وجهه ابتسامة عريضة، وهو يشهر بمرح وبكلتا يديه أكثر من قلم وريشة، للدلالة علي تعدد أساليبه الفنية وتقنياته في الرسم والنحت، يلوح بها ذات اليمين وذات الشمال، ويوقع علي لوحاته التي وجدت في إحداها وهي لأم كلثوم أيقونة تمثل منجزه الساحر في هذا المجال، فنسختها في أعلي فضاء اللوحة ممتزجا بخصلات شعره المتناثر بكثافة.
وربما لم تكن تلك المرة الأولي التي يزور فيها الفنان علي المندلاوي القاهرة ، بل له في ذلك أيضاً حكاية طويلة قائلا : أحببت القاهرة وناسها في البداية من خلال مجلة سمير التي كانت من أوائل المجلات التي قرأتها وأنا طفل، ثم من خلال الروايات والأغاني والأفلام السينمائية، وزاد إعحابي بها وأنا أتابع وأتأثر برسوم كبار فنانيها الذين رسموا للأطفال والكارتون والكاريكاتير كحجازي وبهجت وصلاح جاهين وعدلي رزق الله واللباد وايهاب، وغيرهم الكثير. وعندما أتيحت لي الفرصة لزيارتها للمشاركة في معرض كاريكاتيري كبير نظمه اتحاد الصحفيين العرب عام 1989 بلوحة بورتريه للراحل نجيب محفوظ بمناسبة فوزه بجائزة( نوبل للاداب) وجدت حفاوة وترحيبا واضحا من الفنانين ومن عامة الناس خلقت لدي شعورا بالراحة والاطمئنان وكأني كنت أعيش بين أهلي وناسي، وهو ما وجدته خلال مشاركتي الاخيرة أيضا وهو ما يحفزني علي العودة والمشاركة في فعاليات ومعارض قادمة.
أنس اللقيس يناقش تأثير الكاريكاتير الغربي علي نتاجات بعض رسامي الكاريكاتير العرب
ربما كان الفنان أنس اللقيس الذي فاز بالجائزة الثانية في مسابقة جورج البهجوري واحدا من الذين اهتموا بدراسة الكاريكاتير أكاديميا ولم يكتف بالممارسة الفنية ككثير من رسامي الكاريكاتير ، حيث درس الفنون الجميلة .
ويروي أنس بدايته مع هذا الفن قائلا: بدأت برسم الكاريكاتير في سن مبكرة، وقبل دخولي إلي كلية الفنون الجميلة نشرت أول رسم لي في صحيفة السفير عام 1998، ثم بدأت بعدها تطوير أسلوبي في الكاريكاتير معتمدا علي الدراسة الأكاديمية في الجامعة. في عام 2005 نشرت رسوماتي في صحيفة المستقبل لسنوات عديدة، ثم في ملحق الشباب في صحيفة النهار. تخرجت من كلية الفنون الجميلة عام 2006 ثم أنجزت مرحلة الماجستير عام 2011، وكان موضوع الرسالة عن تأثير الكاريكاتير الغربي علي نتاجات بعض رسامي الكاريكاتير العرب، حيث إن الغرب هم السباقون في فن الكاريكاتير وقد تأثر الرسامون العرب بهم من ناحية الأسلوب أو التقنية حتي إلي تجاوز موضوع التأثر إلي الانتحال والسرقة في الأفكار في وقت لم يكن هناك انترنت وتكنولوجيا لمعرفة هذه المظاهر التي ظهرت لاحقا كما أوردت في رسالتي الكثير من نماذج التأثر بكافة أشكاله لخمسة فنانين عرب وقارنتها برسومات الفنانين الغربيين الذين تأثروا بهم. بعد الانتهاء من الماجستير سافرت إلي دبي حيث درست الفنون إضافة إلي الكاريكاتير في كارتون آرت غاليري ورسمت لمجلة دبي الثقافية لمدة ثلاث سنوات حتي بعد رجوعي إلي لبنان. وأنا حاليا أقوم بالإعداد لرسالة الدكتوارة التي تتخذ من الكاريكاتير موضوعا لها أيضا والتي تدور حول » التغيرات التي طرأت علي فن الكاريكاتير من حيث التقنيات والأساليب والمواضيع والأولويات«.
وعن زيارته لمصر اختتم أنس حديثه معي قائلا : كانت زيارتي لمصر ومشاركتي في الملتقي الثالث للكاريكاتير مفيدة للغاية ، كما كان لفوزي بالجائزة الثانية في مسابقة البهجوري إضافة مهمة لي علي الصعيد الشخصي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.