قال الكاتب الساخر والإعلامي عماد جمعة مؤسس الموسوعة العربية لرسامي الكاريكاتير إن "المكتبة العربية دائمًا في حاجة إلى الكتب الموسوعية، بخاصة في بعض الفنون كالكاريكاتير، وهو من الفنون المظلومة إعلاميًا، وقد رأيت أن فناني الكاريكاتير لا يعرفون بعضهم البعض إلا في حدود العلاقات الشخصية الضيقة، ولا نعرف عددهم في كل دولة على وجه التحديد، وأيضًا من يرحل منهم يذهب إلى زوايا النسيان ولا تتذكره الأجيال الجديدة، كذلك لا نعرف إمكاناتهم الفنية ولا اتجاهاتهم الفكرية ولا تاريخ الكاريكاتير في هذه الدول، علاوة على الفنانين العرب المهاجرين إلى أوروبا وأمريكا". يأتي ذلك على خلفية إعلان انطلاق أعمال أول موسوعة عربية لرسامي الكاريكاتير في الوطن العربي بشكل رسمي، التي أطلقت من ملتقى القاهرة الدولي للكاريكاتير في دورته الرابعة، وسط احتفالية من الرسامين العرب والأجانب نظمها الفنان سمير عبد الغني، بمشاركة من الفنان جورج البهجورى والفنان جمعة فرحات رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير ورئيس الملتقى. ويضيف جمعة: ومن هنا قررت البدء في عمل الموسوعة الشاملة لفناني الكاريكاتير العربي تحت اسم "الموسوعة العربية لرسامي الكاريكاتير" قبل فترة، وإن جاء الإعلان الرسمي لانطلاقها رسميًا خلال افتتاح ملتقى القاهرة الدولي الرابع للكاريكاتير، وبفضل الله استحسن الجميع الفكرة، بل وقرر بعض الفنانين الأجانب تنفيذ هذا المشروع في دولهم، وخلال الفترة الماضية التي سبقت الإعلان الرسمي تم إنجاز ما يقرب من 467 رسام كاريكاتير عربيًا يمثلون معظم الدول العربية وفي المهجر، وتأتي مصر والمغرب والعراق في مقدمة هذه الدول الأكثر عددًا من حيث عدد الرسامين الذين تم رصدهم، أما الدول الأقل عددًا فهي: موريتانيا بستة رسامين، الصومال رسام واحد فقط، وما زال العمل جاريًا، وأتوقع أن يتجاوز عدد الرسامين 2000 رسام عربي للكاريكاتير على مستوى العالم. وطالب جمعة بتعاون رؤساء جمعيات وروابط الكاريكاتير وكل الرسامين العرب في أنحاء الوطن العربي، وأيضًا من هم في المهجر وخارج حدود وطننا العربي لتزويده بسيرهم الذاتية مع مجموعة من الرسوم تعبر عنهم، وكذلك أية مقالات أو دراسات نشرت عنهم وصورة شخصية حديثة، مضيفًا أن العمل سيحفظ لكل رسام مكانته، سواء كان من الرواد الأوائل أو الرواد أو الأجيال المتتالية، سواء كان حيًا أو رحل عن دنيانا أو من جيل الشباب كل في مكانه. كما لفت إلى أن "هناك مجموعة كبيرة من الرسامين العرب أبدت تعاونها ودعمها لأعمال الموسوعة منهم: منصور البكري في ألمانيا، يوسف الموسوي من أستراليا، أسامة ختلان من نيويورك، حيدر الياسري من واشنطن، عصام عزوز من كندا، بونا الدف من موريتانيا، أسامة نزال من فلسطين، فهد الخميسي من السعودية، محمد ثلاب من الكويت، محمد غبسي من اليمن، آمنة الحمادي من الإمارات، الناجي بن ناجي من المغرب، السواسي البشير من الجزائر، توفيق عمران وليليا هلول وتوفيق الكوك من تونس، حمودي عذاب وعلي الدليمي وعبد الله التميمي من العراق، أسامة بو صبا من السودان، نضال البزم من الأردن، رائد خليل من سوريا، عبد الحميد القماطي من ليبيا، أنس اللقيس ودلال القيسي من لبنان، إلى غير ذلك من الدول. وهناك تواصل معهم جميعًا لتزويدي بأعمال وسير ونشاط الرسامين العرب في دولهم إلى جانب عمليات البحث في الكتب والموسوعات والمواقع والدوريات والرسائل العلمية والمجلات والصحف. وأردف: لا شك أننا سنكون شركاء في نجاح هذه الموسوعة، وستذكر أسماء وصور كل من كان له دور بارز في دولته في رصد الرسامين في لوحة الشرف داخل الموسوعة؛ ليعلم الجيل الحالي والأجيال القادمة أياديهم البيضاء في هذا الإنجاز الضخم. كل ما أتمناه هو التعاون المخلص لإنجاز هذا المشروع الضخم، وقد استفدت كثيرًا من تجاربي السابقة في العمل الموسوعي حيث قمت بإعداد الموسوعة العمادية لأدباء العربية، كما شاركت في تحرير قاموس المسرح العربي الذي صدر في ستة مجلدات في التسعينيات.