يقال "رب ضارة نافعة" ولعل استشهاد 16 عسكرياً مصرياً برصاص إرهابيين في رفح مؤخراً كان مفيداً للقيادة المصرية الجديدة رغم فداحة وجسامة ما حدث لأفراد قواتنا المسلحة العربية المصرية وهؤلاء الشهداء كانوا جسراً لعبور القوات المصرية نحو سيناء بعد أن حقق رفاقهم من بواسل الجيش العربي المصري العبور الأول عام 1973. الآن يمكن القول إن العبور الثاني للقوات المسلحة المصرية نحو سيناء هو معركة تحرير لأرض مصرية تم احتلالها عام 1967 ورغم الانتصار عام 1973 إلا أن اتفاقية كامب ديفيد كبلت هذا التحرير وحرمت مصر من بسط سيادتها الكاملة على تراب سيناء، وجعلت من هذه الأرض المصرية مرتعاً للعصابات الإرهابية التي تحاول زعزعة أمن واستقرار مصر وتقوم بأعمال إرهابية ضد الجيش والشعب المصري، مستغلة الفراغ الأمني الذي فرضته اتفاقية كامب ديفيد. ولعل مثل هذا الفراغ هو ما تبحث عنه الصهيونية والغرب عموماً لخلق خاصرة مؤلمة لأمن واستقرار مصر، وبنفس الوقت تستغل هذا الفراغ لأطماعها العدوانية المستقبلية بشن حروب ضد مصر متى تريد، وتسرح وتمرح بسيناء كيفما تشاء ومتى تشاء وهي مطمئنة في غياب القوة العسكرية المصرية. عبور القوات المصرية نحو سيناء الآن يواجه بحرب إعلامية صهيونية – أمريكية الآن ويواجه أيضا بتهديد صهيوني – أمريكي، فقد تناقلت وسائل الإعلام أمس عن رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو أنه طلب من القيادة المصرية سحب الدبابات والمدرعات المصرية التي دخلت إلى سيناء لأنها تعارض اتفاقية كامب ديفيد وملاحقها الأمنية.. وبنفس الوقت سمعنا أيضا أن بعض المسؤولين الأمريكيين يهددون القيادة المصرية بوقف المساعدات المالية الأمريكية المقدرة بمليار ونصف المليار في حال عدم التزام مصر باتفاقية كامب ديفيد، خاصة الملاحق الأمنية التي تجعل من سيناء أرضاً خالية من السلاح المصري، وهذا يعني وبدون أي شرح أو تفصيل أن سيناء لا تزال تحت الاحتلال الصهيوني ولم تحرر كما كان يدعي نظام السادات ونظام حسني السابقان، وإلا فكيف يمكن أن نفسر أن دولة حرة لا تستطيع بسط سيطرتها على كامل تراب أرضها؟! ثورة 25 يناير تشق طريقها الآن نحو النصر الذي كنا نطالب به بعد نجاحها في الخلاص من النظام الدكتاتوري الفاسد الذي رهن مصر وشعبها في تبعية النظام الأمريكي والرضوخ لإرادة العدو الصهيوني، ولعل من أهم مراحل انتصار هذه الثورة هو العبور الثاني إلى سيناء والتراجع عن هذا العبور وسحب القوات المصرية من أرض سيناء وعدم زيادتها وبسط هذه السيادة على كامل تراب سيناء يعني هزيمة لثورة 25 يناير.. فهل ستحافظ قيادة هذه الثورة على هذا الانتصار، وهل بدأت معركة تحرير سيناء؟ نقلا عن صحيفة الشرق القطرية