استكمالاً لحديث الأمس الذي تحدثت فيه عن الدور الاستراتيجي المهم الذي قامت به مصر من خلال العمليات العسكرية في سيناء للقضاء علي بؤر الارهاب، وكيف ان هذه الخطوة أربكت حسابات اسرائيل، التي لا تريد أن تكون سيناء آمنة مستقرة نظيفة من الارهاب.. لقد خيبت مصر آمال اسرائيل في الاعلان ما بين الحين والآخر عن ترديد اسطوانة الحرب علي الارهاب والتي كانت تتخذها ذريعة ما بين الفترة والاخري لقرع طبول الحرب في استعراض القوة.. فالهدف الاستراتيجي المهم الذي قامت به مصر في سيناء، هو بمثابة تكشير عن الانياب بخلاف الهدف الاخر الظاهر، وهو الثأر لشهدائنا الابرار من الجنود والضباط الذين راحوا بسبب الارهاب الاعمي. اسرائيل تقرع طبول الحرب منذ حوالي عامين تحت مزاعم ومسميات كثيرة، ابرزها علي الاطلاق دعاوي القضاء علي الارهاب، وانتهاء بزعم اخر هو الخطر الايراني علي المنطقة، وأن الخطر الشيعي يمثل كارثة علي الامة العربية السنية، وقد انجرفت بعض هذه الدول وراء المزاعم الاسرائيلية وارتمت في احضان اسرائيل التي تتغني بهذه الاسطوانة المشروخة.. وبدأت تل أبيب بمساعدة الولاياتالمتحدةالامريكية في استخدام سلاح تأجيج الخلاف بين السنة والشيعة، وبات الخطر الحقيقي علي السنة من الشيعة، ولأن الدول العربية متشرذمة وهشة وضعيفة صدقت أن هناك خطراً عليها من الشيعة في ايران. والخلاف بين السنة والشيعة لا يرقي أبداً لأن يكون هناك خطر من إحداهما علي الأخري، لكن اسرائيل التي اججت هذا الخلاف ونجحت بجدارة في هذا الشأن وساعدتها بقصد أو بدون قصد أمريكا، والاحداث الدراماتيكية التي تحدث الان في العالم وخاصة الوطن العربي مصدرها في الاصل الصهيونية العالمية التي تحركها اسرائيل التي تجهز نفسها لان تحكم العالم.. وهذا الرأي ليس مبالغاً فيه او يحتوي علي شطط، لان كل المصائب التي تحدث في العالم، لو فتشنا فيها سنجد وراءها الصهيونية العالمية، فإسرائيل التي تستخدم امريكا في تحقيق احلامها، تحضر البشرية كلها لاحداث دراماتيكية خطيرة، أبرز ما فيها تأجيج الصراع بين السنة والشيعة وخراب الامة العربية جمعاء.. وثانيها هو توريط امريكا في هذه الاحداث الدراماتيكية والعمل علي سقوط الاقتصاد الامريكي وانهيار الدولار، بعدها تكون اسرائيل أو الصهيونية العالمية قد فرضت سيطرتها علي العالم اجمع وتحل محل الولاياتالمتحدة التي ستكون قد تشرذمت. هذ الرأي ليس جنوحاً في الفكر ولا خيالاً، أخشي أن يتحقق بالفعل علي أرض الواقع.. لكن الأمور التي تجري علي الساحة السياسية من أقصي الأرض إلي أدناها تؤكد أن اسرائيل تجهز البشرية في احداث دراماتيكية متلاحقة لان تحكم العالم، وتحل بديلاً للولايات المتحدة.. ولكي لا يتحقق هذا الحلم الصهيوني الغاشم، لابد من اثنين، الاول أن تنبذ الأمة العربية خلافاتها المذهبية الدينية، فلا فرق بين مسلم سني أو شيعي، ولا فرق بين مسلم ومسيحي علي الأرض العربية.. وعلي أصحاب الفكر المتطرف الذين تغذي وجودهم اسرائيل، ان يتراجعوا عن معتقداتهم ويصححوا مفاهيمهم، ولذلك كان الرد المصري علي هذه البؤر الارهابية بمثابة درس مهم لاسرائيل، وقطعت مصر عليها ما تردده من مزاعم، ويجب ان تستمر مصر في عملياتها داخل سيناء لتقطع دابر الصهيونية في هذا الشأن. أما تصوير ايران أو الشيعة تحديداً بأنهم «البعبع» الذي يخيف السنة فهذه أفكار شيطانية اسرائيلية بهدف شرذمة الامة العربية والاسلامية لصالح الصهيونية العالمية.. وعلي الدول العربية التي تساعد اسرائيل في هذا الصدد سواء بقصد أو بدون قصد أن تراجع مواقفها لانها بذلك تقضي علي نفسها بيدها وهذه هي خطة اسرائيل الجهنمية. إسرائيل تقرع طبول الحرب نعم.. اسرائيل تريد أن تحكم العالم نعم.. لكن ماذا فعلنا نحن العرب أمام هذا الشأن الخطير، خاصة أن الصهيونية تستخدمنا في تحقيق أحلامها؟!