إيران بلد مسلم أولاً وأخيراً مهما بلغت درجة خلافاتنا معها سياسياً وشعبها أحد أعضاء الأسرة المسلمة علي مستوي العالم.. وتقدمها إضافة للأمة الإسلامية.. وتقهقرها أو تخلفها أو زعزعة أمنها يصب في خانة الضرر بهذه الأمة. نختلف مع إيران في سياساتها أو بعض سياساتها ولكننا لا نعاديها ولا نحاول الإضرار بها.. وهذا موقف مصر الرسمي فما من مرة يؤخذ رأي الرئيس حسني مبارك بالنسبة لبرنامج طهران النووي إلا ويؤكد علي ضرورة حل المشكلة بالمفاوضات والطرق السلمية ويرفض رفضاً قاطعاً فكرة الحل العسكري.. وما من تصريح للسيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية إلا ويؤكد فيه علي موقف الرئيس مبارك بالنسبة لهذا الموضوع. من هنا عندما فشلت أمريكا ومعها الغرب في اقناع الرأي العام العالمي وفي مقدمته الدول العربية والإسلامية بفكرة الحرب بدأت تتجه إلي زعزعة الأمن الإيراني من الداخل وتأجيج نعرة الطائفية في داخل الدين الإسلامي بين السنة والشيعة ومحاولة ضرب بعضهما ببعض. فبدأت إسرائيل وبتأييد ومشاركة أمريكية في اغتيال بعض علماء الذرة الإيرانيين.. كما حدث من قبل من ترصد بعض هؤلاء العلماء في عدد من الدول العربية ومن بينها مصر والعراق. وخطت أمريكا وحلفاؤها خطوة أخري خبيثة في محاربة إيران من خلال تشجيع بعض الطوائف الدينية المعادية للشيعة علي ارسال افراد تابعين لها لتفجير أنفسهم في بعض التجمعات الإيرانية اثناء الاحتفال بمناسبات دينية لهم. وما العملية الأخيرة التي قام فيها اثنان بتفجير أنفسهما داخل وخارج مسجد شيعي في مدينة جابهار إلا حلقة من حلقات هذا التوجه الأمريكي حيث راح ضحية التفجيرين 40 قتيلاً و60 جريحاً. وللأسف الشديد فإن جماعة تسمي "جند الله" السنية أعلنت مسئوليتها عن الهجومين.. وكأنها تفخر بأن مسلماً قتل مسلماً عمداً وليس بطريق الخطأ.. مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ما معناه: دم المسلم علي المسلم حرام. أنهم يجعلوننا - نحن المسلمين - ننوب عنهم في قتل بعضنا البعض وتشتيت جمعنا وتكريس تفرقنا ونحن راضون ونتصرف وكأننا سكاري لا ندري ما يحيط بنا ولا ما يحاك لنا. لسنا في مصر شيعيين وإنما نحن سنيون.. لكننا في نظرتنا للصالح العام نرتفع فوق هذه الصغائر وننظر نظرة بعيدة لمستقبل هذه الأمة.