انتاب أهالي قراجة إحدى قرى مركز كفر صقر شمال الشرقية، حالة من الغضب والاستياء الشديدين، بسبب الإنقطاع المتكرر لمياه الشرب وندرتها، واضطروا إلي شراء المياه من عربات وجراكن غير معلوم مصدرها وبأسعار مرتفعة. أسرد المحاسب محمد أنيس من أهالي القرية، مأساته وأهالي قريته مع أزمة انقطاع مياه الشرب، يقول: المواطن المصري يجب أن يتمتع بكافة الحقوق ومنها مياه الشرب لأن بلدنا مصر هي بلد النيل وأقل شيء يُمنح للمواطن وجود مياه الشرب نظيفة وبشكل دائم ومستمر، لافتًا إلى أن قريته يبلغ عدد سكانها قرابة 25 ألف نسمة، وإنهم عانوا خلال الفترات الماضية من انقطاع مستمر ودائم للمياه، حتى زارهم محافظ الإقليم منذ 3سنوات وأطلع بنفسه على حجم المشكلة، وتم الاتفاق على نظام المناوبة بتغذية القرية مرتين أسبوعيا يومي الأحد والأربعاء. وأضاف هشام صالح، خبير تربوي بالأزهر الشريف، بأن نظام المناوبة هذا ارتضوا به رغمًا عنهم ولعدم رضاهم بشكل كامل خاصة أيام الصيف شديدة الحرارة التي تحتاج فيها الأسر إلى المياه بشكل دائم لدواعي الغسيل والشرب، إلا أن المسئولين عن قريتهم لم يلتزموا بشكل متوازن في نظام المناوبة وذلك في مأمن من نظام الحساب والعقاب من الجهة المختصة. وأشار إلى أنهم انتظروا كثيرا وصول المياه يوم الأحد الماضي الموافق أول عيد الأضحى إلى منازلهم وهو اليوم المحدد لهم في بداية الأسبوع بنظام المناوبة، لكن انتظارهم طال حتى كتابة السطور من محرره، واتصلوا بالمسؤولون كافة لكنهم لم يجدوا ردًا فعالا يُعيد لهم مياه الشرب التي تعتبر شريان الحياة لكل كائن حي، مصداقًا لقوله تعالى "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، ما أضطرهم إلى شراء مياه مجهولة المصدر معبئة في جراكن محملة علي عربات كارو وعربات فنطاس تقودها جرارات زراعية، تحوم حولها أحدايث باحتمالية اصابتهم بالأمراض المتوطنة كالفشل الكلوى وأمراض الكبد أن ثبت ذلك، وذلك من باعة جائلين مجهولي الهوية وبأسعار مرتفعة مستغلين في ذلك أزمة انقطاع المياه عنهم واحتياجهم لها. وأوضح الشيح صلاح كليب، أن القرية بها رافع "طلمبة رفع" في بداية الخط، تبرع الأهالي بقطعة أرض لوضع "محول كهرباء" المُغذي لها بقوة 70 حصان بتكلفة عدة الألف تحملتها الدولة كاملة، وكانت هذه الطلمبة تحمل أملا كبير لأهالي القرية بحل الأزمة بحيث تختص برفع المياه لكافة أرجاءالقرية، إلا أن المسئولين عنها قاموا بتقليل قدرتها ل 30 حصان بدون داعي، ومن ثم توقف الرافع عن العمل بشكل كامل وبدون أي أسباب ولم يشفع لهم صراخ الأطفال ومعاناة المرضى احتياجا لمياه الشرب. وتسأل عن مدى قدرته وأهالي قريته في تحمل هذا الأهمال الذي يحرمهم من مياه الشرب التي تعتبر "سر الحياة"، وقال: لماذا نحن منسيون هل بسبب اننا نعيش في مراكز شمال المحافظة؟ أم يوجد سبب جوهري آخر لا نعرفه، علما بأنهم من أكثر المراكز انتاجا سواء في الصناعات المختلفة لوجود مدينة الصالحية الجديدة، أو أكثر انتاجا في المحاصيل الزراعية المختلفة كالخضروات والفاكهة. ولفت المستشار عمرو عبد الباقي، سكرتير الهيئة الوفدية رئيس لجنة شباب الوفد بالشرقية، إلى أنه سيقوم برفع دعوى قضائية ضد المسؤولين عن انقطاع المياه عن قرية قراجة وعدم التزمهم بنظام المناوبة المتفق عليه رغما عنهم، قائلا رضينا بالهم يقصد "القليل" والهم مش راضي بينا، لافتا إلى أنه يجب معالجة كافة العيوب الموجودة بالخطوط وإعادة تشغيل الرافع ورفع قدرة الشبكة كي تصل المياه لكل المنازل في البدايات والنهايات، ووجه نداءه لرئيس السيسي بقوله "هل يصح يافخامة الرئيس أن تخلو منازلنا من مياه الشرب في أيام الصيف الحار " .