مصر تنادي أبناءها، سيناء في خطر، الشعب مدعو إلي أن يجتمع علي قلب رجل واحد، خلف قواته المسلحة لرد الصفعة التي وجهها ارهابيون جبناء إلي السيادة المصرية علي أرض سيناء، إن الردع الفوري لهؤلاء هو المطلوب حالياً ليس للقصاص للشهداء فقط من جنود وضباط مصريين من خيرة أبناء مصر تم قتلهم غيلة وهو يؤدون واجبهم في تأمين الحدود المصرية في رفح عن طريق إمطارهم بالرصاص وهم يتناولون الإفطار بعد صيام يوم شاق في هذه المنطقة النائية ولكنه رد اعتبار للكرامة المصرية التي شعر كل مصري انها أهينت وأهدرت، ويجب أن نتعامل مع هذ الجرم بأسلوب العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم. اننا كشعب لا نتعجل حالياً معرفة هوية منفذي الجريمة التي استهدفت ابناءنا في الكمين الامني بقرية الحرية علي بعد كيلو مترين من معبر كرم سالم ولا نتعجل الحكم عليها، فهذه المهمة متروكة للاجهزة الامنية وجهات التحقيق، المطلوب حاليا فرض سيطرتنا الكاملة علي كل شبر من ارض سيناء، ونحن علي ثقة بأن قواتنا المسلحة قادرة علي القيام بهذا الدور، وعلي ضبط الجناة الذين ارتكبوا هذه الجريمة الجبانة. إن الرئيس مرسي التقي قيادات الجيش الثاني الميداني قبل 48 ساعة من وقوع هذه الجريمة، وقال اننا لن نحارب احدا ولكننا قادرون علي الدفاع عن اراضينا وحمايتها، نريد أن نري هذا الدفاع وهذه الحماية كيف تتم حاليا، كما انه عندما يأتي هذا الحادث مستغلاً الارتباك الامني الشديد والصراع السياسي بين النخب، فإن ذلك يعتبر اختباراً للثورة، وتقتضي مواجهته تغليب مصلحة الوطن علي المكاسب السياسية الضيقة، ووقف الصراعات بين التيارات والنخب السياسية، فمصر وطن جميع الذين يعيشون علي أرضها، والدفاع عنها، والحفاظ علي أمنها ليست مهمة فصيل واحد، ولكنها مهمتنا جميعا، فالمطلوب التوقف فوراً عن التناحر السياسي، والانتباه إلي ان انشغالنا في الصراع علي تورتة الحكم شجع الذين في قلوبهم مرض سواء كانوا جماعات جهادية أو غيرها علي التجرؤ وارتكاب عملية خسيسة ضد أمننا القومي، مطلوب التوقف فوراً عن جلد قواتنا المسلحة وعن ممارساتنا السلبية التي اثرت في معنوياتها منذ قيام ثورة 25 يناير، إن قواتنا المسلحة قادرة علي ردع من تسول له نفسه العبث بأمننا، لكنها وفي هذا الوقت بالذات تحتاج إلي الثقة والتي يحتاجها أيضاً جهاز الامن. يحتاج أفراد القوات المسلحة وجهاز الشرطة ان نمد لهم أياد المعاونة والتأييد والمؤازرة، مطلوب ان نتوقف وفوراً عن الاحتجاجات الفئوية لانها شغلت قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة عما يدبر لنا من الخارج، لدينا مشاكل ولنا حقوق لكن عندما يصل الأمر إلي أن تؤدي مطالبنا إلي ارتباك صانع القرار فإننا يجب ان نقدم عليها الواجب، والواجب المطلوب حالياً هو ان نمنح أنفسنا هدنة بعد 17 شهراً من الصراع علي السلطة والمطالب الفئوية وان نخصص وقتا أطول للحوار الذي يقيم دولة القانون، ويرمم اركان الوطن، ونعيد إليه ثقته ونتصدي للطامعين فيه، ونردع كل من تسول له نفسه الاعتداء علي مقدراته. ليس هذا وقت جلد الذات وإلقاء المسئوليات كلنا مسئولون عن امن هذا الوطن، لكن لابد ونحن نطالب بضرورة القصاص لشهداء سيناء أن نسأل لماذا أهملنا سيناء، نتذكرها فقط عندما تتعرض للخطر رغم انها البوابة الشرقية الخطيرة المهمة لمصر!، ثم ننسي إننا قررنا تعميرها بالبشر والمشروعات. إن اسباب وقوع هذه الجريمة ترجع إلي ما تعانيه سيناء من اهمال في كافة المؤسسات الامنية والاقتصادية والسياسية لماذا تركنا سيناء للجماعات الجهادية التي تسعي لتحويلها إلي إمارة لهم؟ لماذا نبقي علي أنفاق تصدر لنا الخطر والخيانة، لماذا لا نغلقها أو ندمرها؟ ماذا فعلنا في قضايا الاسلحة الثقيلة التي يتم تهريبها كل يوم والتي يتم ضبطها كل يوم ايضاً، وهي اسلحة عابرة للمدن ثم أين نتائج التحقيقات فيها؟! عزاؤنا لجميع المصريين في شهداء الوطن ولكل أسرة واب وام فقدوا أحد ابنائهم في هذا الحادث الغادر، وعزاؤنا الاكبر عندما تتوصل أجهزتنا الي حل لغز تعاون افراد من غزة مع افراد من داخل سيناء في تنفيذ هذه الجريمة، من هم الجناة الذين جاءوا من غزة ولمن ينتمون ومن هم الجناة من سيناء ولمن ينتمون؟