شتاء 2008 بعد حرب الرصاص الصهيونى المصبوب على غزة ، وفى مكتب الدكتور ضياء رشوان بالأهرام ، وبصحبة الدكتور عمار على حسن ، قلت لهما وأنا لا أبخل جهداً علمياً ومن ثم عملياً من أجل الإزاحة السلمية لمبارك ، وهو السبب الرئيس لزيارتنا لرشوان ، قلت أننى موقنٌ تحليلياً ، أقول «تحليلياًً» لأنى لا أملك دليلاً مادياً ، أن مصدر التسليح لغزة هو مصر ، بعلم مبارك أو فى أدنى الأحوال بعلم أجهزتنا السيادية ، لأن غزة محاصرة تماماً من الشرق والشمال بإسرائيل ، ثم بسيطرة إسرائيلة من الغرب «البحر المتوسط» ، ولا يبقى لغزة إلا جنوبها المصرى ، ثم لا يجب أن ننسى أن غزة خطٌ إستراتيچىٌ أمامىٌ لمصر ، إن فرَّطَ فيه مبارك لا يمكن أن تفرط فيه أجهزتنا السيادية ، وأن معارضتى للنظام ورغبتى فى إزاحته ، لا يمكن أن يمنعا أو يحجبا بصيرتنا عند التحليل ، ووافقانى على ذلك رقيقاى فى هذا اللقاء ، بل وأسهبا وأضافا. واليوم أقول أننى موقنٌ تحليلياً ، أقول «تحليلياًً» أيضاً لأنى لا أملك دليلاً مادياً ، أن مصدر التسليح التقنى المرتفع نسبياً لأى أعمال تخريبية فى سيناء هو إسرائيل أو لحسابها ، لأن السيطرة المصرية حاكمة فى تقديرى على معابر قناة السويس ثم خليج السويس بضفتيه أو هكذا أتمنى ، كما أتمنى ذلك على ساحليها الآخرين ، خليج العقبة والبحر المتوسط حيث تطل سيناء عليهما ، ثم مصر بداهةً لن تخرب على نفسها. هذا ما أظنه فيما يخص دور إسرائيل التخريبى ، وأرجو أن نضع هذا فى الاعتبار ، وعلى التوازى يجب بالفعل إغلاق الأنفاق ، فلم تعد غزة فى حاجة إليها ، فلديها بالفعل مخزون إستراتيچى من السلاح ، ثم شقيقتها الكبرى لم تتخل عنها ولن تفعل بإذن الله من منطلقات عدة بينها الإستراتيچى المتعلق بأمن مصر ، بل هذا ما يدعو إسرائيل للتخريب فى سيناء منذ سنوات عديدة ، رداً على ما تقدمه مصر من تسهيلات إستراتيچية لغزة. أما السيطرة المصرية على سيناء وأمنها ، فهذا ما يجب أن نبحث له عن حل نلزم إسرائيل به دولياً ، وعلى التوازى علينا أن نضع رؤية جديدة شاملة لسيناء على كافة الأصعدة ليس منها فقط الاقتصادى والخدمى ، ونسعى لتحقيقها. ذلك بإيجاز ما عندى. محسن صلاح عبدالرحمن