ما إن وقعت العملية متعددة الهجمات بالقرب من إيلات فى جنوب إسرائيل وما أعقبها من ادعاءات عن انطلاق المهاجمين من الحدود المصرية حتى بدأت ماكينة السياسة والإعلام فى إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية فى توجيه خطاب يتصف بالتطاول والبذاءة ضد مصر فى تعجل ملحوظ يكيل الاتهامات دون انتظار لما تسفر عنه التحقيقات، مما يؤكد أن هناك حالة من التربص لابتزاز القاهرة ومحاولة إجبارها على ترتيبات معينة تنتقص من السيادة الوطنية على مناطق الحدود مع إسرائيل، التى تخضع للإخلاء الكامل من أى وجود للقوات المسلحة المصرية، طبقا لما يسمى بالمنطقة (ج) فى اتفاقية كامب ديفيد، وعند النظر للادعاءات الإسرائيلية الأمريكية يجب ألا نغفل الاعتبارات الآتية: أولا: المشروع الأمريكى لاقتطاع أجزاء من دول الطوق لإعادة توطين اللاجئين وتركيزه على سيناء فى أول إشارة إلى الزج بأراضيها لحل القضية الفلسطينية، وكان هذا عام 1955، وسمى بمشروع جونستون. ثانيا: يدرج سنويا على مؤتمر هرتزليا الاستراتيجية والأمن القومى -وهو أهم مؤتمر إسرائيلى فى هذا الشأن- موضوع ضم جزء من شمال سيناء إلى قطاع غزة لمواجهة التهديدات الأمنية من هذا القطاع والانفجار السكانى فيه الذى يمثل تهديدا دائما لإسرائيل. ثالثا: دأبت القيادات السياسية والعسكرية فى إسرائيل منذ أسبوعين على إطلاق تصريحات عنيفة تحذر من أن سيناء لا تقع تحت السيطرة المصرية وأن الأمن فيها فى حالة انفلات تام. رابعا: الاندفاع السريع فى اتهام مصر بعدم السيطرة على حدودها، وأن هذا التقصير هو السبب فى وقوع عملية إيلات. تحاول إسرائيل استغلال الفترة الانتقالية التى تمر بها مصر بعد ثورة 25 يناير، وهى الفترة الكلاسيكية فى تاريخ كل الثورات التى تضطرب فيها الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية كى تدعم نياتها تجاه سيناء باستخدام تكتيكات سياسية وإعلامية من خلال إطلاق التنويهات والتحذيرات دون أن تقدم على عمل عسكرى مباشر لتحقيق أهدافها لأنها تعرف أن مثل هذه الخطوة سوف تكبدها على المدى المتوسط والبعيد خسائر فادحة بعد استقرار الثورة وانتهاء الفترة الانتقالية، علما بأنها تخشى من المستقبل لأن القرار المصرى بعد مبارك لن يسمح بالتفريط والتخاذل فى القرارات المتعلقة بالمصلحة الوطنية. لقد بات جنوب إسرائيل ليلة سوداء بعد التنبيه على السكان بعدم مغادرة بيوتهم، نظرا لاستمرار وجود عناصر من الخلية التى نفذت العملية داخل إسرائيل التى فشلت فى إلقاء القبض على أى عنصر من تلك العناصر التى صالت وجالت فى هجماتها المخططة والمدروسة، وكل ما استطاعته إسرائيل هو النيران العشوائية من إحدى المروحيات التى أدت إلى مقتل ضابط وجنديين مصريين لا علاقة لهما من قريب أو بعيد بما جرى فى إيلات. فور الهجوم تطوعت هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، بتصريح تحض فيه مصر على الوفاء بالتزاماتها الأخيرة لضمان أمن سيناء وإيجاد حل دائم لها، بينما انبرى إيهود باراك بالقول إن الهجمات تكشف تراجع السيطرة المصرية فى سيناء واتساع نشاط الخلايا الإرهابية فيها، تصريحات باراك تحاول التغطية على فشل القوات الإسرائيلية فى التصدى للمهاجمين وبطء وتخبط هذه القوات ميدانيا وتأخرها فى الوجود السريع فى مكان الهجوم، على الرغم مما تمتلكه فى ترسانتها من أسلحة ومعدات للاستطلاع والكشف والإنذار المبكر، وعلى السيدة الفاضلة كلينتون المنزعجة على أمن إسرائيل أن توجه اهتمامها وانزعاجها إلى حدود بلادها مع المكسيك التى لا تستطيع تأمينها من التسلل والتهريب والهجرة غير الشرعية. محاولة إلقاء الكرة فى الملعب المصرى مناورة مكشوفة يعرف أبعادها جيدا المطلعون على الشأن الإقليمى، غايتها زعزعة مكانة مصر التى يبدو طبقا للادعاءات الإسرائيلية-الأمريكية أن عليها أن توقف خفيرا على حدود إسرائيل التى تفشل فى تأمين حدودها والأمر فى جوهره هو النيل من سيادة مصر على سيناء. الإعلام الإسرائيلى يطالب بدخول جيش الدفاع فى عمق سيناء بعد عملية إيلات تل أبيب تضرب القطاع.. وصحفى إسرائيلى يرى السلام مع مصر مريضا مصابا كمبارك الضربات التى تلقتها إسرائيل على الحدود كانت موجعة، انتهت بمقتل 8 إسرائيليين وإصابة 30 آخرين، بينهم باسكال إفراهامى، أفضل وأقدم قناص بوحدة النخبة التابعة لحرس الحدود. ما دفعها إلى شن غارات على غزة فجر أمس، طفل شهيد و18 مصابا كانت حصيلة العدوان بالقطاع، كذلك بعض المبانى المدنية والحكومية. العدوان سبقه آخر مساء أول من أمس، وأسفر عن استشهاد 5 من قادة لجان المقاومة الشعبية التى توعدت بالرد، وهو ما تحقق فى قصف صاروخى على جنوب إسرائيل، وإصابة 6 أشخاص. إذا كان الهجوم الإسرائيلى بغزة عسكريا، فعلى مصر كان إعلاميا، لتخرج تسيبى ليفنى، زعيمة المعارضة الإسرائيلية، لتصف الحدود معنا بأنها لم تعد حدود سلام، قائلة «علينا أن نغير مفهومنا تجاه الحدود، المسلحون لم يكونوا باحثين عن العمل، بل راغبين فى القضاء علينا، حزبنا كاديما سيشن حربا على الإرهاب»، آفى ديختر، البرلمانى بنفس الحزب، حمل القاهرة ما سماه «بالمسؤولية عن الهجمات». «السلام مع مصر مريض مصاب مثل مبارك الراقد على نقالته»، هكذا وصف أمير أورين، محرر «هآرتس»، العلاقات بين الجانبين، قائلا «مبارك لم يستطع السيطرة على سيناء، والآن القاهرة تتهرب من الأمر». أورين لا يتوقع حربا جديدة بين الاثنين، لكنه يرى أنه «ما زالت هناك حالة عداء مصرى، وتوجد عمليات تنفذ من أراضى مصر السيادية»، مضيفا «تل أبيب أخطأت بانسحابها من القطاع، لقد تآكل هكذا البند الأمنى بكامب دافيد، القاضى بتأمين المنطقة، التى تشكل خطرا على تل أبيب غرب حدودها». أورين قال «صحيح أنه لا يوجد جيش مصرى يهدد إيلات مثل (قوة شاذلى) فى مايو 1967، التى دفعتنا إلى الحرب، إلا أن التعاون بين حماس وإيران وحزب الله يجعل الوضع لا يحتمل، إسرائيل ليس لها حدود مع قناة السويس ولا مع النيل، جارتنا مصر دولة معادية، والقوات الدولية عاجزة، هكذا سيكون الوضع مع قوات حلف الناتو إذا ما تم إرسالهم للقيام بمهمة شرطى السلام فى المنطقة»، مختتما تصريحاته بالقول إنه «من دون مبارك، ومع حماس، وملك أردنى يخشى على عرشه، ويقاطع نتنياهو، وحكومة أمريكية لا تثق بوجهة نظر تل أبيب، فإن الأمور ستؤول للأسوأ».. وقالت «يديعوت أحرونوت» إن العمليات الهجومية توفر دفاعا أفضل، لذا من المناسب بحث مطالبة المصريين بجدية بتمكين جيش الدفاع الإسرائيلى من إدخال قواته من آن إلى آخر إلى وسط سيناء، عند المنطقة القريبة من الحدود، وذلك للقيام بعمليات ملاحقة ساخنة، وإحباط للعمليات الإرهابية، على الأقل حتى يتم الانتهاء من بناء الجدار الفاصل بين الحدود المصرية الإسرائيلية بالكامل. وقالت «أحرونوت» لقد سمحنا للمصريين بإدخال قوات، والآن الدور عليهم ليبدؤوا نوعا من الانفتاح، ولو رفضوا، من المحتمل أن تكون هناك حاجة لحشد ضغوط أمريكية على المجلس العسكرى المصرى الأعلى، لكى يقبل الطلب، أو يعمل بنفسه بصرامة وقوة تماما مثلما يعمل فى شمال سيناء. من جانب آخر، أشادت تل أبيب ببراعة منفذى هجمات الخميس. التحقيقات الإسرائيلية أمس تحدثت عن محاولة أحدهم إسقاط طائرة عسكرية بصاروخ «آر بى جى»، بينما نقلت صحيفة «معاريف» عن قيادة الجنوب قولها إن العملية هدفت لخطف جنود إسرائيليين، واستخدامهم كورقة ضغط فى يوم فشلت فيه مفاوضات إطلاق سراح جلعاد شاليط بمصر. وحدوديا مع مصر زعمت تل أبيب عبر وسائل إعلامها قيام «إرهابى» بتفجير نفسه صباح أمس بمعبر صلاح الدين «فيلادلفيا» مع قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل جنديين مصريين، ونقلت تلك الوسائل عن مصادر أمنية قولها إن الإرهابى من ضمن الخلية منفذة هجمات الخميس والموجودة بسيناء. هذا فى الوقت الذى أشار فيه طال روسو، قائد المنطقة الجنوبية، إلى قيام جنود مصريين مساء أول من أمس بإطلاق النار باتجاه «المخربين» الذين كانوا فى الأراضى المصرية، وفقا لتصريحاته للإذاعة العبرية، أما القناة «السابعة» الإسرائيلية فقالت إن قوات إسرائيلية اخترقت الحدود المصرية خلال ملاحقتها للإرهابيين، مضيفة فى تقرير لها، أمس، أن اختراق الجيش الإسرائيلى للجانب المصرى وقع بعد أن فتحت النيران من الجانب المصرى تجاه قوات الجيش الإسرائيلى. صحف أمريكية ترثى «الحليف القوى» مبارك بعد عملية إيلات «نيويورك تايمز» تزعم فقدان مصر السيطرة على سيناء من بعده وتلوم الحكومة لعدم حماية إسرائيل وصلات بكاء ورثاء للرئيس المخلوع حسنى مبارك، أقل ما يمكن أن توصف به تغطيات الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية لسلسلة الهجمات التى شهدتها مدينة إيلات جنوب إسرائيل، وأسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين، بل ذهب بعضها إلى حد الزعم بأن مصر تكاد تفقد السيطرة على سيناء برحيل مبارك. صحيفة ال«نيويورك تايمز» حذرت من أن الهجمات الأخيرة تهدد بخلق فتور جديد فى العلاقة بين البلدين، وتلفت إلى أن التوترات فى علاقاتهما زادت فى الفترة الأخيرة بعد رحيل مبارك، الذى تقول إنه كان حليفا قويا لإسرائيل، وساعد فى السيطرة على التعاطف الشعبى الواسع مع الفلسطينيين وكراهية إسرائيل، على حد قولها. وتستعيد ال«تايمز» لمحات من سجل الرئيس السابق الداعم للدولة العبرية: «قوات (مبارك) الأمنية راقبت حدود سيناء عن قرب، كان هذا يهدف لمنع الأصوليين الإسلاميين الذين كان يخشى السيد مبارك من أنهم من الممكن أن يهددوا حكمه من ناحية، كما كان يهدف للحفاظ على العلاقات مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل من ناحية أخرى». غير أن الثورة -والحديث للجريدة الأمريكية- جعلت مصر تنكفئ داخليا، وتدفع بحكومة انتقالية مهتمة بتأييد مواطنيها، أكثر من أمن إسرائيل، أو حتى خطر حدوث أعمال تخريبية. أثار قادة مصر الجدد كذلك غضب إسرائيل عبر بناء علاقات أكثر قربا مع حماس وإيران، وفى الوقت الذى ركزوا على تأمين القاهرة، فإنهم سمحوا لمنطقة شمال سيناء على امتداد الخط الحدودى مع إسرائيل أن تنزلق إلى حالة من غياب القانون، تاركة للقبائل البدوية مهمة حفظ السلم. كما زاد تهريب السلع والمهاجرين من خلال شبكة أنفاق تحت الحدود مع غزة، بحسب ال«تايمز». وقالت الصحيفة إن محللين مصريين اعترفوا يوم الخميس بأن الضعف الأمنى ربما كان له دور فى الهجمات على إيلات. ونسبت إلى جمال عبد الجواد، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، قوله إن «الوضع الأمنى فى شمال سيناء ينهار، والعناصر المسلحة الأصولية المتشددة أصبحت طليقة اليد الآن.. الأمر ليس مستحيلا بالنسبة لهم لأن يعبروا الحدود ويشنوا هجمات ضد أهداف إسرائيلية. إن لهذا مغزى كبيرا». والهجوم يعد مؤشرا على خطر جديد يتهدد إسرائيل من جانب حدودها مع شبه جزيرة سيناء، وفق تقرير نشرته «فوكس نيوز» اليمينية الموالية للدولة العبرية، لافتة إلى أن الحدود ظلت هادئة لوقت طويل فى ظل حكم الرئيس السابق مبارك. ويمضى التقرير بأن صحراء سيناء التى كانت دائما هادئة وبشكل كبير تحت سيطرة البدو، أصبحت فى حالة متزايدة من غياب القانون. الاعتداءات تبدو كذلك مرتبطة بتراجع السيطرة المصرية المستمرة على صحراء سيناء الواسعة، بعد أن أطاحت الثورة الشعبية بمبارك، بحسب صيحفة «ذى كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية. استعرضت ال«مونيتور» عددا من الاعتداءات التى وقعت فى الفترة الأخيرة، ومن بينها تلك التى استهدفت خطوط تصدير الغاز المصرى إلى سيناء. وقالت الصحيفة إن الاعتداءات تثير تساؤلات حول إمكانية ضلوع مسلحين من حماس أو بدويين من سيناء أو جماعات مسلحة على علاقة بالخارج بالهجمات. كما أن الهجمات يمكن أن تثير قلاقل اقتصادية خطيرة بالنسبة لمصر، وفقا لموقع «ذى ديلى بيست» الأمريكى، فالسياحة انخفضت بشكل حاد فى أثناء الثورة ولم تتعاف بشكل كامل بعد، وإذا ظل السياح بعيدين عن سيناء فى أثناء أشهر الشتاء، وهو الوقت الذى تجعل البرودة فى أوباما من مصر جهة جذب، ستكون تطلعات البلد نحو التعافى الاقتصادى غير معروفة. سيف اليزل: هناك خطة إسرائيلية لعبور الحدود المصرية بدعوى تأمينها.. وستحصل على موافقة دولية أنا أخشى من إسرائيل، لأن ما يحدث فى سيناء الآن خطر شديد على مصر، وقيام جماعة عددها 6000 شخص بتسليح نفسها، وفرض سيطرتها وهيمنتها على منطقة الشيخ زويد والعريش، وفرض أحكامها، وتعطيل المحاكم المدنية، بالإضافة إلى تصريحات نتنياهو ومدير المخابرات الحربية الإسرائيلية، الذى قال إن لديه أخبارا مؤكدة أن مصر لا تستطيع السيطرة على أمنها، لا تبشر بالخير، وإسرائيل لديها خطة لعبور الحدود المصرية بدعوى تأمينها. هذا ما قاله اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمنى والاستراتيجى، فى ندوة «الطامعون فى مصر بعد الثورة» التى عقدت أمس فى نقابه الصحفيين، وأدارتها الحركة الشبابية للاستقرار والتنمية. وأضاف سيف اليزل «عندما تقول إسرائيل إن الأمن فى سيناء غير مستتب، ومصر غير قادرة على السيطرة على أمنها، هذا يؤدى إلى وجود خطة إسرائيلية لعبور الحدود المصرية، بدعوى تأمين الحدود، وتقوم باحتلال 7 كيلو من سيناء، وتقول هذا شريط حدودى جديد مؤقت لها، إلى أن تستعيد مصر أمنها وسيطرتها، وهذا إن حصل سيكون اعتداء على السيادة المصرية، وستحصل على موافقة وشرعية دولية. وأشار سيف اليزل إلى أن غزة هى أزحم منطقة فى الإقليم، ومع استمرار ازدياد تعداد السكان فى غزة، لا بد من أن يحدث مد، وإسرائيل لا تريد لهذا المد أن يتجه شمالا أو شرقا، بل تريد له أن يتجه جنوبا باتجاه سيناء، لأنها هى المطمع الإسرائيلى للمد الغزاوى، وما حدث فى سيناء من الوارد تكراره فى بعض المحافظات الأخرى. وقال سيف اليزل «أنا أخشى على مصر من الفتنة الطائفية، والبعض يريد إشعالها، ومن السهل أن تشتعل، وهذه هى المشكلة، ويجب أن نواجهها، ونعمل لها ألف حساب، وأطالب بعمل إدارة خاصة لحماية دور العبادة تابعة لوزارة الداخلية، لأنه لو اشتعلت الحرب الأهلية فى مصر -لا قدر الله- لن تهدأ، وبالتالى المحرضون علينا من الداخل أو من الخارج من السهل عليهم أن يشعلوا فتيل هذه الأزمة، والفتنة إن حدثت بشكل عنيف ستكون بأجندات خارجية، ونحن وضعنا فى مصر ليس جيدا، ولدينا انفلات أمنى، وأى دولة تريد الشر لمصر، سيكون هذا هو الوقت المثالى لعمل أى شىء، ونحن مستهدفون، وهناك تعاون إسرائيلى فلسطينى يستهدف مصر». واستنكر سيف اليزل الانفلات الأمنى فى مصر الآن، وقال «لا يوجد عذر واحد للداخلية عن التقاعس الأمنى فى الأداء، والسلاح يباع الآن فى الشارع على عينك يا تاجر»، وهناك 8000 سجين هارب فى الشارع، ولا يوجد سبب أو عذر يسمح بهذا التقاعس، وأوضح سيف اليزل أنه يخشى على الثورة من ديكتاتورية الديمقراطية، وهى ما تحدث، عندما تعتبرنى عدوك حينما لا أوافقك الرأى، ومن ليس معى فهو ضدى، وهذه أحد الأخطاء الموجهة إلى الثورة، وأنا أخشى على الثورة من ابتعاد الرأى العام عنها، والرأى العام أصبح منتقدا لها، وأنا مع التعبير عن الرأى بالكامل، والإضرابات والتظاهرات والاعتصامات حق مكفول للجميع، ولكن مفهوم الحرية فيها يجب أن يكون واضحا للمجتمع، وأن لا تعتدى على حرية الآخرين. سياسيون: إسرائيل جعلت من البوابة الشرقية نقطة ضعف لتهديد مصر الخطر الداهم الذى تواجهه بوابة مصر الشرقية (سيناء) تستخدمه إسرائيل كنقطة ضعف للضغط عليها، والتهديد بتنفيذ عمليات عسكرية موجهة، وتستخدمها أيضا لاتهام قوات الأمن المصرية بعدم القدرة على السيطرة على سيناء، لتكون هناك حجة قوية للسيطرة الإسرائيلية فى المنطقة. الخبير السياسى نبيل عبد الفتاح، يرى أن مزاعم وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلية بأن سيناء منطقة مفتوحة لتسلل المجموعات الإرهابية، وعدم قدرة القوات الأمنية المصرية على السيطرة عليها، يعد تصريحا بالغ الخطورة لأنه يدين السلطة الفعلية فى البلاد، بأنها سمحت بتحرك المتطرفين، مطالبا بالرد على هذه المزاعم. وأضاف عبد الفتاح، أن تهديد مسؤول فى الجيش الإسرائيلى، بتنفيذ عمليات عسكرية داخل سيناء للقضاء على من سماهم «الإرهابيين»، يعتبر «انتهاكا للسيادة المصرية، مما يؤدى إلى توليد نوع من الضغط على السلطة الفعلية فى البلاد، ويخلق توترا بينها وبين القوى الإسلامية والثورية». لافتا إلى أن الحكومة المصرية يجب أن تستخدم العلاقات الدبلوماسية مع أمريكا وإسرائيل «للسيطرة على الوضع فى سيناء». الخبير الأمنى محمود قطرى، قال إن تهديدات إسرائيل، واتهامها للأمن المصرى «يعتبر سطوا على الثورة المصرية، بهدف قتلها، ظنا منهم أن مصر، فى هذه المرحلة دولة ضعيفة». ولفت إلى أن السيناريو الذى تقوم به إسرائيل، يهدف إلى «عمل انقلاب عسكرى، وقتل الثورة، حتى يترك المصريون ثورتهم، ويلتفتوا إلى محاربتها». أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن نافعة، اعتبر أن ما يحدث فى سيناء حاليا، يرجع إلى «تصور بعض القوى أن الفرصة سانحة لتحقيق مكاسب». موضحا أنه لا يستبعد أن يكون لتنظيم القاعدة «دور فى تلك الأحداث، لتحقيق نزعة داخلية لديهم، فى تحويل مصر إلى الصومال، وبناء ما يسمونه بالإمارة الإسلامية فى سيناء». واعتبر نافعة ما يحدث «انعكاسا لأجندات مفتوحة، تسعى إلى تحقيق مكاسب لفئات معينة، من خلال دفع الجيش لارتكاب أخطاء معينة». الباحث السياسى الدكتور عماد جاد، قال إن الأوضاع المتوترة فى سيناء «ترجع إلى انتشار عناصر مسلحة، وتنظيمات جهادية، تعمل بالتعاون مع عناصر من تنظيم القاعدة على الحدود، وبالتنسيق مع عناصر إجرامية، جزء كبير منها يعمل بالتعاون مع عناصر من قطاع غزة». معتبرا أن تلك الأحداث «هى الهدوء الذى يسبق العاصفة»، موضحا أن العلاقات المصرية-الإسرائيلية «تغيرت للأسوأ منذ سقوط مبارك، حيث توترت بشكل ملحوظ. وإسرائيل استغلت انشغال المجلس العسكرى بالأوضاع الأمنية الداخلية، لمهاجمته وإلقاء اللوم عليه».