يعد توت عنخ أمون أحد أشهر فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم. وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 ق.م. في عصر الدولة الحديثة، ويعتبر من أشهر الفراعنة المصرين، كما أن اكتشاف مقبرته وكنوزها بالكامل سببًا رئيسيًا في هذه الشهرة. وفي ضوء أهمية مقبرة توت عنخ آمون وسط الأثار المصرية، جاء قرار اللجنة الدائمة للآثار بضرورة نقل التابوت الثالث لتوت عنخ آمون، وترميمه في معامل الترميم المركزي بالمتحف الكبير لوجود كل الإمكانيات لتسهيل عملية ترميم التابوت. وفي هذا الصدد قال الدكتور حسين كمال، مدير عام الشئون الفنية بالمتحف المصرى الكبير، إن تابوت الملك توت عنخ آمون والذي تم نقله من الأقصر للمتحف المصري الكبير، يعد هو التابوت الثالث من مجوعة توابيت المجموعة الملكية، لافتًا إلى أن هناك ثلاث توابيت في المجموعة الأول التابوت ذهبي يحوي المومياء، بالإضافة إلى تابوت خشبي مغطي بالذهب، وفي الوسط تابوت خشبي أيضًا. وأضاف كمال، في تصريح خاص ل "بوابة الوفد"، أن عملية نقل التابوت الثالث للملك توت من الأقصر إلى المتحف المصري الكبير، جاءت بقرار من اللجنة الدائمة والتي تضم خبراء في الأثار، بعد معرفة مكان توجة التابوت الملكي، مشيرًا إلى أن المتحف المصري الكبير هو المتحف الوحيد الذي يضم مركز للترميم، والذي يعد أكبر مركز إقليمي في الشرق الأوسط للترميم، وتقدر مساحة هذا المركز بنحو 32 ألف متر مربع. وأوضح مدير عام الشئون الفنية بالمتحف المصرى الكبير، أن عملية ترميم المومياء أو أي قطعة أثرية، تخضع لعملية ترميم مؤقتة، بهدف حفظها وتأمين عملية نقلها بأمان، خاصة أن عملية الترميم لا يتم استخدام مواد كيماوية فيها، ولكن ما يتم استخدامه هي الغازات الخاملة والتي تقتل أي حشرة قد تتسبب في تلف القطع الأثرية. وأكد على أن مقبرة توت عنخ آمون تعد هي المقبرة الملكية الوحيدة التي تم اكتشافها كاملة، مشيرًا إلى أنه تم تخصيص مساحة 7.500 متر مربع بداخل المتحف المصري الكبير لإستقبال مجموعة توت عنخ آمون كاملة، بعد نقلها من المتحف المصري بالتحرير. وتابع، "حاليًا يتم تأهيل جميع مقتنيات مجموعة الفرعون توت عنخ آمون؛ لعرضها في افتتاح المتحف المصري الكبير"، وذكر أن المتحف المصري الكبير يقوم على أحدث الأساليب الحديثة في عرض القطع الأثرية، خاصة وأن هذه الأساليب الحديثة هدفها الأول حفظ القطع الأثرية بالطرق الصحيحة مع عرضها بجودة ودقة عالية. وفي نفس السياق قال محمد على، مدير المتحف المصرى بالتحرير، إن عملية نقل التابوت الثالث الملك توت عنخ آمون من الأقصر للمتحف المصري الكبير، يأني استكمالًا لجمع المجموعة الملكية للملك توت، والتي سيتم عرضها كاملة بالمتحف المصري الكبير، مؤكدًا على أن أغلب القطع الأثرية الخاصة بالمجموعة سيتم ترميمها بمركز المتحف المصري الكبير للترميم. وأضاف علي، أن المتحف المصري بالتحرير يحتوي على أكثر من 4000 قطة أثرية لمجموعة الملك توت عنخ آمون، مشيرًا إلى أن هذه القطع سيتم نقلها كاملة بالمتحف المصري الكبير، والتي ستضيف أهمية كبيرة للمتحف المصري الكبير، خاصة وأن هذه المجموعة تتميز بشهرتها الواسعة بين السياح. وأوضح مدير المتحف المصرى بالتحرير، أن نقل المجموعة الملكية للمتحف الكبير، سيعطي فرصة كبيرة للقطع الأخري المتواجدة بمخازن المتحف المصري بالتحرير لعرضها، مشيرًا إلى أنه لم يتم التفكير في المجموعة البديلة لمجموعة الملك توت والتي سيتم عرضها في المتحف المصري بالتحرير. وتابع، "المتحف المصري الكبير من أكبر المتاحف العالمية، خاصة أن شهرته في جميع انحاء العالم حتى قبل افتتاحه"، لافتًا إلى أن عملية نقل القطع الأثرية تتم بدقة عالية، خاصة وأن الإهتمام بالآثار أصبح أكبر من ذي قبل. ومن جانبه قال الدكتور يوسف خليفة، رئيس قطاع الأثار السابق، إن مجموعة توت عنخ آمون تحتل مكانة كبيرة بين الأثار الفرعونية، مؤكدًا على أن جميع القطع الموجودة في الأقصر ستم نقلها للمتحف المصري الكبير، بالإضافة إلى القطع الموجودة بالمقبرة والمتحف المصري بالتحرير. وأضاف خليفة، أن التابوت الذي تم نقلة للمتحف المصري الكبير، هو التابوت الخشبي، ولكن التابوت الحجري من المفترض أنه سيبقى بالمقبرة، لافتًا إلى أن جميع قطع المجموعة الملكية بالمتحف المصري الكبير ستنقل تباعًا للمتحف الكبير، ولكن أهم هذه القطع هو القناع الذهبي ومن المقرر نقله قبل الإفتتاح. وأشار رئيس قطاع الأثار السابق، إلى أن استمرار عملية فك جدران مقبرة توتو الواقعة بمحافظة سوهاج، والتي من المقرر نقلها لمتحف العاصمة الإدارية الجديدة، تعتبر إهدارًا للمال العام، قائلًا "فك جدران المقبرة سيدمر 30% من النقوش والكتابات تمامًا، وبالرغم من ذلك جاءت موافقة اللجنة الدائمة بفك المقبرة ونقلها لمتحف العاصمة الإدارية الجديدة".