أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من الذاكرة الزمان - 2009م المكان – مركز طهطا بسوهاج الواقعة -قتل «الحبيب القاتل» اللواء عصام الحملى، مساعد وزير الداخلية السابق لمنطقة جنوب الصعيد، يحكى لنا جريمة وقعت أحداثها منذ أكثر من تسعة أعوام، وما زالت عالقة فى ذاكرته، لأنها راحت ضحيتها فتاة شابة على يد حبيبها، بعد أن فشل فى اغتصابها، وشاءت إرادة الله تعالى أن تكشف خيوط تلك الجريمة البشعة، وينال المجرم عقابه على أيدى العدالة، ولقد توافقت هذه الواقعة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل «إن ربك لبالمرصاد». يقول اللواء عصام الحملى: فى شهر فبراير من عام 20009م، عندما كنت أعمل رئيساً للمباحث الجنائية بمديرية أمن سوهاج تلقينا بلاغاً من أهالى مركز طهطا شمال سوهاج بعثورهم على جثة لفتاة شابة تدعى أمل 22 سنة حاصلة على مؤهل متوسط وتقيم فى مركز المنشأة جنوبسوهاج وبها عدة إصابات فى الرأس، فقمنا بإخطار النيابة العامة التى أمرت بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة وكلفتنا بالتحرى عن الواقعة وضبط الجانى، وكانت مهمة فريق البحث الجنائى الذى تم تشكيله بإشراف اللواء عاصم حمزة مدير مباحث سوهاج - آنذاك - شاقة للغاية، حيث تبين أن القتيلة محرر لها محضر غياب من أربعة أيام، واستمر فريق البحث الجنائى فى العمل ليل نهار لكشف غموض الجريمة لمدة تزيد على خمسة عشر يوماً، وكادت القضية أن تقيد ضد مجهول لولا عناية الله التى شاءت أن تكشف غموض تلك الجريمة وينال المجرم عقابه على أيدى العدالة. فقد أبلغنا أحد مصادرنا السرية بأن الفتاة القتيلة كانت ترتبط بعلاقة عاطفية مع سائق يدعى محمد حسين 27 سنة من مركز المنشأة، فقمنا باستئذان النيابة العامة والقبض عليه، وبتضييق الخناق عليه ومواجهته بشهادة الشهود وما أسفرت عنه التحريات، اعترف بأنه ارتبط بعلاقة عاطفية مع المجنى عليها، وقام باستدراجها بسيارته بعيداً عن قريتها إلى الطريق الزراعى على حدود مركز طهطا بحجة التقدم لخطبتها، وطلب منها النزول من السيارة، ثم انقض عليها وحاول اغتصابها، فرفضت وحاولت الصراخ للاستعانة بالأهالى فقام بضربها على الرأس عدة ضربات فأرداها قتيلة ولاذ بالفرار. وبعرضه على النيابة العامة، اعترف بجريمته تفصيلياً، فأمرت بحبسه على ذمة التحقيقات وإحالته محبوساً إلى محكمة جنايات سوهاج فحكمت عليه بالسجن المشدد 15 سنة.