استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، صباح اليوم الخميس، جاريد كوشنر كبير مستشارى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذي استعرض الاتصالات التى تقوم بها بلاده مع مختلف الأطراف بالمنطقة، للدفع قدماً بجهود إعادة مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى. وباعتبار مصر تمثل مركز ثقل لمنطقة الشرق الأوسط، ولما لديها من خبرات طويلة ومتراكمة في التعامل مع كافة الأطراف، تحرص واشنطن على التشاور معها بشأن القضية الفلسطينية. مصر موقفها ثابت من القضية الفلسطينية، ويتجلى ذلك في تشبثها بحق الشعب الفلسطيني، ودعم الجهود الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل لتلك القضية، والدفع قدماً بمساعى إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وذلك وفقاً للمرجعيات الدولية، وعلى أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. مساعي القيادة السياسية المصرية، لإجادة حلول للقضية الفلسطينية تضمن حقوق الشعب، وتحافظ على القدس عاصمة أبدية لفلسطين، يزيح الستار عن الشائعات، والأكاذيب التي دائمًا ما تروج لها جماعة إخوان الشر طوال الفترة الماضية خاصة بعد 2013، أي عقب عزل الشعب"محمد مرسي"، المنتمي للإخوان من منصبه. وتجلت أكاذيب جماعة الإخوان الإرهابية في تعبئة الرأي العام عبر أبواقها الإعلامية المدعومة من "قطر-تركيا" بأكاذيب تعلقت بتخلي مصر عن القضية الفلسطينية لصالح اسرائيل، وغيرها من الإفتراءات التي لا أصل لها في الواقع، والتي أدركها الشعب مؤخرًا، وفهم الأهداف الخبيثة لهذه الجماعة. مصرعاشت ومازالت معاناة الشعب الفلسطيني الحالم بعودة أراضيه المغتصبة، وعودة اللاجئين الذي شتت الكيان الصهيوني وحدتهم وشملهم. محورية القضية قدمت مصر الغالى والنفيس من أجل القضية الفلسطينية، وبذلت قصارى جهدها دون النظر لاعتبارات إقليمية أو دولية أو لحسابات شخصية، واستغلت دورها الإقليمى ومشاركتها فى المحافل الدولية لدعم القضية، فالقاهرة تعتبر فلسطين جزءا لا يتجزأ من أمنها القومى. وكانت القضية الفلسطينية، قبل ثورة 23 يوليو 1952، محور اهتمام الحركة الوطنية، وفى حرب 1948، عبرت مصر بصورة عملية عن دعمها للقضية بتصدر الجيش المصرى للحرب التى انفجرت بعد إعلان الأممالمتحدة انتدابها على فلسطين وإصدار قرار بتقسيم فلسطين، الأمر الذى رفضه العرب وسعوا لطرد اليهود من فلسطين فى مايو 1948 استمر حتى مارس 1949. كما كانت هزيمة فلسطين أحد أسباب تفجير ثورة 1952، ومنذ بداية حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، احتلت القضية الفلسطينية محور اهتمامه، حيث عقد مؤتمر الخرطوم الذى أطلق عليه مؤتمر "اللاءات الثلاث" لرفع شعار "لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض" مع إسرائيل. ولم يتوقف دعم مصر لفلسطين، بل استمر، حيث أكد الرئيس السيسى فى أكثر من لقاء على أن القضية الفلسطينية مازالت على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية، مشيرا إلى الجهود المكثفة التى تبذلها القاهرة للتوصل لحل نهائى بإقامة دولتين بما يسمح بالحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وإحلال السلام، والاستقرار فى المنطقة. ومن بين الجهود التى تبذلها مصر لدعم القضية الفلسطينية، إسهامها فى إبرام اتفاق بين حركتى فتح وحماس، يتعهد بموجبه الطرفان بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى إدارة قطاع غزة ونجحت بشكل كبير فى رأب الصدع الذى ظل لأكثر من10 سنوات. وكان لمصر دور واضح فى التنديد بجرائم جيش الاحتلال الصهيوني فى حق مسيرات العودة الكبرى، والتى تطالب بحق عودة اللاجئين الفلسطينين لمنازلهم. توحيد الصف وحرصًا من القاهرة دعم القضية الفلسطينية، دعت مصر لإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، بهدف توحيد الصف عام 1964، وشاركت فى القمة العربية الثانية التى اعتمدت قرار المنظمة بإنشاء جيش للتحرير الفلسطينى. وقعت عام 1969، اتفاقية "القاهرة" دعما للثورة الفلسطينية، واستمر عبدالناصر فى دفاعه عن القضية حتى توفى عام 1970. كما حظيت القضية الفلسطينية، بدعم من الرئيس أنور السادات، حيث رفعت مصر شعار النصر والسلام، وكان السادات أول من اقترح فكرة إقامة حكومة فلسطينية مؤقتة، بالاضافة إلي مساعدة مصر لمنظمة التحرير الفلسطينية للحصول على اعتراف كامل من الدول العربية كممثل شرعى للشعب الفلسطينى خلال مؤتمر القمة العربى الذي عقد فى الجزائر. وطلبت مصر من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإشراك منظمة التحرير الفلسطينية فى جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط. واستمر الرئيس حسنى مبارك على نهج السادات، وسحب السفير من إسرائيل بعد مجزرة صبرا وشاتيلا. خطة السلام وفى عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام والتى تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقًا لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الإسرائيلى. وكما شارك مبارك فى "اتفاق أوسلو" الخاص بحق الفلسطينيين فى الحكم الذاتى، سبتمبر عام 1993، وفى 2003 أيدت مصر وثيقة "جنيف" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع فى المنطقة.