بعثة مصر فى أوليمبياد لندن تاهت منذ اللحظات الأولى وتوالت الخسائر والهزائم والانكسارات، ولم يلفت أحد من المشاركين النظر إليه فى أى لعبة، ولذلك اختارت البعثة وسيلة مبتكرة جداً للفت الأنظار وهى «الشيشة» والدخان الكثيف الذى انبعث من إحدى غرف البعثة المصرية فى فندق الإقامة بلندن، وبثت الوكالات الخبر وأصبحنا «أضحوكة» البعثات المشاركة! قمة الإهمال والتسيب والاستهتار أن يدخن أى فرد من البعثة «الشيشة»، مهما كان موقعه مسئولاً أو إدارياً أو إعلامياً. والعجيب أن هذه الكارثة تأتى من بعثة المنتخب الأوليمبى للكرة الذى توالت فضائحه فى كل رحلاته الخارجية على كل شكل ولون فى المغرب وفرنسا وكوستاريكا والسعودية، والاتهام الموجه لهم دائماً هو عدم الانضباط والتسيب والإهمال والاستهتار رغم أنهم يرتدون فانلة مصر ويمثلون أكثر من 80 مليون مصرى. فضيحة «الشيشة» يجب ألا تمر مرور الكرام إذا أثبت صحتها لأنها هذه المرة «أوليمبية»، أى أنها تخطت حاجز المباريات الودية والمعسكرات والتصفيات، وأكدت الإصرار على ارتكاب الأخطاء ومواصلة حالة الاستهتار التى تسيطر على هذا المنتخب منذ تكوينه وخلال جميع مراحل إعداده وفى معظم مشاركاته. يجب على اتحاد الكرة أن يحقق بجدية فى هذه الواقعة التى تكشف إذا ثبتت أن بعثة المنتخب الأوليمبى بعيدة تماماً عن الانضباط خاصة أن اللجنة المنظمة للدورة هددت فى حالة تكرار الخطأ بإبلاغ اللجنة الأوليمبية الدولية التى يمكن أن توجه إنذاراً للبعثة المصرية أو توقع عقوبة يتم تطبيقها مستقبلاً على مصر، بخلاف السمعة السيئة التى تعتبر أقصى من أى عقوبة. المجلس القومى للرياضة على رأسه د. عماد البنانى وهو شخصية قيادية محترمة المؤكد أنه لن يترك هذه الفضيحة تمر بسهولة وسيوقع العقوبة المناسبة بعد التحقيق الوافي، لأن سمعة مصر أكبر من أن يستهتر بها شخص متسيب ذهب ليمثل مصر فى الأوليمبياد التى يحلم بالمشاركة فيها أى لاعب ولاعبة ويتمنى أى مدرب أو إدارى أو إعلامى التواجد فيها، وبدلاً من أن يرفع شعار بلده ويقاتل من أجلها رفع شعار «واحد شيشة وصلحو»!!